كرر المبعوث الأممي الخاص لليبيا، عبدالله باتيلي، تأكيده على ضرورة تحقيق تقدم في المسار السياسي، وتدلل تصريحاته على ثقة مبعثها سخط الرأي العام الليبي من جهة، والضغوط الدولية من جهة أخرى..
التغير في أوزان الفعل نسبيا وقع بعد سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية من قبل مجلس النواب والدخول في نفق التأزيم من جديد، فقد وجد الرئاسي مساحة يتحرك فيها، ويبدو أن أطراف دولية أسهمت في تنشيط الرئاسي، فدخل على خط الأزمة وتقدم بمبادرة لحلها..
انتهى باتيلي في مؤتمره الصحفي اليوم في العاصمة الليبية طرابلس إلى تثمين التوافق "الجدلي" الذي وقع بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، بعد أن سجل موقفا رافضا له وذلك إثر طرحه مبادرة لحل الأزمة في إحاطته أمام مجلس الأمن يوم 27 فبراير المنصرم.
آخر المستجدات في ما يتعلق بالمسار السياسي أن المبعوث الأممي، عبدالله باتيلي، قد شرع بشكل غير معلن في جس النبض بخصوص من سيمثلون "اللجنة رفيعة المستوى"، ووقع التواصل مع عدد من النشطاء والمبرزين من الجنسين بخصوص الأربعين عنصرا..
ما وقع على الساحة الداخلية هو شديد الصلة بالتفاعلات والحراك على الساحة الخارجية، حيث البعثة والأطراف الدولية المعنية بالنزاع الليبي، والجديد على هذا المسار هو الوثيقة التي سربت على أنها رؤية البعثة والدول الغربية الفاعلة لتسوية النزاع الليبي الراهن..
لم يكن موقف أنصار النظام السابق المعارضين لثورة فبراير يوما موضوعيا، بل هي السياسة والحنق والكره، وإلا فما وقع بعد فبراير 2011م لم يكن بدعا من الفعل، فقد كان سيناريو مكررا لما وقع في سبتمبر، فأين الحجة في الاعتراض على أحداث شهدتها فبراير كانت انعكاسا لما وقع في سبتمبر؟
بالنظر إلى طبيعة الاقتصاد الليبي وسماته الرئيسية وإلى الظروف التي تمر بها الدولة الليبية والاقتصاد الوطني، فإن تركيبة الناتج المحلي الإجمالي لا تزال تعاني من خلل يلاحق الاقتصاد منذ عشرات السنين، هذا الخلل يتمثل في النسبة الكبيرة لمساهمة قطاع النفط والغاز في الناتج، بعض التقديرات أوصلتها إلى 80%، إلا إنها يمكن أن تكون بحدود 70%.
السنوسي بسيكري يكتب: فرضية تخلي حفتر عن السلطة لا تكون عبر انسحابه من السباق الانتخابي على كرسي الرئاسة وتقديم أحد أبنائه كبديل، بل سيكون عبر اتفاق محسوم النتائج مسبقا ولا علاقة لها بصناديق الانتخابات، لتضمن لحفتر وأبنائه حضورهم السياسي والأمني البارز..
انتقاد ميلوني اللاذع جدا للرئيس الفرنسي ماكرون كان صريحا بل فظا وكشفت فيه قبح السياسة الفرنسية تجاه الدول التي خضعت للاستعمار الفرنسي ولا تزال تدور في فلكها وتستغل فرنسا ثرواتها الطبيعية أبشع استغلال..
في مستهل جلسة مجلس النواب الاثنين الماضي، فاجأ رئيس المجلس، عقيلة صالح، كثيرين من بينهم شريكه في التفاهمات الأخيرة، رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، وأنصاره من المراهنين على تحقيق تقدم على المسار السياسي عبر توافق بين النواب والأعلى للدولة..
كتب السنوسي بسيكري: أثارت زيارة مدير وكالة المخابرات الأمريكية (CIA)، ويليام بيرنز، لطرابلس وبنغازي نقاشا واسعا وصارت مادة حوار لفضائيات ليبية وعربية وكتب حولها كثير من المهتمين بالشأن الليبي من الداخل والخارج، وحق لهم أن يفعلوا..
في مؤتمر صحفي بالقاهرة، أعلن رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري عن توصلهما لاتفاق بشأن الأساس الدستوري للانتخابات، وأنهما أحالا القاعدة الدستورية للمجلسين لاعتمادها، وأنهما سيعلنان عن خارطة طريق شاملة قريبا..
السنوسي البسيكري يكتب: سيكون من الصعب تمرير هذا الاتفاق في الاجتماع الذي دعا إليه المنفي، ذلك أن وجود رئيس المجلس الرئاسي كطرف جديد في المعادلة سيمنع تمرير ما اتفق عليه صالح والمشري، ولأن الاتفاق يعني الكثير للطرفين، فإن الإطاحة به ستكون سببا في منع تمرير أي صيغة توافقية بديلة، خاصة تلك التي تدعو إلى الاتفاق على الأساس الدستوري والقانوني للانتخابات
السنوسي بسيكري يكتب: تحدثت مصادر عن ضغوط مارستها دوائر غربية على حفتر؛ غايتها ثنيه عن السير في المسار الجهوي. وهو أمر محتمل جدا، وإلا فكيف يفسر تورط إعلام موال لحفتر في الدعاية لانفصال برقة والقول بأن القائد العام سيعلن عن ذلك في ملتقاه بجموع من أنصاره في بنغازي؟
أوقع تسليم ضابط المخابرات الليبي، بوعجيلة المريمي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، جدلا وإرباكا كبيرين بين الفرقاء الليبيين، وانقسم من أدلوا بدلوهم في القضية ما بين مستنكر بشدة لفعل يمس بالسيادة الليبية، وبين من رأى أنه مجرم متورط في قتل أبرياء ومطلوب..
ألقى حفتر خطابات ينبغي القول إنها تجنح إلى السياسة أكثر من جنوحها للحرب، خلافا لما هو معهود عنه، بل إنه أشاد بدور خصومه في الغرب الليبي في مواجهة الإرهاب، وقد كان يعتبرهم ضمن جوقة الإرهاب والداعمين له، وهذا تطور له ما بعده..