سياسة عربية

أهالي سامراء يستغيثون لإنقاذهم من مليشيات الشيعة

ميليشات عراقية في سامراء - أرشيفية
أطلق سكان غرب وجنوب مدينة سامراء العراقية، نداء استغاثة ناشدوا فيه السلطات العراقية والمنظمات الإنسانية الدولية للتدخل العاجل من أجل إنقاذهم من جرائم مليشيات "الحشد الشعبي وسرايا السلام، ومليشيا العصائب التي لاتزال ترتكب أفظع المجازر بحق السنة منذ عدة أشهر، وإيقاف عمليات القصف العشوائي المستمر على المدنيين العزل".  

وقال ناشطون لـ"عربي 21" إن "المناطق المحيطة بحزام مدينة سامراء العراقية، لم تعد بالنسبة للكثير من ساكنيها مكانا آمنا بعد الآن، بسبب سطوة المليشيات التي ترتكب المجازر بدوافع طائفية، مستغلة فتاوى المراجع الشيعية والغطاء الحكومي، بحجة استهداف تنظيم داعش، لتمارس عملياتها الإجرامية من قتل وخطف واعتقال، ومصادرة أملاك الأهالي والدور السكنية بحرية".

ففي منطقة الرقة الواقعة غرب سامراء، أفاد شهود عيان أن المنطقة تشهد بين الحين والآخر عمليات خطف وقتل على الهوية، تنفذها مليشيا سرايا السلام، مدعومة بمليشيا العصائب، حيث أقدمت قبل أيام على اختطاف أكثر من عشرين شابا من أبناء المدينة، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.

وذكر الشهود، أن المليشيات حوّلت مجمع دور الري القريب من سدة سامراء إلى معتقل كبير لأبناء المدينة، يمارس فيه التعذيب والاغتصاب والقتل، ويضم المعتقل أعدادا كبيرة من أبناء مناطق مكيشيفة والعباسية والمناطق المجاورة لسامراء.

ونزحت مئات العائلات مؤخرا من مناطق مكيشيفة والعباسية الواقعة في حزام سامراء، بعد مقتل عدد من أبنائها على يد المليشيات إلى مناطق أكثر أمنا، مثل الجزيرة وقرى الطارمية، بعدما تركوا منازلم وبساتينهم الزراعية هربا من فرق الموت.

وذكر سكان من قرى مكيشيفة لـ"عربي 21"، أن المنطقة تتعرض إلى هجمات بصورة تكاد تكون يومية من ميليشيات تقتل وتهجّر، ما أثار الفزغ والهلع بين الأهالي الذي اضطروا إلى ترك منازلهم وبساتينهم الزراعية مصدر رزقهم الوحيد.

وأضاف السكان أن المليشيات بمساندة الجيش الحكومي تحاصر حزام مدينة سامراء منذ أكثر من خمسة أشهر، خاصة مناطق العباسبة ومكيشيفة، وتنفذ أبشع عمليات القتل، وتصادر الدور السكنية والممتلكات بعد خطف واعتقال الأهالي، بالإضافة إلى قطع الماء والكهرباء بطريقة متعمدة، كما أنها تمنع دخول المواد الغذائية والطبية إلى الأهالي.

وحذّر أهالي مناطق غرب وجنوب سامراء من حدوث كارثة إنسانية وإبادة جماعية بحقهم، في حال عدم اتخاذ الحكومية العراقية ومنظمات حقوق الإنسان إجراءات سريعة وحاسمة لوقف العمليات العسكرية وتخليصهم من سطوة المليشيات.

يشار إلى أن مدينة سامراء الواقعة شمال بغداد، ما تزال تشهد يوميا توافد المئات من المليشيات القادمة من بغداد والمحافظات الجنوبية، بعد صدور فتوى المرجعيات الشيعية في النجف التي أمرت أتباعها بضرورة التوجه إلى سامراء، لحماية المرقدين علي الهادي والحسن العسكري من "تنظيم الدولة".