هذا الشهر زاخر بمناسبات الذكرى. سياسيا، لعل من أهمها ذكرى الغارات الجوية التي شنتها الطائرات النازية والفاشية على بلدة غرنيكا في إقليم الباسك أثناء الحرب الأهلية الإسبانية..
مالك التريكي يكتب: الأمثلة على صحة مقولة ألا قيمة للمؤسسات إلا حسب قيمة مسؤوليها، أكثر من أن تحصى. من ذلك أن منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا لا يزال محكوما بالقواعد الدستورية ذاتها منذ ثلاثة قرون تقريبا، ولكن هناك من صعد بالمؤسسة إلى الأعالي مثل هارولد ماكميلان وإدوارد هيث ومارغريت تاتشر، وبين من هوى بها إلى الحضيض مثل السيدة ليز تراس، رئيسة وزراء الصدفة العابرة التي أرْدَتْها رداءتُها.
الكاتب التونسي مالك التريكي، يكتب: هنا وقفت سيارة الشيخ بلينكن في العقبة، فارتجل جوابا سفسطائيا باهتا، طوّح بعيدا لكنه لم يقل شيئا؛ ذلك أن الحقيقة المعروفة هي أنه استنكر مقتل السبعة استنكارا صادقا ناجزا؛ لأن ستة منهم غربيون، أما مئات القتلى الذين ذكّره بهم الصحفي، فكيف لبلينكن ولبايدن أن ينتبها مجرد الانتباه لمقتلهم طالما أنه ليس بينهم غربي واحد! أما الذي زاد جواب بلينكن فداحةَ وضعف أدائه افتضاحا، فهو أنه كان بجانب ديفيد كاميرون الفصيح المفوّه، الذي غالبا ما تنبجس عبارته دقيقة رشيقة، كأنه يقرأ من كتاب.
كبريات الجامعات الأمريكية ليست معاقل للفكر المستقل والبحث النزيه والتعبير الحر في جميع الأحوال، بل إنها مؤسسات ربحية، غالبا ما تتأثر بميول كبار مموليها أو ضغوطهم.
أهم عناصر هذا التطور هو الوعي الجديد بأن الظاهرة الإسرائيلية هي في الأصل ظاهرة كولونيالية غربية، أي أن المشكلة في فلسطين هي مشكلة احتلال وليست مشكلة سلام..
لم تعد إسرائيل تكتفي باتهام الإعلام العربي، وخصوصا قناة الجزيرة، بالتحيز وترويج المزاعم المغرضة. بل إن من عناصر الجدة والمفاجأة التي واكبت العدوان الهمجي على شعب غزة، أن إسرائيل صارت تتهم الجميع شرقا وغربا وتطلق النار في كل اتجاه وعلى كل هدف إعلامي. إذ لم تبق اليوم وسيلة إعلام غربية كبرى إلا خاصمتها حكومة الكيان الاستيطاني الصهيوني واتهمتها بالتحيز ضدها.