دعت هيئة العلماء والدعاة بألمانيا المسؤولين في البلاد إلى إدانة الاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة.
وعبرت الهيئة في عدة رسائل وجهتها للرئيس الألماني فرانك شتاينماير، والمستشارة أنجيلا ميركل، ورئيس البرلمان، ووزير الخارجية، وقادة الأحزاب الرئيسة بألمانيا، عن خطورة ما يجري في مدينة القدس المحتلة.
وأعربت خلال المراسلات التي اطلعت عليها "عربي21" عن "سخطها الشديد على الانتهاكات الجسيمة التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الماضية بحق المسجد الأقصى"، موضحين حيثيات هذا التعدي السافر على المقدسات الإسلامية.
ولفتت الهيئة إلى خطورة إغلاق المسجد الأقصى، الذي يعد أحد أهم مقدسات المسلمين لأول مرة منذ عام 1969، وإقدام سلطات الاحتلال على إغلاق عدد من بواباته ونصب بوابات إلكترونية للتفتيش المصلين.
واعتبرت الهيئة أن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى "تعد مسا بحرية العبادة في القدس، وتتعارض مع القانون الدولي، الذي ينص على عدم المساس بالمقدسات الدينية"، وحذرت من أن إغلاق الأقصى "سيقود إلى موجة جديدة من التصعيد في المنطقة".
وطالب الحكومة الاتحادية الألمانية ووزارة الخارجية إلى إدانة هذا التصعيد الإسرائيلي، واتخاذ ما يلزم من خطوات ضرورية لوقف انتهاك الاحتلال للقانون الدولي.
وأكد رئيس هيئة الأئمة والدعاة في ألمانيا الاتحادية طه عامر، توجيه ست رسائل للحكومة والرئيس ووزير الخارجية وبعض الأحزاب المؤثرة في البلاد.
وقال في حديث له مع "عربي21": "من منطلق واجبنا تجاه المسجد الأقصى المبارك، ولكون ألمانيا بلد مؤثر وله دور مهم في العالم، وباعتبارها تدافع عن العدل والحق والحريات قررنا توجيه هذه الرسائل".
وأضاف: "تستطيع ألمانيا أن يكون لها دور بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي؛ لوقف الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك؛ لذلك نطالبها كمواطنين فيها بالتحرك لوضع حد لذلك".
وحول مدى الاستجابة لهذه الرسائل من المسؤولين الألمان، يشير رئيس هيئة الأئمة والدعاة إلى أنهم لم يتلقوا أي رد حتى الآن، موضحا أن الرد عادة ما يأخذ وقتا.
ولفت عامر إلى أن هناك العديد من الفعاليات والنشاطات لديهم لنصرة المسجد الأقصى، ولتوعية الأجيال، ولتعزيز انتمائهم للقضية، مشددا على مضيهم قدما لنصرة الحرم الشريف بطرقهم السلمية.
وأطلقت هيئة الأئمة والدعاة الجمعة مبادرة لتوحيد الخطبة؛ للحديث عن ما يجري في المسجد الأقصى.
وفي هذا السياق، يقول عامر: "أرسلنا لهيئات الأئمة وروابط الدعاة والمساجد هذه المبادرة لتوحيد خطبة الجمعة، وتخصصيها للحديث عن المسجد الأقصى، وهذا ما حدث بالفعل".
ازدراء للأديان
بدوره قال المنسق العام للتجمع الأوربي للأئمة خضر عبد المعطي: "نتفاعل مع قضية المسجد الأقصى المبارك من منطلق عقائدي أولا، فهو قضية إسلامية وجزء من عقيدتنا، وإنساني ثانيا فنحن ندافع عن قضايا الناس من كافة الأديان في مواجهة خطر الإرهاب، ومن باب أولى ندافع عن هذه القضية".
وأضاف لـ"عربي21": "إن ما يجري بحق الأقصى هو نوع من الازدراء للأديان، ونوع من حرمان عدد كبير من البشر من ممارسة عقيدتهم، وتعد على تاريخ و تراث".
ولفت عبد المعطي "إن المسجد الأقصى لا يمثل الفلسطينيين فقط، بل يعد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بالتالي فهو مقدس لكل المسلمين في العالم".
وحذر عبد المعطي من أن "الممارسات الإسرائيلية بحق المسجد المقدس قد تؤدي لمصائب في المنطقة وخلل في السلم الاجتماعي"، معتبرا أن الاحتلال يهدف لمحاولة هدم ومسح كل ما يمد للمسلمين بصلة بالأقصى.
ونظمت بمدينة فرانكفورت، السبت، وقفة بدعوة من الجالية العربية والإسلامية؛ للتضامن مع الأقصى، بمشاركة المئات من جنسيات مختلفة؛ وذلك نصرة للمسجد الأقصى في وجه الاعتداءات الإسرائيلية بحقه.
كما نظمت وقفة مماثلة بساحة بوتسدامر بلاتز في العاصمة الألمانية برلين، يشارك فيها المئات من أبناء الجالية، ومتضامنون ألمان للتضامن مع المسجد الأقصى.