مع ما عرفته المنطقة في السنوات العشر الآخيرة من منعطفات وتقلبات ومواجهات وسفك للدماء، ومع ما ينتظر المنطقة حالياً من تسويات وترتيبات ولعب بمصائر الناس، ما زالت أطراف لبنانية فاقدة للقدرة على التفكير خارج الصدوق الخشبي المهترئ
ساعات قليلة تفصل المكلف حسان دياب عن قصر بعبدا.. والتسريبات تتواصل كاشفة نيته الاعتذار ما لم يوافق رئيس الجمهورية اللبنانية على طرحه بتشكيل حكومة من 14 وزيراً، فيما رئيس الجمهورية يريدها أكبر من ذلك
من السذاجة الاعتقاد ان هناك تقبلا من الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان لما يدور في ساحات لبنان .
ففي اليوم الثاني والعشرين للثورة فإن الصمت والاحتجاب عن الاعلام مرده حالة من الارباك يعيشها هؤولاء.
أصبح واضحا إن لم نقل مؤكدا، أن رئيس مجلس وزراء لبنان سعد الحريري عاش تجربة "احتجاز" في السعودية، ولو كانت الملفات داخلية أو كما وصفها البعض عائلية، إلا أن الأزمة اللبنانية السعودية لا يبدو أبدا أنها في طريقها إلى الحل.
بمساحة من الحرية وإمتلاك الخيارات , تريث رئيس الحكومة اللبنانية بتقديم إستقالته لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون وبطلب من الآخير كما قال الحريري من القصر الجمهوري في بعبدا.
لم يكن متوقعاً من الرئيس اللبناني ميشال عون أن يُصعد في الخطاب بمواجهة المملكة العربية السعودية بعد زيارة البطريرك الراعي إلى المملكة ورسائل التطمين التي أرسلها من هناك
لا بُد في البداية من النظر بشكل شامل للأوضاع الحالية والتوترات غير المسبوقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية على خلفية الموقف من نفوذ إيران بشكل عام، وحزب الله في لبنان على وجه الخصوص.