محسن محمد صالح يكتب: نتنياهو يرغب من خلال سيطرته على محور فيلادلفيا بمتابعة تطبيق رؤية اليمين القومي والديني المتطرف لمستقبل قطاع غزة، فإذا نجح في ذلك فسيظهر بمظهر البطل المنقذ للكيان، وإذا لم ينجح فسيستخدمه ورقة للمساومة والابتزاز السياسي والأمني ولاستحصال مكاسب وضمانات تضاف إلى "الصفقة" مع حماس؛
محسن محمد صالح يكتب: الولايات المتحدة الشريك الرئيس للاحتلال الإسرائيلي في العدوان على غزة، التي توفر له الدعم العسكري والمالي والغطاء الدولي، تؤدي أيضا دور الوكيل الذي يقوم بتسويق المواقف الإسرائيلية وتسويغ جرائمها. وحتى عندما "يُحرجها" الطرف الإسرائيلي بعجرفته وتقلباته ومزاجيته، فإنها تعيد تكييف نفسها بما يتوافق مع المتطلبات الإسرائيلية، وهذا ما فعلته عندما وضع نتنياهو شروطه الجديدة.
محسن محمد صالح يكتب: هنية قاد باقتدار حركة حماس طوال معركة طوفان الأقصى، وأدار علاقاتها السياسية ومعاركها التفاوضية، بكفاءة عكست مكانة الحركة وقوتها وقدرتها على قيادة المشروع الوطني الفلسطيني، وقيادة المقاومة ومشروع التحرير. ووفر هنية الغطاء اللازم للأداء العسكري، وجمع بين صلابة المحافظة على المبادئ والثوابت
لم يكلف أولئك المصفقون أنفسهم أن ينتبهوا إلى أن حليفتهم "المتحضرة" تضع شعباً تحت الاحتلال وتغتصب أرضه ومقدساته، وتحرمه أبسط حقوقه الإنسانية في الحرية والعدالة والكرامة وتقرير المصير. لقد صفقوا بعنجهية للاحتلال، وللإبادة الجماعية، ولانتهاك أبسط الحقوق الإنسانية.
محسن محمد صالح يكتب: المشروع الإسلامي المقاوم يحوي في طبيعته حالة "التحرر الوطني"، ويجب أن يعبر عنها في إطار مشروعه ورؤيته الحضارية الإنسانية، ولا ينبغي أن يتقزَّم تحت شعارات لا مضامين واضحة لها، وهو مطالب بأن يوسع دائرة انفتاحه واستيعابه لكل الاتجاهات والتيارات..
محسن محمد صالح يكتب: على القوى والأطر الشعبية والشخصيات والكفاءات ألا تنتظر القيادة الرسمية الفلسطينية، ولا حتى الترتيبات الفصائلية، وإنما تبدأ من القواعد الشعبية والاتحادات النقابية والجاليات الفلسطينية، وتقوم بتقديم مثال حقيقي للجدية في العمل الوطني من خلال تفعيل الأطر الشعبية وبناها المؤسسية، ليقوم الفلسطيني أينما كان مكانه وأيا كان موقعه في الإسهام بالعمل المقاوم وفق استطاعته وإمكاناته
محسن محمد صالح يكتب: حركات التحرر الوطني أو الحركات الوطنية هي "أوعية" يُمكن أن تُملأ بأي محتوى عقائدي أو أيديولوجي أو فكري؛ فقد تكون حركات يسارية شيوعية كما في الثورة الفيتنامية، وقد تكون ذات محتوى علماني ليبرالي، أو ذات محتوى قومي، أو ذات محتوى قُطري منغلق على ذاته، أو ذات محتوى عقائدي ديني.. والساحة الفلسطينية فيها نماذج لحركات وطنية يسارية، وقومية، وإسلامية
محسن محمد صالح يكتب: ربما ستسعى الأنظمة الرسمية للاستمرار في إدارة الحد الأدنى والانتظار حتى انجلاء غبار المعركة، غير أن استمرار الوحشية الصهيونية، واستمرار الكارثة الإنسانية في فلسطين، مع استمرار المقاومة، وازدياد التفاعل العالمي، كلها ستكون عناصر تغيير وتثوير واستنهاض وغضب في البيئة الشعبية العربية، ولا يمكن للأنظمة الاستمرار في المراهنة على قبضتها الحديدية، ولا على وسائل الإلهاء، ولا على أدوات تشويه المقاومة.
محسن محمد صالح يكتب: يُدرك نتنياهو وتحالفه المتطرف، بعد أن استنفد كل ما لديه من عدوانية ووحشية، أنه قادم لا محالة إلى الاعتراف بالحقائق كما هي، ولا يستطيع أن يهرب إلى الأبد من الواقع، كما يدرك أنه قادم لا محالة لدفع استحقاقات معركة طوفان الأقصى واستتباعاتها. وهذا يعني الفشل المرُّ في تحقيق أهدافه المعلنة في سحق حماس وفي تركيع الحاضنة الشعبية الفلسطينية، وفي استرجاع الرهائن، وفي احتلال قطاع غزة وفرض إرادته عليه
محسن محمد صالح يكتب: دخلت الحرب على غزة "وقتها الضائع"، بعد أن استنفدت مبرراتها وجدواها، وفشلت في تحقيق أهدافها، في سحق حماس وتحرير المحتجزين الإسرائيليين، وتوفير الأمن للكيان، فإنه يجري تقديم فكرة اجتياح رفح كوصفة لتحقيق الأهداف والخروج من المأزق، ومحاولة كسب المزيد من الوقت لإقناع المجتمع الصهيوني بجدوى استمرار الحرب. وهذا يعطي أيضا فرصة لنتنياهو للقفز إلى الأمام، وإطالة عُمر رئاسته للوزراء؛ والتهرّب من الاستحقاقات التي تنتظره
ثمة ثلاثة عشر مؤشرا تظهر أن الحرب على قطاع غزة، دخلت في "الوقت الضائع"، بعد أكثر من ستة أشهر من العدوان، وأن الاحتلال لم يتمكن من تحقيق أهدافه، وأن العوامل الضاغطة لوقف الحرب تتزايد في وجهه.
محسن محمد صالح يكتب: بالرغم من أن عددا من الأطراف الدولية وفقهاء القانون عدُّوا القرار ملزما، إلا أن الولايات المتحدة ودولة الاحتلال رأوه غير ملزم، باعتبار أنه استخدم صيغة "يطالب" وليس "يُقرر"، كما أنه لم يندرج تحت الفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة الذي يأخذ صفة الإلزام. ومن ناحية ثانية، فإن القرار انحصر في شهر رمضان، وهو من ناحية ثالثة لا يفرض الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، ولا يوفر، من ناحية رابعة، أدوات تنفيذية فعالة لتطبيقه على الأرض.
محسن محمد صالح يكتب: من الواضح أن الكيان الإسرائيلي وحلفاءه الأمريكان يقومون بمحاولة ترتيب الأوضاع لمستقبل غزة بقوة السلاح وبمحاولة إنشاء الحقائق على الأرض، بما في ذلك محاولة فصل شمال غزة عن جنوبها
محسن محمد صالح يكتب: ليس ثمة مشكلة في تشكيل حكومة توافق وطني أو حكومة تكنوقراط بعد الحرب، ولكن ذلك يجب أن يكون "منتجا وطنيا" لتوافق فلسطيني بين القوى الفاعلة، بحيث يعكس الإرادة الشعبية الفلسطينية وقرارها الوطني المستقل، ويعكس شروط وبيئات ومسارات مشروع التحرير، لا أن يكون نموذجا جديدا لاستمرار عقلية الهيمنة لدى قيادة السلطة وفتح، وعقلية التكيُّف مع شروط الأمريكان والاحتلال.
محسن محمد صالح يكتب: في ظلّ حالة الغرور والعجرفة الإسرائيلية، فإن الحدّ الأقصى الذي يقدّمه الاحتلال الإسرائيلي في المفاوضات لا يصل إلى الحد الأدنى الذي تقبله المقاومة، ولذلك فإن حالة التدافع والضغط العسكري المتبادل ستستمر في الوقت الراهن
محسن محمد صالح يكتب: ما قامت به هذه الدول من خطوات متسرّعة، إنما يصبُّ في مصلحة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويتوافق مع الرؤية الإسرائيلية للتضييق على اللاجئين الفلسطينيين وشطبهم، وإغلاق أضخم مؤسسة عالمية مسؤولة عن رعايتهم.