يصح التساؤل عما إذا كانت الولايات المتحدة تسرعت أو بالغت في إعلان أن أيام عائلة الأسد في حكم سورية باتت معدودة، أم أن تقديرها يستند إلى معطيات ستظهر تباعا وتؤدي إلى سقوط النظام الديكتاتوري العائلي الذي أسسه حافظ الأسد؟
لم يخطر في بال السفير الروسي الراحل كارلوف أن معرض الرسوم والصور الذي سيفتتحه في أنقرة بعنوان «روسيا بعيون أتراك»، سيقوده إلى مواجهة أخيرة مع «نظرة» تركية مختلفة لا ترى في روسيا مشاهد طبيعية جميلة ورومانسية مثل التي يقدمها المعرض، بل نظاما قاتلا يدمر بقاذفاته وصواريخه وقواته الخاصة مدينة حلب وغيرها.
الفيديو الذي ظهرت فيه جامعيات لبنانيات يعبرن عن رفضهن احتمال مواعدة شبان سوريين لأسباب متعددة ذكرنها، بينها "الاختلاف الثقافي والحضاري"، أثار ردود فعل عكس معظمها استياء من "عنصريتهن" وسخرية من "فينيقيتهن".
تزداد الإشارات الى أمر ما تدبّره طهران للأكراد، سواء المقيمين في أراضيها أو في منطقة الحكم الذاتي شمال العراق، إذ تكررت في الفترة الأخيرة البيانات العسكرية الإيرانية التي تتحدث عن اشتباكات بين مسلحين أكراد (إيرانيين) وبين وحدات «الحرس الثوري» المنتشرة في المناطق الكردية المحاذية للعراق،
إطلاق النار العشوائي ليس سوى مظهر جانبي لاستباحة بلد بأكمله، والتهديد الدائم باستخدام القوة لفرض وجهة نظر الحزب ومصالحه، ونتيجة للتورط في قتال الشعب السوري الى جانب حكم مستبد. ومن لا يخجل من جرائم بهذا الحجم يكون اطلاق الرصاص في المناسبات أقل ذنوبه.
الدخول الاستعراضي إلى الحرب السورية والخروج المماثل منها، وإحاطة القرارين بالكثير من التشويق والغموض، لم تخف جميعها أن الغرض منهما كان روسيّا، وروسيّا فقط، وأن بشار الأسد كان مضطرا، لضعفه، أن ينصاع مرتين: عندما جاء الجيش الروسي ليوقفه على رجليه، ثم عندما تركه لا يستطيع السير من دون عكازين صنعهما له.
مع تزايد عدد قتلاه في سورية، وما يسربه الأمريكيون عن تبدل ولو طفيف في الأولويات الإيرانية، تزداد الضغوط على "حزب الله" في بيئته الحاضنة خصوصا، ولبنان عموما، لإنهاء تورطه العسكري هناك، مهما حاول إخفاء تأفف الناس والسيطرة على غضبهم عبر حملة التجييش المستمرة وأساليب الترويع الهادفة إلى منع صوت معارض.
اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو ويفترض أن يدخل حيز التنفيذ منتصف ليل غد الجمعة، ينطوي على خللين فادحين، سياسي وعسكري، سيفضيان في حال عدم التصدي لهما إلى دفع المعارضة السورية نحو مرحلة من الاقتتال تؤدي إلى مزيد من التفتت في صفوفها.
تركيا ليست في وضع يسمح لها اليوم بفرض شروطها، باستثناء -ربما- "تجميل" المشاركة الكردية في محادثات جنيف، بعدما أوكلت واشنطن أمر التسوية في سورية الى موسكو، وبات دورها يقتصر على نقل "رسائل" الروس إلى حلفائها.
شكلت اعتداءات باريس الإرهابية فرصة إضافية للدول الكبرى التي تضغط في اتجاه تلفيق حل في سورية يتجاوز كل الشعارات التي رفعت في السابق، ويجبر المعارضة على القبول بما يعرض عليها، ويتجاهل المسببات الفعلية للحرب الأهلية..
كتب حسان حيدر: قيل إن من بين أسباب التدخل الروسي في سورية موازنة التدخل الإيراني أو تقاسم موسكو مع طهران الإمساك بالورقة السورية. لكن لماذا التنافس و"الغيرة" بينهما إذا كان هدفهما، بحسب ما تعلنان، واحدا، وهو الدفاع عن الأسد ونظامه؟..
من المتوقع أن ينجز خبراء عسكريون من الولايات المتحدة وروسيا قريبا جدا تفاصيل اتفاق يتيح تلافي الصدام في الأجواء السورية، في تسليم أميركي واضح بأن الحملة الجوية المدمرة التي تشنها موسكو في سورية ستستمر وفي طريقها إلى التوسع، وأن من الأفضل تجنب أي احتكاك يورط واشنطن في ما لا تريد ولا تسعى إليه.
كتب حسان حيدر: لم يخجل الرئيس الروسي، وهو في حضرة قادة العالم وممثليهم في نيويورك، من مجافاة الحقيقة جهارا، عندما قال إن بشار الأسد هو الوحيد الذي يقاتل "داعش" في سوريا، ويجب دعمه.
كتب حسان حيدر: في ظن روسيا واعتقاد الأمم المتحدة أن الحراك الدبلوماسي المتقطع الذي ترعيانه والاجتماعات والمشاورات التي تنظمانها في هذه العاصمة أو تلك، مع أطراف في المعارضة السورية، ومع ممثلين هامشيين لنظام الأسد، يمكن أن تؤدي جميعها إلى تسوية للحرب الأهلية في البلد المدمر، تشبه النهايات السعيدة..
ترتسم في سورية مع اشتداد حربها الأهلية، وعلى رغم النشاط الديبلوماسي الدولي المستجد على هامشها، ملامح دويلات أقربُها إلى لبنان "دويلة العلويين" المفترضة التي ترث عن سورية الأم حدودها معه في شرقه وشماله، في حال نجح الجيش النظامي و"حزب الله" في فرض سيطرتهما على ما تبقى من الجبهة السورية الغربية.
أجمعت التحليلات والآراء على أن «داعش» تلقى «ضربة كبيرة» بخسارته مدينة تل ابيض عند الحدود مع تركيا، التي قيل إنها كانت تشكل طريق إمداد حيوية له بالمقاتلين والسلاح، وإن «وحدات حماية الشعب» الكردية حققت «إنجازا ضخماً»، وأثبتت أنها حليف للأمريكيين في «محاربة الإرهاب» يعتمد عليه.