سياسة دولية

الجامعات الإسرائيلية تعين محاضرين أجانب "أساتذة شرف"

حركة المقاطعة الدولية "BDS" تلقى قبولا واسعا لدى لمؤسسات الأكاديمية والبحثية- أرشيفية
في الوقت الذي احتفت فيه تل أبيب بمواقف بريطانيا والولايات المتحدة المناهضة لما أسمته بـ"حملات نزع الشرعية" عنها، فقد شرعت الجامعات الإسرائيلية في حملة واسعة وغير مسبوقة لمواجهة حركة المقاطعة الدولية "BDS"، في مسعى لإحباط تحركاتها الهادفة إلى إقناع المؤسسات الأكاديمية والبحثية في العالم بمقاطعة نظيراتها في إسرائيل.

وقد أقدمت الجامعات الإسرائيلية على منح العشرات من أبرز الأكاديميين في أرجاء العالم مكانة "أساتذة شرف" في طواقمها الأكاديمية.

وذكر موقع "واللا" الإخباري مساء الأربعا، أن هذه الخطوة جاءت من أجل تمكين هؤلاء الأكاديميين من حضور المؤتمرات والمنتديات والمناشط التي تنظمها "BDS"، كممثلين عن الأكاديمية الإسرائيلية من أجل التعبير عن مواقفهم الرافضة لأهداف الحركة ودعواتها، لفرض مقاطعة على المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية. 

وتهدف هذه الخطوة التي اتخذ القرار بشأنها "هيئة رؤساء الجامعات" في إسرائيل، إلى معرفة ما إذا كانت "BDS" ستقوم بحرمان المحاضرين المنتمين للهيئات الأكاديمية الإسرائيلية من المشاركة في الأنشطة التي تنظمها.

وبحسب "واللا"، فإن من بين أهم المحاضرين الأجانب الذين حصلوا على مكانة "أستاذ شرف" من جامعة "بن غوريون" في بير السبع، هو البروفيسور تود غيتمان، وهو عالم اجتماع من جامعة كولومبيا. 

وجاء  في كتاب التعيين الذي بعث به تفسي هكوهين، رئيس جامعة "بن غوريون"، إلى غيتمان: "نحن نقدر دعمك لنا في مواجهة الهجمة التي تتعرض لها الأكاديمية الإسرائيلية، وأنت تعلم أن هذه الهجمات تستند إلى معلومات مضللة، وتمثل مسا بمبدأ حرية البحث العلمي". 

ومن أجل التحفيز على مواجهة "BDS"، فقد حذّر هكوهين في كتابه، من أن هذه الحركة تمثل "مكارثية جديدة ستعمل على فرض مقاطعة على كل من يختلف معها في الرأي".
 
ويستدل من تقرير "واللا" أن حملة الجامعات الإسرائيلية قد حققت نجاحا جزئيا فقط، حيث إنه ليس كل الذين تلقوا كتب التعيين وافقوا على ذلك، وتبين أن معظم الذين وافقوا هم محاضرون يهود في الأساس مثل البروفيسور غيتمان والبروفيسور ستيفان زيبرشتاين من جامعة "ستانفورد" والبروفيسورة ميخال فيتش من جامعة كارولاينا الشمالية في الولايات المتحدة.
 
وقال بيريتس لبيا، رئيس معهد الهندسة التطبيقية "التخنيون"، وهو رئيس "هيئة رؤساء الجامعات" أيضا، إنه تم اتخاذ هذا القرار في أعقاب تعاظم مظاهر الـ"BDS" وخطورتها، محذرا من التداعيات الكارثية على البحث العلمي والأمن القومي الإسرائيلي.
 
ونقل "واللا" عن بيريتس قوله، إن أخطر مظاهر عمل "BDS" تكمن في نجاحها في اقتحام الجامعات الأمريكية وتحقيق نجاحات كبيرة هناك.
 
وأشار بيريتس إلى أن خطورة أنشطة "BDS" في الجامعات الغربية لا تكمن فقط في النجاحات التي تحققها على صعيد المقاطعة، بل أيضا في تأثيرها على توجهات المحاضرين والطلاب في الغرب، الذي سيصبحون قادة العمل السياسي في المستقبل.
 
في سياق متصل، عبر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، وهو أيضا الوزير المكلف بمواجهة "BDS"، عن ارتياحه من قرار الحكومة البريطانية، الذي حظر بموجه على المؤسسات الحكومية مقاطعة البضائع الإسرائيلية التي تنتج في المستوطنات.
 
ونقلت الإذاعة العبرية صباح الخميس عن أردان، قوله إن هذه الخطوة تستدعي تكثيف الجهود من أجل إقناع المزيد من الحكومات في الغرب بالتصدي لـ"BDS"، التي اعتبرها "أخطر أدوات نزع الشرعية" عن إسرائيل.
 
يشار إلى أن مؤتمرا نظمته "النقابة الصهيونية" في تل أبيب قبل عشرة أيام لمواجهة "BDS"، عدها "تهديدا وجوديا" على إسرائيل.