إذا كان الإخوان المسلمون، وما يمثّلونه من تيار "الإسلام السياسي" قد فشلوا وهزموا سياسيّا، وربما استنفدوا دورهم التاريخي، فإنّ هذه أيضا "فرصة جديدة" للجميع ليقرّ بفشله وهزيمته، ممن شارك في الثورات العربية..
لطالما تساءلتُ عن سرّ استعانة حلفاء "إسرائيل" الجدد بهذا المستوى من العاملين في دعايتهم، وبالرغم مما يقال عما يعظّم من تفكير هؤلاء "الحلفاء" من قبيل أنّهم يتعمّدون هذه الفجاجة لإخضاع المجتمعات بالصدمات
مواجهة من هذه النوع سوف تتطلب استعدادا ضخما بالمعدات والغذاء والدواء، وتوقع الاحتمالات الأسوأ كأنّ يوسع الاحتلال دائرة استهدافه للفلسطينيين في القدس والضفة والأراضي المحتلة عام 48، وقراءة تلاحظ الموقف الحرج لدول لا تُعدّ عدوّة للمقاومة
مرسي، الفارس النبيل، الذي له اليوم منّة في رقبة كل صابر تحاصره الوحشة وهو يواجه فساد هذا العالم.. مرسي الفتّان، يأسر أقواما بنبله فتستوي صلابتهم على دربه، ويفتن آخرين فيرتكسون في الفتنة.. دمه اليوم، فرصة التصحيح العظيم، لمن معه، ومن خالفه، ممن لم تزل لهم قلوب يعقلون بها، وأخلاق يحتكمون إليها..
مّة ما نبغي التذكير به كذلك، وهو مشروع السلطة برمّته، الذي انتهى على المستوى السياسي إلى صفقة ترامب، وتكريس الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، وإحلال متدرج للإدارة المدنية الإسرائيلية مكان السلطة الفلسطينية
هؤلاء في الحقيقة هم الذي يحمون المسجد الأقصى، المسجد الثالث في القداسة لدى المسلمين، ويعطون الاحتلال مؤشرا واضحا على مآلات عدوانه على المسجد، وإن كان في المقدمة والطليعة دائما، حماة المسجد من أهالي القدس والمرابطين والمرابطات فيه، بالإضافة للدور الريادي للحركة الإسلامية في فلسطين 48
لم تتجاوز المقاومة الشعبية إذن أن تكون شعارا في إعلان؛ لضرورات تجميل الممارسة السياسية. وفي حين ينبغي أن تَفرض مآلات مشروع التسوية الكارثية إعادة نظر في المشروع برمّته، وتدفع نحو تحقيق وحدة وطنية
مظلة الحماية الأمريكية، حتى في السياقات الداخلية الصرفة، والتمكين من سلم الصعود إلى السلطة، يحتاج دفع تلك الأثمان من قضية الفلسطينيين، أي من بوابة نتنياهو
ما هو المشروع الذي تحرص "إسرائيل" على إنفاذه، ويعارضه الفلسطينيون كلّهم، في حين تدعمه أنظمة عربية حليفة لترامب، الداعم الأكبر لسياسات بنيامين نتنياهو؟! لا شيء، سوى مشروع تصفية القضية الفلسطينية، المعروف بـ"صفقة القرن"!
الظرف الذي يُطلَق فيه النار الفلسطيني في الهواء لا يقتصر على المناسبات السعيدة ونقائضها، بل لعلّ هذا الظرف هو الأقل، وإنّما الظرف الأبرز، هو إطلاق النار في الهواء في سياق الاستعراض السياسي، الذي ترافقه شكلانية نضالية
ضمّنت قيادة "حماس" في غزّة، ومعها بقية قوى المقاومة، قضية الأسرى، جدول تفاهماتها مع الاحتلال عبر الوسيط المصري، وهذه الخطوة بالغة الأهمية، نضاليًا وإنسانيًّا..
هل تملك المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة السلاح الكافي لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتهديده في تل أبيب؟ وإذا كان لديها ذلك فلماذا لا توجع الاحتلال في عقر داره؟ هذا ما يناقشه الكاتب ساري عرابي في مقاله اليوم..
الحيويّة السياسية، ووجود معارضات مستمرّة ترفع من مستوي التحدّي، هو السبيل الوحيد لاستمرار الإصلاح.. الإصلاح الذاتي بالنسبة للفاعل السياسي: أين أصاب وأين أخطأ؟ وكيف فهم الناس؟ هل أحسن فهمهم أم لا؟ ثم هي السبيل الوحيد للإصلاح في المجال العام.