حفل سايكس بيكو الذي دام مئة عام قارب على الانتهاء، وما قانون جاستا إلا بداية تقسيم المقسمات، وما القصف الروسي في سوريا والقصف الأمريكي في العراق إلا بدايات تقسيم المقسمات.
أعلم أن محاولة تحليل المواقف المشحونة بالعاطفة قد تثير استهجان البعض، ولكني أتحدث هنا كإعلامية تعلم بحكم مهنتها واطلاعها كيف يتم تكوين الرأي العام وتوجيهه بوسائل شديدة الخبث، قد تبدو للكثيرين بريئة.
إن كنت من أهل الريف أو الصعيد، فلا بد أن عينيك اعتادتا مشهد المEزارع الذي يترك ما بيده ويعتدل في وقفته، ويرفع السبابة نحو السماء موحدا، وهو يرمق موكب الجنازة في تبجيل في أثناء مرورها.
في الوقت الذي تبدو فيه الثورة منهكة غير قادرة على الحسم بعد ثلاث سنوات من الانقلاب العسكري، لا يبدو معسكر الانقلاب أفضل حالا، وها هو قطار العسكر يقترب حثيثا من محطات فشله الأخيرة.
رئيس منتخب يرى أن جدوله مزدحم، أما مندوب بوفيه الموساد في مصر، فكان من الطبيعي أن يشتري تذكرة لحضور قمة لم يدعه أحد إليها ليقف متذللا متسولا في نهاية الصف أمام أوباما؛ ليحظى منه بمصافحة وليشاهد العالم كله فضيحته ولتسخر منه مصر كلها.
في مناسبات كوميدية، كتلك التي تطل برأسها على استحياء في مصر كالإعلان الكوميدي عن إطلاق وكالة فضاء في بلد يتلقى فيه المرضى العلاج على الأرصفة، تسمع دائما من شلة العلمانيين إياها خطاب الفشل.