التقى رئيسا المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبي، عبد الرحمن
السويحلي وعقيلة صالح، للمرة الأولى في اجتماع بالعاصمة الإيطالية روما، بتنسيق ورعاية وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو.
واتفق الطرفان مبدئيا على حل المسائل الخلافية، في اتفاق الصخيرات السياسي، وفق خريطة عمل مبرمجة، تطرح فيه المسائل الأكثر أولوية وإلحاحا، وذات الصلة بتخفيف معاناة الحياة اليومية على المواطن الليبي.
وأكد السويحلي وعقيلة، في بيان مشترك لهما، على الحاجة إلى عقد اجتماعات أخرى ينصب الاهتمام فيها على "إعلاء مصلحة الوطن والمواطن، والمصالحة الوطنية، ووقف نزيف الدم، وعودة كل النازحين في الداخل والخارج".
اقرأ أيضا: المبعوث الأممي في ليبيا: لا بديل عن اتفاق الصخيرات
وثمن البيان، دور وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، وحرص بلاده على حل أزمة
ليبيا، من خلال سعيها الدائم إلى تطبيق الاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية، منتصف كانون الأول/ ديسمبر عام 2015.
الإطاحة بالسراج
وقال مصدر مقرب من رئيس مجلس النواب الليبي
عقيلة صالح لـ"
عربي21"، إن "رئيس البرلمان طرح على رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي، تغيير مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني، وتعديل عدد أعضائه من تسعة إلى رئيس ونائبين، وذلك كأولوية لأجندة لقاءاتهما القادمة".
وأضاف المصدر أن الاجتماعات القادمة، ستتناول تعديل تشكيلة المجلس الأعلى للدولة، وضم كل أعضاء المؤتمر الوطني العام السابقين إليه، وتشكيل مجلس رئاسة وزراء، بشرط ألا يكون رئيسه من أعضاء مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني.
وأوضح أن أبرز المسائل المعقدة، هي وضع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وما إذا كان ستولى منصب القائد الأعلى للجيش في ليبيا، شريطة أن يعترف باتفاق الصخيرات السياسي، وأن يخضع لسلطة مجلس رئاسة حكومة الوفاق، أم إنه سيتولى منصب القائد الأعلى مجلس مشترك مكون من رئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الأعلى للدولة وعضو من المجلس الرئاسي.
ردود فعل متباينة
يقول المتابعون للشأن الليبي، إن لقاء رئيسي المجلس الأعلى للدولة ورئيس البرلمان، هو بمثابة رسالة تحذيرية لكل المؤسسات السيادية التي يتطلب إجراء تغيير على هيكلتها، كمصرف ليبيا المركزي وديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية.
وأضافوا أن مجلس رئاسة حكومة الوفاق برئاسة فائز
السراج، مهدد هو الآخر في حالة اتفاق الأعلى للدولة والبرلمان على تعديل اتفاق الصخيرات، وتصغير عدد أعضائه من تسعة إلى ثلاثة، خاصة أن رئيس البرلمان عقيلة صالح يطمح إلى الإطاحة بالسراج.
وهذا ما دعا الطاهر النسي المستشار السياسي لرئيس الحكومة فائز السراج، إلى السخرية من لقاء عقيلة والسويحلي، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث إن اللقاء الليبي-الليبي، جرى في إيطاليا.
من جانبهم اعترض مؤيدوا عملية الكرامة بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على الاجتماع، متهمين رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي، بدعم الجماعات الإرهابية في مدينة بنغازي شرق ليبيا، أيام كان عضوا في المؤتمر الوطني العام السابق.
ورأى آخرون من مؤيدي حفتر، أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، لم يكن ليتخذ قرار الاجتماع مع السويحلي، إلا بموافقة قائد عملية الكرامة، وداعميه الإقليميين، خاصة نظام عبد الفتاح السيسي ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وتأثر سوق العملات الأجنبية الموازي في ليبيا بلقاء عقيلة والسويحلي، فارتفع سعر الدينار الليبي بشكل طفيف أمام سلة العملات الأخرى، وهو الذي قارب الأسبوع الماضي على الوصول إلى سقف العشرة دنانير، مقابل الدولار الأمريكي.
يذكر أن تعديل الاتفاق السياسي وفق المادة الثانية عشرة من أحكامه الإضافية، يتطلب توافق المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب، وكذلك تعيين بعض المناصب السياسية العليا في الدولة، إضافة إلى ضرورة استشارة مجلس الدولة بشكل ملزم في مشاريع القوانين التي تقدمها الحكومة للبرلمان.