عبر وزير الخارجية
القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن استنكار بلاده لرفض السعودية التفاوض بشأن لائحة المطالب التي أرسلتها إلى قطر، والتي تشترط مع حلفائها تنفيذها لإنهاء الحصار المفروض على قطر، في وقت تكثفت الاتصالات الدبلوماسية في
واشنطن خلال الساعات الماضية لحل الأزمة الخليجية.
وقال آل ثاني عقب محادثات أجراها في واشنطن مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون: "إن دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية متفقتان على وجوب أن تكون المطالب عقلانية".
وأضاف: "إننا متفقون على أن دولة قطر ستنخرط في حوار بنّاء مع الأطراف المعنية إذا أرادت الوصول إلى حل وتجاوز هذه الأزمة"، متابعا: "سمعنا تصريحات مفادها أن هذه المطالب غير قابلة للتفاوض، لكن هذا مخالف لأسس العلاقات الدولية (..)، يتم تقديم قوائم ويتم رفض التفاوض عليها."
وتساءل: "إذا كان الطرف الآخر لا يريد التفاوض فما هو الخيار الثاني لديه؟ هل هو الاستمرار في الحصار والإجراءات غير القانونية؟".
وأجرى دبلوماسيون خليجيون كبار في واشنطن محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي يسعى لحل الأزمة بين قطر وعدد من دول الخليج.
اقرأ أيضا: وزير الخارجية القطري: مطالب دول الحصار "غير مقبولة"
وقبل انتهاء مهلة الأسبوع التي أعطيت لقطر لتنفيذ
قائمة المطالب التي تسلمتها من الدول المقاطعة لها وعلى رأسها السعودية، التقى تيلرسون نظيره القطري والوزير الكويتي للشؤون الحكومية الشيخ محمد عبد الله الصباح الذي تضطلع بلاده بدور الوسيط في الأزمة.
وتتضمن لائحة المطالب التي تسلمتها قطر الأسبوع الماضي عن طريق الكويت، 13 مطلبا منها إغلاق قناة الجزيرة، وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران وإغلاق قاعدة عسكرية تركية على الأراضي القطرية. كما تطلب السعودية والبحرين والإمارات العربية ومصر من قطر قطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين، وتسليم شخصيات معارضة مطلوبة لهذه الدول.
وبدا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الموجود أيضا في واشنطن غير مستعد لأي تنازل بشأن الأزمة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع.
وكتب الجبير على "تويتر": "لا تفاوض مع قطر في قائمة المطالب، بيد قطر قرار التوقف عن دعم التطرف والإرهاب".
وحذرت دولة الإمارات العربية المتحدة من أن على قطر أخذ المطالب بجدية وإلا "فالطلاق واقع" مع جيرانها الخليجيين.
وكانت السعودية أعلنت في الخامس من حزيران/يونيو قطع علاقاتها مع قطر واتهمتها بدعم المجموعات المتطرفة، وهو ما تنفيه الدوحة، وتلتها الدول الثلاث الأخرى، وأغلقت هذه الدول مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، وقطعت المنافذ البرية إليها التي تشكل الطريق الحيوي الوحيد لواردات المواد الغذائية.
اقرأ أيضا: أمريكا: من الصعب على قطر القبول بكل مطالب دول المقاطعة
وتسعى الولايات المتحدة إلى تسوية لا تلحق ضررا بأي طرف، وبعد لقائه الصباح، أكد تيلرسون دعمه لدور الكويت في المحادثات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت إن الوزيرين الأمريكي والكويتي أكدا خلال لقائهما "على ضرورة أن تمارس جميع الأطراف ضبط النفس إفساحا في المجال أمام مناقشات دبلوماسية بناءة".
ويفترض أن يكون المسؤولون الكويتيون التقوا مساء الثلاثاء على عشاء عمل الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي عرض بدوره المساعدة في حل النزاع.
وحذرت الولايات المتحدة من أن قطر قد لا تتمكن من تلبية بعض المطالب، وطلبت من السعوديين قائمة واضحة تكون "معقولة ومقبولة".
وقالت نويرت إن "المحادثات ستتواصل خلال الأسبوع، مضيفة أن المطالب السعودية لا تزال "تمثل تحديا" لقطر، والبعض منها سيكون صعبا لقطر تنفيذه"، وتابعت: "سنواصل حث تلك الدول على العمل سويا وإيجاد حل".