اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الخميس، جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) بانتهاك قوانين الحرب في
اليمن وقتل مئات المدنيين.
وقالت المنظمة الحقوقية إن استخدام الحوثيين للألغام الأرضية، تسبب في قتل وتشويه وإعاقة المئات من المدنيين في اليمن.
ست محافظات
وأكد تقرير جديد للمنظمة أن الحوثيين، المتحالفين مع قوات موالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، استخدموا
الألغام الأرضية في ست محافظات على الأقل منذ بدء عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي في آذار/مارس 2015.
وأضاف أن الألغام تسببت على ما يبدو في قتل وتشويه مئات المدنيين، وعطلت الحياة المدنية في المناطق المتضررة، فيما تُشكّل تهديدا لهم بعد انتهاء الصراع بوقت طويل.
وقال مدير قسم الأسلحة في المنظمة، ستيف غوز، إن الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح دأبوا على خرق حظر الألغام الأرضية على حساب المدنيين اليمنيين. مؤكدا أن اليمن حظر استخدام الألغام المضادة للأفراد منذ عقدين.
ونقلت "هيومن رايتس ووتش"، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، عن مبادرة رصد الألغام الأرضية التابعة للحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، قولها إن ما لا يقل عن 988 شخصا إما قُتلوا أو أصيبوا من جراء الألغام الأرضية في اليمن منذ عام 2015.
واتهمت الحوثيين والقوات الموالية لصالح بانتهاك قوانين الحرب عبر استخدامهم ألغام أرضية مضادة للأفراد، موضحة أن المتورطين يرتكبون جرائم حرب.
وأردفت قائلة إن قوات الحوثي وصالح استخدمت أيضا الألغام المضادة للمركبات بشكل عشوائي في انتهاك لقوانين الحرب، ولم تتخذ الاحتياطات الكافية لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين.
وتشير تقارير استندت عليها "رايتس ووتش" إلى أن المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في اليمن وجد ودمر 65 ألفا و272 لغما أرضيا، بما في ذلك 20 ألفا و807 ألغاما مضادة للأفراد، بين تموز/ يوليو 2015 و2 آذار/ مارس من العام 2017 في عدن وأبين ولحج والضالع وتعز.
فيما أفاد تقرير "هيومن رايتس ووتش" عن وزارة الصحة اليمنية، مقرها حاليا في عدن، القول إنه بعد وقت قصير من انسحاب قوات الحوثي وصالح من المدينة، باتت مستشفيات عدن تستقبل 7 إلى 8 مصابين بالألغام الأرضية كل أسبوع، ولا تزال تستقبل ضحايا الألغام الأرضية حتى الآن.
تحالف الحوثي وصالح ينفي
من جهتها، نفت وزارة الخارجية في الحكومة المشكلة من تحالف الحوثي وصالح، استخدام ألغام أرضية مضادة للأفراد أو تخزين وزارة الدفاع في صنعاء لألغام مضادة للأفراد.
وقالت الوزارة ردا على رسالة من "هيومن رايتس" بتاريخ 2 نيسان / أبريل إن "الفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية" صنعت واستخدمت ألغاما أرضية بدائية الصنع، تسمى في الغالب أجهزة متفجرة مرتجلة أو فخاخ متفجرة.
وتندرج الأجهزة المرتجلة التي تنفجر بمجرد أن تدوسها قدم الضحية تحت تعريف الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وهي محظورة بموجب اتفاقية حظر الألغام.
وعبرت الوزارة الحوثية عن استعداد سلطتها في صنعاء– بمجرّد انتهاء الحرب – لإنشاء لجنة للتحقيق في استخدام الألغام الأرضية في تعز، والتحقيق في أي معلومات أو وثائق جديدة حول استخدام الألغام المضادة للأفراد في أي مكان آخر، واتخاذ الإجراءات المناسبة وفقا للقوانين والتشريعات الوطنية والالتزامات الدولية.
وأسفر القتال الدائر في اليمن منذ عامين عن مقتل ما يزيد عن 10 آلاف شخص وجرح آلاف آخرين، إلى جانب تدهور الأوضاع الإنسانية وسط تحذيرات من انتشار المجاعة في البلاد.