من معاني الثورة تحررنا من العجز والكسل، ومن "الجبرية السياسية" التي حولت فكرة "المهدي المنتظر" إلى قاعة انتظار نستقبل فيها الفقر والبطالة والأوبئة والظلم وتشرئب أوهامنا للمخلّص الفرد..
المشهد السياسي اليوم في تونس وبعد تسعة أعوام من نعمة الحرية؛ بدأ يفقد الكثير من مقومات العمل السياسي، وكأنه بدأ يغرق في أوحال بيئة ملوثة سياسيا وثقافيا وأخلاقيا، حتى افتقد الناس المعايير والضوابط وانطمست أمامهم العلامات التي يمكن الاهتداء بها
هل يعود "العجز" لقدرات السيد الحبيب الجملي أم لطبيعة الساحة التونسية وتعقيداتها، وما يتداخل فيها من مصالح الداخل والخارج، وما يُستدعى فيها من خصومات الماضي والحاضر؟
النظرة "المواطنية" منتجة لكيمياء المحبة والتسامح ومولدة لوقود التدافع والتجدد والتكامل من خلال حركة النقد والنصح والزجر والمعاقبة بروح العدالة التي لا تملك عاطفة ولا انتماء، ولا تنتصر إلا لذاتها بما هي عدالة وبما هي حق وبما هي حقيقة
إعادة الانتخابات وبالقانون الانتخابي الجديد، ورغم كلفتها المادية والزمنية، هي أفضل وأجدى من تشكيل حكومة محاصصة ضعيفة وتحت الابتزاز، ومهددة بالفشل في أسرع وقت..
من يستفيدون من الفوضى والصراخ هم من يفتقدون الفكرة والرؤية والمشروع، وهم من يريدونها عويلا دائما حتى لا ينكشف أمرهم ولا يبان خواؤهم، وحتى يكون الجميع في اللغو سواء.
انقلاب العسكر على تجربة الإسلاميين السياسية في مصر ليس دليلا على نهاية تجربتهم، إنما هو دليل على ضيق صدور العلمانيين وأدعياء الديمقراطية بنتائج الصناديق حين تفرز غيرهم، بل وحين تفرز الإسلاميين تحديدا..
فوز قيس سعيد دون فوز برلماني لحزب معبر عن أشواق الثورة سيكون نصرا باردا، بل وسيكون مهددا بالإجهاض في أقرب وقت ممكن، وقد نجد أنفسنا أمام انتخابات جديدة ليس مؤكدا أن يكون فيها للثوريين مكان أو مكانة..
وجود مرشحين متقاربي الانتماء، مثل المرزوقي ومورو وعبو ومخلوف وحمادي الجبالي، يمكن أن يكون إيجابيا في استجماع أكثر ما يمكن من الناخبين المؤمنين بالثورة، على أن تتم في الدور الثاني دعوتهم إلى دعم مرشح واحد..
يحتاج مرشح "النهضة" الأستاذ مورو عملية إسناد شعبي كبرى يحتاج فيها طرائق جديدة في التواصل والاتصال بعيدا عن الانسياب البلاغي فعموم الناس يحبون "أشياء" أخرى وفي الانتخاب لا فرق بين صوت المثقف وصوت المسطح..
قلوب الجماهير لا تحتاج حملات دعائية ولا ضخا إعلاميا، أو مواسم مدائح وتمجيد؛ كي تتعلق بزعيم أو رئيس فالدعاية لا تُنتج عاطفة والمديح لا يصنع رموزا، إنما يكبر الزعماء في قلوب الجماهير حين يتواضعون إليها ويُصغون إلى نبض قلوبها..
في أجواء الحرية، وبعد الانتقال من مرحلة الجماعة إلى مرحلة الحزب ومن مجال الحركة إلى مجال الدولة، هل ما زال "الاختلاف" أو حتى "الانشقاق" محظورا، أو يمثل كارثة داخل الأحزاب الإسلامية؟