لا نريد أن نكون مثل نظام العسكر الذي يحول الهزيمة لنصر بالرقص فوق جثث أبناء وطنه ولا نريد أن نكون كالمصابين بالفصام نعيش في عالم مواز من نسج خيالنا، ولكن أيضا لا نريد أن نكون عقبة في طريق النصر لهذه الأمة .لهذا؛ فإن ألحان الهزيمة المتداولة الآن بكل هذا الوضوح في العلن ليست بريئة على أية حال.
الشعب المقاتل الذي تحكمه قيادة تنتمي إليه استطاع أن يكسر أحد أشرس الانقلابات العسكرية، والشعب الذي يقاوم بشراسة صنعت المقاومة أجيالا دمرت سنوات من تغييب العقل وتدميره، لا يظن أحد أن المصريين لا يمتلكون جسارة الأتراك..
انتصرت حلب وانتصرت إسطنبول، وستنتصر القاهرة وبغداد عندما يعرف رجالهما وشبابهما أي الطرق عليهم أن يسيروا فيها. فكل منا له طريقه الخاص للانتصار، فقط علينا امتلاك إرادة النصر. وقد علمتنا إسطنبول وحلب كيف تكون الإرادة وكيف تنتصر
أستطيع أن أؤكد تجاوز المجتمع لاحتكار البعض للمجال العام بالإصرار على التوجه الصحيح مهما كانت العقبات ومحاولات التشويه، وستنشأ قوي مجتمعية لا تحمل معوقات التنظيمات العميقة في التاريخ والجغرافيا
انتهى المقال السابق المعنون “كيف تنهي صراعا وجوديا” بأربعة أسئلة أري أن ما حدث في تركيا في الأيام القليلة الأخيرة أجاب عنها جميعها؛ وكما أري أنها كانت إجابات حاسمة؛ كانت إجاباتهم في الشوارع وعلي ظهور الدبابات المحررة وفوق مآذن المساجد. لقد رأينا الإجابات في خيانة العسكر التي لم ولن تنتهي في كل مكان علي أراضينا؛ فالعسكر الذين تربوا في أحضان المستعمر لن يتطهروا من قذارات الخيانة حتي ولو تعاقبت الأجيال؛ فتلك المنظومة المعادية للمجتمع تحمل جين الخيانة وهو مثل الكوليرا والطاعون قديما، وحتي ينتهي؛ لابد من عزله تماما والقضاء عليه حتي تحمي المجتمع مهما كانت الكلفة، فاستمرار وجوده معناه الموت الشامل والكامل دون رحمة لنا جميعا، فعند المواجهة مع الأعداء الحقيقيين سيديروا فوهات مدافعهم لتحصد أرواحنا نحن من نقاوم العدو.
عندما اجتاحت جحافل أوروبا الأمريكتين وجدوا عالما جديدا ولكنه مليء بالبشر "المزعجين" ؛ مجموعة من البشر المختلفين جذريا في عاداتهم وأخلاقهم، وهؤلاء البشر أصحاب الأرض سيصبحون عائقا غير قابل للتجاوز أمام أحلام الغزاة الجدد حاملي "الحضارة".
في الصراعات المفصلية وبعد فترات متباينة تميل كتل متعددة إلى التحرك نحو المساحات المتاحة التي تقلل من احتمالات الخطر لأسباب مختلفة، وتكون أكبر الكتل هي التي تتحرك فورا إلى المساحة الآمنة..
يقفز إلى الذهن مباشرة دون الحاجة إلي توضيح ما تسمي بمؤسسة القضاء المصري فور سماع كلمة الشامخ؛ هذا يشير إلي مدي تأثير الكذب المتواصل علي العقول جميعها..
قد يبدو من الوهلة الأولي أن مقارنة الحالة المصرية بحالة جنوب أفريقيا وبالتالي مقارنة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بنيلسون مانديلا ليست مستساغة؛ ففي جنوب أفريقيا كان هناك نظام فصل عنصري وأماكن محددة يعيش فيها السود "السكان الأصليين" وكذلك وظائف محددة ومدارس محددة.
الأصل في العقاب أن يكون نابعا من قيم وثقافة المجتمع، ونتيجة لاختلاف المجتمعات نجد أن بعض الأفعال في بيئات اجتماعية تكون محرمة عكس بيئات أو مجتمعات أخرى، إذا فالعقاب هو وسيلة المجتمع للحفاظ على قيمه وبالتالي إجراءاته..
الترويض هو وسيلة إخضاع الكائنات وتهيئتها لعمل خاص وفي العلوم الاجتماعية هي ضبط السُّلوك عن طريق الثواب والعقاب؛ إذا هي رغبة من يمتلك بيده شيء ما -قد تكون القوة المادية أو غيرها- للتعامل مع قطاعات واسعة.
يصعب في تلك الأجواء المشتعلة في مصر تجاوز الحديث عن الأرض. ربما يذكرنا ذلك برائعة عبد الرحمن الشرقاوي عن الأرض التي ذهبت ولم تعد؛ الأرض التي ارتوت بالدماء ولكن الدماء ليست هي التي تثبت في هذه الأيام وتلك أيضا لمن تكون الأرض.
إن مصير تلك العواصم الثلاث مرتبط سواء نسينا أم تناسينا؛ فهو مرتبط بالتاريخ وبالجغرافيا وبالهوية؛ وعلى الجميع إدراك أن دخان حريق بغداد استغرق عشر سنوات ليصل إلى الشام، ودخان حريق الشام لن يجد له طريقى إلا إلى القاهرة..