أثارت عملية اختراق البريد الإلكتروني للسفير
الإماراتي بواشنطن
يوسف العتيبة، وما نتج عنها من تسريبات مثيرة، أسئلة عن شخصية العتيبة ونفوذه داخل دوائر صنع القرار الأمريكية، وعلاقته بالساسة والمشاهير، وانعكاسات ذلك على السياسة الأمريكية في المنطقة.
وتربط العتيبة علاقة قوية بصناع القرار في البيت الأبيض، ويحظى بثقة كبيرة من قبل المسئولين الأمريكيين، وبحسب تقرير سابق لصحيفة هافنغتون بوست الأمريكية، فإن العتيبة كان أحد مسئولين أجنبيين حضرا اجتماعا سريا خاصا كان يهدف لتحديد استراتيجية الولايات المتحدة في مواجهة الصراع الدائر في سوريا، ويعتقد أن الآخر هو السفير البريطاني في
واشنطن.
من هو العتيبة
يبلغ يوسف العتيبة من العمر 43 عاما، وينتمي لأسرة ثرية تعمل بالتجارة وذات علاقات قوية، وكان والده أول وزيرٍ للبترول في الإمارات و له ما لا يقل عن 12 ابنا من زوجاته الأربع، بما فيهم أم يوسف مصرية الجنسية.
اقرأ أيضا: الترجمة الكاملة لتسريبات بريد السفير الإماراتي في واشنطن
حصل على درجة علمية في الآداب من الجامعة الأميركية بالقاهرة، وفي خلال هذه الفترة استطاع تقديم نفسه للسفير الأميركي في القاهرة في ذلك الوقت لفرانك ويزنر، ودرس العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون بتشجيع من ويزنز، وبعد ذلك التحق بجامعة الدفاع الوطني في واشنطن. ونتج عن هذه الدراسة فهم عتيبة الكامل للولايات المتحدة.
عمل العتيبة عام 2000، مديرًا للشئون الدولية لولي عهد أبو ظبى محمد بن زايد آل نهيان، وأصبح عتيبة اليد اليمنى له، ويُمثل وسيلة الاتصال بالجيش الأميركي.
استطاع عتيبة الوصول إلى أبرز الشخصيات الأمريكية وبسط نفوذه عليها في بعض الأحيان من بينهم الجنرال أنتونى زيني، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية وأصبح مُقربًا لدى الكثير من العسكريين المتقاعدين ذوى المناصب الهامة.
عين العتيبة عام 2008، سفيرًا للإمارات في واشنطن، وعقب وصوله، قام بتعيين إيمي ليتل توماس والتي كانت من بين الأكثر نفوذًا ووصولًا داخل إدارة جورج بوش وجرى تعيينها لاحقًا في منصب مسئولة المراسم بالسفارة الإماراتية، وفتحت إيمي لعتيبة كل الأبواب التي احتاج الدخول إليها.
خلال فترة قصيرة كان واضحاً أنه يسعى لمكانة دبلوماسية تفرض سياسة الإمارات وتفرضه شخصياً وتسهل على الأميركيين نطق اسمه، وقد وصفه دبلوماسي سابق في البيت الأبيض بأن "لديه دهاء لا يصدق، ويجيد ممارسة اللعبة السياسية التي تدور في واشنطن".
اقرأ أيضا: رسائل العتيبة تكشف العلاقة السرية بين الإمارات وإسرائيل
كان العتيبة مدعومًا بالكامل بمبالغ إماراتية فلكية استثمرتها الإمارات لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، حيث تنفق على علاقاتها الخارجية أكثر من أي حكومة أخرى، فمنذ وصول عتيبة، قامت الإمارات بالتبرع بمبالغ ضخمة للكثير من مراكز البحوث والمراكز السياسية، والمراكز الطبية
والمستشفيات.
يتمتع العتيبة بنفوذ كبير حظي به خلال سنوات وجودة في أمريكا، حيث كان يظهر مرارا في المناسبات ويتناول طعام العشاء الفاخر مع إعلاميين لامعين، وأعضاء في الكونغرس وبعض الشخصيات السياسية في مكانه المفضل "فندق فور سيزون في جورج تاون"، أو في مبنى السفارة الإماراتية بشارع فان نيس، أو في قصره المطل على ضفة نهر البوتوماك بفيرجينيا.
وقال عنه مسئول أمريكي ذات مرة: "هو لا يبحث عن أحد، الناس هم من يتطلعون لمقابلته.. يعد العتيبة أفضل ضيف على عشاء أحد السياسيين في واشنطن فهو رجل مسلم يستطيع التحدث بصراحة عن الأزمات السياسية في المنطقة".
ويصفه أحد المعاونين الذين عملوا في البيت الأبيض بالدهاء الشديد يقول: "إنه شخص اجتماعي جدًا في الأحداث والمقابلات، إنه يفهم كيف تسير واشنطن وكيف تسير المنطقة وهو ما تفتقده دول بأكملها، ويعلم تمامًا كيف يُجاري الكيانات المختلفة وربما كيف يوقع بينها حينما يحتاج لذلك".
أصبحت دولة الإمارات والتي يقود عتيبة علاقاتها مع واشنطن حليفًا هامًا بالنسبة للولايات المتحدة بل وأصبح لها تأثيرا ونفوذا قويا على سياسات الولايات المتحدة في المنطقة.