تحركت عشرات العربات المسلحة من مدينة مصراتة، تابعة لجهاز الحرس الرئاسي، الموالي للمؤتمر الوطني العام السابق، إلى مواقع شرق العاصمة الليبية
طرابلس، في إطار استعدادها للدخول إلى سابق مواقعها في مناطق صلاح الدين، ومواقع أخرى جنوب العاصمة.
وكانت عدة كتائب أمنية تابعة لوزارة داخلية
حكومة الوفاق الوطني، أخرجت كتائب مصراتة، في السادس والعشرين من مايو/أيار الماضي، عقب اشتباكات دامت ليومين.
من جانبها وردا على هذا التحرك، تمركزت كتيبة ثورا طرابلس، بقيادة هيثم التاجوري، في منطقة تاجوراء شرق العاصمة طرابلس، بأسلحة ثقيلة ومتوسطة، كالدبابات ومدافع الهاوزر، ومدافع من عيار 14.5، و23.
مبررات العودة
وبرر آمر جهاز الحرس الوطني التابع للمؤتمر الوطني العام السابق، العقيد محمود الزقل، تمركز قواته شرق طرابلس، وعزمها العودة إلى سابق مواقعها، بعدم الرضا عن سياسات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وتعطيله لدور رئاسة الأركان العامة، وباقي الأجهزة الأمنية.
واتهم الزقل، المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، بتقوية قائد عملية الكرامة، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وأن السراج لم يتقدم بأية شكاوى إلى مؤسسات المجتمع الدولي، كالأمم المتحدة، ضد الانتهاكات التي تمارسها قوات حفتر، في أكثر من منطقة ليبية.
تحذيرات واستعدادات
من جانبه حذر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، من وصفهم بـ"زمرة الخارجين عن القانون" من أي تحرك باتجاه طرابلس، مؤكدا أنه سيواجههم بحسم وقوة، وأنه لن يتهاون في أداء واجب حماية طرابلس، يد بيد مع أهل المدينة وأبناء المدن المجاورة".
اقرأ أيضا: تحركات عسكرية ضد طرابلس الليبية.. هل ستقع حرب قريبا؟
وأصدر المجلس الرئاسي التعليمات للأجهزة الأمنية بوزارتي الداخلية والدفاع والحرس الرئاسي والكتائب والسرايا الأمنية بالعاصمة لـ"ردع التحركات المشبوهة للمجموعات المارقة الخارجة عن القانون والشرعية" من قبل قوات الشرعية التي تصدت من قبل بكل قوة لهذه المجموعات.
وأوضح البيان، أن المجلس الرئاسي وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته واتصل بالدول الصديقة بخصوص التحركات المشبوهة للالتزام بتعهداتهم بالمساعدة كما تنص قرارات مجلس الأمن.
وبحث رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني – بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي - فائز السراج، مع آمر المنطقة العسكرية الوسطى اللواء محمد الحداد وآمر المنطقة العسكرية الغربية اللواء أسامة الجويلي، الخطة العسكرية لمواجهة تحركات كتائب
حكومة الإنقاذ.
ودعت وزارة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني، إلى ضرورة تغليب صوت العقل والمضي باتجاه السلام والاستقرار والتهدئة والعودة إلى مسار الحوار الوطني والمصالحة لتحقيق الاستقرار والتعايش السلمي على المدى الطويل في البلاد.
وناشدت الوزارة في بيان لها، الأطراف المعنية إلى حل القضايا عبر المفاوضات وتغليب لغة العقل على لغة السلاح والقوة، موضحة أن الأمل معقود على أن يبذل الجميع كل جهد ممكن للحفاظ على الاستقرار واستعادة الهدوء.
هذا وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن انزعاجها إزاء التقارير التي تفيد بتحشيد للجماعات المسلحة حول العاصمة الليبية طرابلس.
وذكّرت البعثة الأممية عبر صفحتها الرسمية في "فيسبوك" كل الأطراف بواجبهم لحماية المدنيين بموجب القانون الدولي، مؤكدة على دعمها للحوار السياسي، والمجلس الرئاسي كالسلطة تنفيذية شرعية في ليبيا.
الوضع الأمني
قال شهود عيان لـ
"عربي 21": إن قوات كتيبة ثوار طرابلس، أنشأت سواتر ترابية، في نهاية منطقة تاجوراء، وتمنع خروج المواطنين من العاصمة طرابلس، احترازا للاشتباكات المتوقع اندلاعها في أي وقت.
وذكر الشهود أن المسافة بين القوات الموالية لحكومة الإنقاذ وتلك التابعة لمجلس رئاسي حكومة الوفاق، تقدر بقرابة عشر كيلو متر.