الفلسطينيون أمام خيارين: الرضوخ للاحتلال بالاعتراف بالهزيمة والتخلي عن الأرض، أو الاستمرار في مشروع النضال بانتظار تطورات قد تزلزل التوازن القلق الذي تعيشه المنطقة.
سعيد الشهابي يكتب: هناك الآن امتحان صعب لقضايا الحرية في العالم الغربي نفسه. فمن الناحية النظرية، فإن القانون يحمي الحقوق كافة، ومنها حق التعبير وحق التجمع والاحتجاج والتظاهر. ولذلك كثيرا ما تكتظ شوارع المدن الغربية بالتظاهرات والاحتجاجات.
ستبقى قصة فلسطين تلاحق الضمير الإنساني بدون توقف، برغم مرور ثلاثة أرباع القرن عليها، وبرغم تضافر فوى الشر ضدها، وخذلان الصديق وتوحش العدو. لكن بقاء القضية له ثمنه الغالي، متمثلا بسيل من الدماء لم يتوقف حتى كتابة هذه السطور.
إذا كان بعض «الدبلوماسيين» العرب قد وطّنوا أنفسهم لمد الجسور مع الاحتلال والتخلي عن مبدأ تحرير فلسطين، فإن أمة العرب والمسلمين ما تزال بخير، ويمكن الادّعاء بأن الغالبية الساحقة من الشعوب ترفض التخلي عن فلسطين، وترفع شعار التحرير، ولا تشعر بالتعاطف مع الاحتلال الإسرائيلي.
لا يبدو أن ترويج المنظومة الحقوقية وتوسع مؤسساتها ومنظماتها قد حقق فعلا اختراقا حقيقيا في أساليب تعامل الحكومات مع الشعوب، خصوصا تلك التي تطالب بشراكة سياسية وتعددية وديمقراطية حقيقية.
أثبت الفلسطينيون على مدى ثلاثة أرباع القرن قدرتهم على التصدي للمحتل، والتمسك بالأرض والبقاء عليها مهما كلفهم ذلك. وبرغم ما شاهده العالم من اعتداءات إسرائيلية مروّعة، ما يزال الفلسطينيون الرقم الأصعب.
عندما تأسس نظام الاحتلال الإسرائيلي قبل ثلاثة أرباع القرن، كان المشروع الصهيوني يرفع شعار «من النيل إلى الفرات»، أي إن ذلك الاحتلال لم يكن إلا بداية مشروع واسع يتطور تدريجيا ويحظى بدعم غربي كامل.
فيضانات ليبيا كانت كارثة إنسانية حقيقية أدت لوفاة الآلاف وتدمير مدينة بكاملها، وأثارت تساؤلات كثيرة حول ما حدث مساء الاثنين الماضي، وحول التغير المناخي في العالم ودور انعدام الاستقرار السياسي في إضعاف استعدادات الدولة للكوارث.
وعادت أفريقيا مجددا لعصر الانقلابات العسكرية، كما كان وضعها قبل نصف قرن، وتعددت العواصم التي شهدت تحولات سياسية قام بها الجنرالات لإحداث تغييرات جوهرية في منظومة الحكم في تلك البلدان.
يقول آخر التقارير المناخية؛ إن درجة حرارة سطح المحيطات ارتفعت إلى 21.2 درجة مئوية منذ بداية شهر نيسان/ إبريل الماضي، وهي أعلى معدل لها منذ أن بدأت السجلات المناخية.
كم من الحروب العدوانية والحروب شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلية ليس ضد الفلسطينيين فحسب، بل ضد الدول والشعوب العربية الأخرى، وفي كل مرة تصدر التصريحات الغربية لتؤكد أمرين: الأول أن من حق «إسرائيل» الحفاظ على أمنها، والثاني أن التصعيد ليس حلّا. مع ذلك يتكرر العدوان بدون توقف، حتى ليبدو أن هذا العالم أصبح غابة بلا قانون أو أخلاق.
بعيدا عن تقييم أداء السياسات الخارجية للدول العربية والإسلامية، فإن ما صدر عن عدد منها مؤخرا من إدانات صريحة لحرق المصحف الشريف في السويد تطور إيجابي لا يتكرر دائما. هذا مع التأكيد أن التنديد وحده لا يكفي، كما لا يكفي استدعاء سفراء السويد من قبل وزارات الخارجية لإبلاغهم امتعاض المسلمين مما جرى.
التحول الثقافي والأيديولوجي خلال العقدين الأخيرين ساهم في تقوية تركيا وليس إضعافها، وعودتها إلى المحيط كان عاملا مؤثرا لبناء إمبراطوريتها السابقة سيساهم بإعادة إحياء دورها الطليعي، وكان للحزب الحاكم دور مباشر في ذلك.