صدمني كلام ذلك الضابط حينها، لكن الآن وبعد تجربة أدركت أنه كان صادقا في كل ما قاله، وللأسف هذا ما حدث، وللأسف الشديد أن هذا الضابط الآن برتبة لواء في عصابات حفتر المسلحة.
دق طبول الحرب في الجنوب الليبي سيعمق جراحَه ويزيد من إنهاك ساكنيه، فتراجع الأوضاع المعيشية للمدنيين، وتجدّدُ الانتهاكات وارتفاع وتيرتها في تلك المنطقة، والنقص الحاد للبنزين والمحروقات.. حمل ذلك عائلاتٍ بأكملها على النزوح نحو مدن الشمال، بحثا عن أمن واستقرار
في إطار إصراره على فرضِ بقائه داخل المشهد الليبي، سواء بقوة السلاح أو عبر انتخابات مرتقبة، سمح حفتر خلال الفترة الماضية لقيادات سياسية وعسكرية وأمنية من الحركة الوطنية الشعبية الليبية المنتمية للنظام السابق بعقد ملتقى.
هذا هو أول تحالف، أو لنقل أول تكتل انتخابي (إن جاز لنا القول) بين الطرفين؛ لا شك أنه يمهد للمرحلة المقبلة في ليبيا، حيث من المتوقع أن تشهد البلاد فيها انتخابات برلمانية في نهاية هذا العام..
مدينة الجثث أو مدينة الموت.. هكذا توصف الآن، إنها مدينة بنغازي، ثاني كبريات المدن الليبية في شرق البلاد، المدينة التي أشعلت الثورة ضد النظام السابق، وبعد ذلك بثلاثة أعوام أشعل اللواء المتقاعد خليفة حفتر فيها حربا ضروسا للسيطرة عليها، أو هكذا خُيّل إليه.. حربا استمرت لثلاثة أعوام أخرى ضد خصومه
خليفة حفتر لا يسيطر على بنغازي، خلافا لما تروجه وسائل إعلامية محلية ودولية تواليه، في مقابل أن مجلس شورى ثوار بنغازي يسيطر حاليا على كافة أحياء ومناطق شمال المدينة،
تعتبر الآن مدينة سرت بوسط ليبيا وكافة ضواحيها خاضعة بالكامل لسيطرة تنظيم الدولة، ويمكن القول إن المدينة أضحت الآن المعقل الرئيسي للتنظيم، وكانت كتيبة أنصار الشريعة هي النواة لتنظيم الدولة في سرت.