تعمل الدوائر الرسمية لدى دولة الاحتلال
الإسرائيلي على استغلال الأرقام والإحصائيات الرسمية "المضللة وغير الدقيقة"، من أجل إظهار وجود عدد كبير من
اليهود في فلسطين المحتلة.
بيان مضلل ووثيقة دعاية
وفي كل عام وقبيل ما يسمى بـ"
يوم الاستقلال" ينشر "مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي" بيانا احتفاليا للصحافة يشمل عدد سكان "إسرائيل"، إضافة لمعطيات ديمغرافية واقتصادية، حيث أفاد البيان لهذا العام أن "عدد سكان في إسرائيل بلغ نحو 8.68 مليون نسمة، منهم 74.4 بالمئة يهود، و20.8 بالمئة فلسطينيين، والباقي آخرون".
اقرأ أيضا: إسرائيل تنشر عدد قتلاها منذ عام 1860.. وسكانها عام 2048
وبشكل ساخر، علقت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية على الأرقام السابقة بقولها: "هذا تعبير عددي عن نجاح الصهيونية في إقامة دولة مع أغلبية يهودية حاسمة ومتماسكة، في نشر رسمي لجهة مهنية وموثوقة"، مؤكدة أن "بيان مكتب الإحصاء مضلل ويتضمن عدم دقة وتلاعب، يحوله من تقرير إحصائي جاف إلى وثيقة دعاية هازئة".
وحول عدد السكان، كشفت الصحيفة في افتتاحيتها لهذا اليوم، أن مكتب
الاحصاء المركزي "يحصي اليهود في كل الأرض الإقليمية الخاضعة لسيطرة إسرائيل، من النهر وحتى البحر، أما العرب فلا يحصون إلا في نطاق الخط الأخضر شرقي القدس والجولان".
وأضافت: "ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يبقون خارج الإحصاء؛ وفي المقابل، فإن مستوطنة يهودية تقيم في مستوطنة بالخليل، هي مواطنة إسرائيلية وتدخل في المعطيات، وجارها الفلسطيني (صاحب الأرض) لا".
وأشارت "هآرتس"، أن "إسرائيل تسيطر على سجل السكان لدى السلطة الفلسطينية في الضفة وغزة"، والسلطات الإسرائيلية تبلغ بكل التفاصيل الميدانية للفلسطينيين (مواليد جدد، زواج، وفاة، طلاق، سفر...)، كما يمكنها نشر معطيات كاملة عن السكان الخاضعين للسيطرة المباشرة وغير المباشرة لـ"إسرائيل".
الأغلبية اليهودية ستتقلص
وبناء على ما سبق، فإن "الأغلبية اليهودية ستتقلص على نحو عجيب، وفرحة يوم الاستقلال ستثبط"، وفق الصحيفة التي نوهت أن "التضليل الإسرائيلي يتعاظم عندما يصف مكتب الاحصاء الأراضي الإقليمية لإسرائيل أنها ابنة الـ 69 عاما".
ونبهت الصحيفة، أن الخريطة التي يتم نشرها مع البيان الإسرائيلي الرسمي "تعرض إسرائيل مع الجولان، الضفة الغربية وقطاع غزة بلا حدود داخلية كالخط الأخضر أو خطوط اتفاقية أوسلو وفك الارتباط".
وتابعت: "المساحة التي ينشرها مكتب الاحصاء 22.072 كيلو متر مربع، وهي لا تشمل الضفة وغزة"، متسائلة: "هل المناطق هي جزء من إسرائيل، أم لا؟ هل المستوطنون يندرجون في الإحصاء الوطني وأرض المستوطنات أم لا؟".
اقرأ أيضا: إحصاء إسرائيلي: عدد اليهود اليوم كما في 1922.. أرقام تفصيلة
وأكدت الصحيفة أن "هذه المعطيات المشوهة ليست ابتكارا جديدا؛ فمكتب الإحصاء الحكومي، يشمل المستوطنين ضمن سكان إسرائيل منذ عام 1972 وحتى اليوم، وكل الاحصائيين الحكوميين الإسرائيليين هم شركاء في هذا التضليل؛ الذي يحصى فيه اليهود والعرب بشكل مختلف، رغم أن القانون يلزمهم بالعمل وفق اعتبارات علمية".
وحول تكريم رئيس مكتب الاحصاء المركزي الحالي البروفيسور داني بابرمن، السنة الماضية ومنحنه لقب "الاحصائي الوطني"، قالت "هآرتس": "خسارة، إنه مثل أسلافه، وضع مكانته المهنية تحت تصرف الجهود الإعلامية الحكومية الرامية الى إظهار يهودية كبيرة وإخفاء الفلسطينيين عن العين وعن الوعي باسم اعتبارات علمية مزعومة".