ناقشت الصحف التركية في عددها الصادر الجمعة، المشهد السياسي التركي داخليا، وتطرقت الصحف إلى الانتخابات التركية ورهانات المعارضة الخاسرة "بوعود لا تمتلك الدقة في بعضها، وغير إنسانية في بعضها الآخر"، على حد قولها.
"رهانات خاسرة"
قال مرشح نائب حزب العدالة والتنمية، براءة البيراق، في الحوار الذي أجراه مع صحيفة "يني شفق"، إنه لا يأخذ وعود حزب الشعب الجمهوري الخاصة بالانتخابات المحلية على محمل الجد، حيث إنهم توعدوا بمنح كل عائلة تركية لمن يحتاج منهم نحو 600 ليرة.
وتساءل: "متى قام حزب الشعب الجمهوري بتطبيق هذا النظام داخل البلديات التي يترأسها؟ إنهم حقًا يسخرون من الشعب".
وأكد البيراق للصحيفة أنه لا مجال لأخذ الوعود الانتخابية لحزب الشعب الجمهوري على محمل الجد.
وطرحت الصحيفة تساؤلًا موجهًا لمرشح العدالة والتنمية، جاء فيه: "لقد قام حزب الشعب الجمهوري بالتوعد بإحداث طفرة في الاقتصاد التركي تصل إلى ذروتها. كيف تقيمون هذا بصفتكم خبيرًا اقتصاديًا؟"، وأجاب البيرق: "بالطبع لا آخذ تلك الوعود على محمل الجد. حيث إن تلك الوعود لا علاقة لها بالاقتصاد لا من قريب ولا من بعيد".
وأوضح: "أرى أنه لا يمكن لأي خبير اقتصادي أن يتناولها ويتوقف عندها. حيث إنها ما هي إلا محاولات لإسقاط الدولة، وإعادتها إلى 13 عامًا مضى، من أجل التضحية بكل التطورات والطفرات التي شهدتها".
وعن سر النجاح لحزب العدالة والتنمية الحاكم في
تركيا، وكيف هي ثقة الشعب به، لفت البيراق إلى أنه يمكننا وصف كل هذا على أنه قيادة قوية صامدة، تعتمد على الاستقرار والثقة التي أفرزتها الحركة السياسية. ويمكننا تقييم هذا عن طريق النظر الى الأصوات التي قد حشدها الحزب منذ عام 2002، التي كانت قد بلغت نحو 10.2 مليون صوت.
وتابع بأن ذلك يمكن تقييمه عن طريق النظر أيضًا إلى الأصوات التي حصل عليها الحزب في الانتخابات الرئاسية عام 2014، التي تضاعفت لتصل إلى نحو 21 مليون صوت انتخابي.
وتعدّ هذه صورة حب وثقة بالشعب وقادته، وهذا ما كان يهدف إليه الحزب منذ عامين، على حد قوله.
وعود غير إنسانية تجاه السوريين
لفتت الكاتبة مريم غيبري في مقال لها في صحيفة "صباح"، إلى "الأمر الذي لا علاقة له بالسياسة أو بالحكم أو الانتخابات، ووصفته بأنه تصرف لا علاقة له بالإنسانية والشفقة والرحمة، حيث صرح زعيم
المعارضة التركية كليتشدار أوغلو الأسبوع الماضي قائلًا: "لن أُخالف وعدي (...) سأقوم بإرسال الإخوة السوريين إلى بلادهم. وسأخبرهم بأن كل إنسان يحيا سعيدًا داخل الأرض التي نشأ فيها".
وترى الكاتبة بأن تصريحات زعيم المعارضة لا تتعلق بقضية الانتخابات القادمة، وليس الهدف منها هو جمع أصوات المواطنين الذين يشعرون بالضيق من وجود السوريين في تركيا.
حيث إن كليتشدار أوغلو قام سالفًا بالإعراب عن الأمر ذاته، وهو تهجير السوريين إلى بلادهم. والأمر ليس متعلقًا بوجود السوريين داخل تركيا، وليس له علاقة بظروف معيشتهم هنا، الأمر يتعلق بكون هؤلاء السوريين قد فروا هاربين من وحشة وظلم نظام "الأسد"، ولجأوا إلى تركيا واحتموا بها، وفق غيبري.
وتتساءل الكاتبة بكيف لك أن تجبرهم على العودة إلى الأراضي التى شهدوا بها كل أنواع الظلم والوحشة والحروب الداخلية؟
عودة لغولن مثل "خامنئي" إيران
تحدث رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، لصحيفة "ملليت" لأول مرة عن اللقاء الذي جمعه مع "
غولن" في "بنسلفانيا" في أيلول/ سبتمبر 2013.
وأوضح داود أغلو أنه قد قام هو ورئيس الجمهورية السابق عبد الله غول بزيارة فتح الله غولن عام 2013، بعلم من رجب طيب أردوغان.
وقال: "لدينا التقارير الاستخبارية الخاصة به، ونعلم جيدًا ما كان يهدف إليه وما هي خططه. لذلك قمنا باتخاذ الخطوة الأولى وعمل حملة، وقمنا بالإعراب عن رغبتنا في بقائه داخل إطار الشرعية، وكذلك قدومه إلى تركيا".
ولفت داوود أوغلو من خلال حديثه للصحيفة إلى أنه وللتذكير بدعوة أردوغان التي توجه بها لغولن من أجل قدومه إلى تركيا، "فإننا قمنا بفعل هذا بخالص النية، كل ما كنا نهدف إليه هو محاولة اكتسابه وإدخاله في دائرة المجتمع المدني. حيث كان الأمر يتعلق بقيامهم بإنشاء منظمة والتحالف ضد تركيا، وذلك تحت تأثير دول أو استخبارات أخرى".
وقال: "لهذا السبب قمنا بدعوته إلى تركيا، وكان الرد هو ليس الآن. وأنا أفهم جيدًا الآن ما الذي كان يعنيه بقوله ليس الآن، حيث كان بانتظار انقلاب كانون الألول/ ديسمبر. ولكنه سوف يعود إلى تركيا لا مفر، كما عاد خامنئي إلى إيران.