هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حضور الرئيس التونسي للمؤتمر الباريسي هو تعبير عن اندراج تونس في الاستراتيجيات الفرنسية في المنطقة وحرصها على عدم التخلص من "الوصاية" الفرنسية أو استعمارها غير المباشر لتونس، ثقافيا واقتصاديا
إن الراهن السياسي محتقن ومأزوم، ويبدو أن أحزاب الحاضنة السياسية لا تدرك ذلك، وأبعاد سياساتها خطيرة على وحدة البلاد وأمنها، فإما أن تتوحد على أجندة وطنية أو ترد الأمانة للشعب من خلال انتخابات شفافة
انقضى الاستعمار التقليدي منذ زمن، ظنت الشعوب أنها تحررت فلم تعد تقاوم، لكنها سقطت تحت استعمار حديث ناعم استطاع بلوغ مراميه وتحقيق مآربه على يدي بني الجلدة من العملاء والبيادق، ولعمري تلك هي الخدعة الكبرى
أصبح من المعلوم من السياسة بالضرورة أن أي حديث عن مصالحة مزعومة تخرج من هذا النظام، أو من أي شخص أو مؤسسة أو ذراع إعلامي له علاقة بهذا النظام.. هو مجرد مراوغة سياسية لها هدف قصير الأمد، يحركها بواعث داخلية أو إقليمية أو خارجية عابرة مؤقتة..
ليس غريبا أن تنحاز الجامعة العربية للحكام ضد الشعوب على أساس أنها تجمع للحكام المستبدين القابضين على السلطة ضد الشعوب
رغم الفوارق الكثيرة بين المرحوم الباجي قائد السبسي والرئيس الحالي قيس سعيد فإن ما يجمع بين الرجلين هو خلفيتهما الحقوقية، وسعيهما إلى الانقلاب واقعيا على القانون المنظم للسلطات، وذلك بمركزة السلطة في قرطاج ومحاولة تهميش السلطة التشريعية، وتدجين رئيس الوزراء ليتحول بحكم الأمر الواقع إلى "وزير أول"
هل نتعلم من تجاربنا ونستفيد من أخطائنا ولا نعود إلى خطاب الحقد والكراهية والتحريض مجددا؟
هواجس تدور في خلد الصحفي قبل أن يشرع في نقل الحقيقة، فأي جزء من الحقيقة يجب أن ينقل، وأي مساحة من الحرية يمكن أن يعطى، لكن الأصعب من كل ذلك تلك الممارسات اللا إنسانية التي تمارَس على الصحفي باختطاف أبوه أو أمه وتهديده بهما، أو إرسال رسالة بأن اللعبة قد انتهت وعليك أن تخرج من الملعب
معظم إشكالات الإسلام السياسي في علاقته بالدولة؛ ناتجة عن التباس الصلة بين الديني والسياسي، إذ يجب التخلص من فهم العلمانويّة باعتبارها تراجع الدّولة عن الدّين، وكمقابل للدّين، أو كتنحيةٍ للدّين إلى المجال الخاصّ، بل باعتبار العلمانوية شكلاً من أشكال تدقيق الدّولة الحادّ باستمرار..
في الأشهر الأخيرة، يلاحظ المتتبع للشأن التونسي تزايد الدعوات إلى "عسكرة" الشأن العام، أي إلى تدخل المؤسسة العسكرية لإدارة الملفات التي عجزت عنها المؤسسات المدنية أو أدارتها بصورة لا تُرضي دعاة تلك العسكرة
التصدي للشأن العام يفترض وجود هذه الكفاءة وبعد النظر والشجاعة الأدبية، لكن الحكومة تغرق وتُغرق البلد، ومن سوء تقديرها للوضع أن تأمل عطف الرئيس وحزامه الاستئصالي ويتراجع عن التعطيل. الوضع يقتضي تجاوز قوة التعطيل والشروع في مغامرة سياسية
ما هو حاصل لدى المراقبين من قناعة هو أن رئيس الدولة ومن يخططون معه يدفعون نحو سقوط الدولة، حتى يتقدموا منقذين وحتى يقيموا الدليل على فشل حركة النهضة تحديدا وحلفائها
تشهد تونس انسدادا سياسيا طال أمده، ليزيد من التوتر والخوف على مستقبل البلاد وتجربتها الديمقراطية الرائدة في العالم العربي..
معركة قادمة تطابق في مقدماتها وحججها وحيثياتها حرب ابن علي ضد النهضة عام 1990 وما تلاه. نفس اللغة الاستئصالية ونفس الأهداف ونفس الجهات المحرضة، من أجل تونس بلا إسلاميين ولو حل الخراب. الفارق الوحيد أن قيس سعيد ليس ابن علي، لا من حيث الجرأة ولا من حيث التصميم
إن ما حاربته الولايات المتحدة منذ أوائل الخمسينيات وما زالت تحاربه حتى اليوم، هو أي محاولة لإحلال الديمقراطية الاقتصادية في العالم الثالث، فضلا عن معارضتها لتحقيق الديمقراطية السياسية في جميع أنحاء العالم الثالث
تُصبح "السياسة" بدون روح، عندما نقحم "الدين" في ممارستها، أو نطوع أحكامه لخدمة استراتيجيات السياسة وأهدافها