سلطت وسائل إعلام
إيرانية عدة، الأربعاء، الضوء على القرارات الملكية بالاطاحة بالأمير
محمد بن نايف عن ولاية العهد وتنصيب
محمد بن سلمان نجل العاهل السعودي في محله.
وفي متابعة لـ"
عربي21" قالت وكالة "فارس" إن "هذه الخطوة تعد انقلابا ناعما في هرم الحكم السعودي وتقرب نجل الملك الأمير محمد بن سلمان من الانقضاض على كرسي العرش خلفا لوالده".
وعلى الصعيد ذاته، أعلنت مصادر سعودية عن احتجاز ولي العهد السابق محمد بن نايف في قصر الصفا بعد عزله، حيث منع أعضاء هيئة البيعة من المغادرة قبل أخذ البيعة منهم مساء اليوم.
وأفادت "يونيوز" للأخبار بأن "السلطات السعودية احتجزت ولي العهد السابق محمد بن نايف في قصر الصفا بعد عزله، وذلك عقب مراسم مبايعته التي جرت صباح اليوم في مكة المكرمة".
إقرأ أيضا: إعفاء محمد بن نايف وتعيين محمد بن سلمان وليا للعهد
وأضافت أن "القوات السعودية طوقت قصر الصفا ومنعت أعضاء هيئة البيعة من المغادرة قبل أخذ البيعة منهم هذا المساء، وسط استنفار أمني كبير، فيما أشارت معلومات عن انقسام العائلة الحاكمة في السعودية حول ولاية العهد".
وقد رفض نصف أعضاء هيئة البيعة في العائلة، المجتمعين داخل قصر الصفا، تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد، إلا أن الأمر الملكي اعتبره الأصلح ومنحه صلاحيات كاملة، وفقا لـ"يونيوز".
من جهتها، قالت وكالة "مهر" الإيرانية إن "تعيين ابن سلمان وليا للعهد يعد الاختراق الأول في تاريخ السعودية حيث ينتقل الحكم من الأب إلى الابن وذلك لأول مرة منذ تأسيس النظام السعودي".
وأشارت إلى أن "محمد بن سلمان يعد أصغر ملوك آل سعود في طريقهم إلى اعتلاء عرش السلطة، ما يضعنا أمام مفارقة تاريخية حقيقية في خضم أحوال الأسرة والملابسات التي تكتنفها".
وذكرت "مهر" أنه "لا شك أن القرارات الأخيرة سوف لا تفرغ من الأصداء المعاكسة للأجواء الرضية للملك الشاب بل سيتخللها غضب داخل آل سعود واتصالات ساخنة بين البيت الملكي".
إقرأ أيضا: متى أطيح فعليا بابن نايف قبل إصدار قرار رسمي بتنحيته؟
ومن المحتمل، وفقا للوكالة الإيرانية، أن "يتمخض عنه تمرد على هذه القرارات وذلك حسب ما صرح به خبراء في الشأن السعودي"، لافتة إلى أنه "لم يكن تعيين ابن سلمان وليا للعهد بعيدا عن التنبؤات في سياق التطورات بالسعودية، إلا أن ذلك لا يغير من كونه حدثا كبيرا بتداعيات محتملة".
إلى ذلك، نشرت وكالة "تسنيم" تقريرا تناولت فيه القرارات الملكية السعودية، حيث قالت إنه "منذ تسلم سلمان بن عبد العزيز العرش في السعودية، وتعيينه نجله محمد نائبا لولي العهد، لم يخفَ الصدام بين ابن سلمان ومحمد بن نايف عن أعين المراقبين".
وأضافت أن "محمد بن نايف كان الرجل الثاني في نظام آل سعود، وكان على بعد خطوة من أن يصبح ملكا، خطوة لم يكن يفصله عنها سوى موت الملك العجوز، سلمان بن عبد العزيز أو مقتله حتى".
ولفتت "تسنيم" إلى أن "محمد بن سلمان، ابن الملك ونائب ولي العهد، غير مقتنع بمنصبه، ويحاول أن يتسلق السلم ليحتل موقع محمد بن نايف قبل وفاة الملك العجوز، وهذا ما أدركه ابن نايف جيدا".
وأشارت إلى أن محمد بن سلمان حتى يتقدم على ابن نايف المدعوم من الحكومة الأمريكية بعهد أوباما، خاض مغامرة اليمن على أمل تحقيق انتصار ساحق وسريع ينقله إلى الواجهة، وهذا ما لم يتحقق، إثر تحول اليمن إلى فيتنام سعودية".
إقرأ أيضا: أمر ملكي بتعديل النظام الأساسي للحكم في السعودية
وبينت "تسنيم" أن "الخطوة الأخرى التي اتخذها محمد بن سلمان والتي تجاوز فيها ابن نايف، كانت إعلانه رؤية اقتصادية سماها رؤية 2030، وعلى الرغم من أن الأمر خارج صلاحيات محمد بن نايف، فإنه كان استفزازا واضحا لمن يقف في الطابور لتسلم السلطة".
وأردفت بأن "محمد بن سلمان قام بجولات مكوكية كبيرة على مستوى العالم متنقلا ما بين الصين واليابان وروسيا وأمريكا ودول متعددة للبحث عن تحالفات وحلول سياسية لكثير من قضايا المنطقة، حتى فاقت جولاته ما يقوم به وزير الخارجية، عادل الجبير".
وفسرت "تسنيم" ذلك على أنه "يكشف بوضوح أنه يحشد من أجل الانقضاض على السلطة، وكل ذلك على حساب محمد بن نايف الذي لم يتنقل كثيرا، وانشغل بالمراقبة".
وتابعت بأن "كل ذلك أخل بأوضاع محمد بن نايف الذي وجد نفسه محاصرا بين سلمان وابنه، وهما يتآمران عليه، بعد انتهاء عهد أوباما وتسلم ترامب السلطة في أمريكا، أصبحت أوضاع محمد بن نايف أكثر سوءا".
إقرأ أيضا: كيف علق "مجتهد" على تنحية ابن نايف وتنصيب ابن سلمان؟
ولفتت "تسنيم" إلى أن "ترامب لا ينظر إلى التحالفات ولا يهتم بالمدى البعيد، وهذا ما جعل محمد بن سلمان يتزلف إليه بعقود ضخمة، واستقبال أسطوري في السعودية، بالإضافة إلى تقديمه رشوة واضحة بمبلغ 100 مليون دولار لابنة ترامب التي توصف بأنه السيدة الأولى في البيت الأبيض".
وصدرت أوامر ملكية سعودية، الأربعاء، أعفي بموجبها محمد بن نايف من منصبه كولي للعهد ووزير للداخلية، فيما عين محمد بن سلمان وليا للعهد خلفا له، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، مع الاحتفاظ بمنصبه كوزير للدفاع.
ودعا الملك سلمان بن عبدالعزيز لمبايعة نجله محمد بن سلمان وليا للعهد بقصر الصفا في مكة المكرمة بعد صلاة التراويح ليوم الأربعاء.