صحافة عربية

تعثر برنامج السيسي.. ومحل إقامته مزوّر!

السيسي - (أرشيفية)
كشفت صحف مصرية النقاب عن تعثر عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب وزير الدفاع السابق في إعلان مشروع برنامجه للانتخابات الرئاسية، والاتجاه  إلى إعادة تحريره وكتابته، بعد أن استغرق إعداده أربعة أشهر، وذلك بناء على رفض المسؤولين عن حملته لهذا البرنامج.
 
وفي الوقت نفسه، كشفت صحف أخرى عن أن السيسي لا يسكن في محل إقامته المثبت ببطاقته، وهو 6 شارع الخليفة المأمون بمصر الجديدة بالقاهرة، وهو ما أكده قاطنو العمارة، مؤكدين أن العنوان مفبرك ربما لزوم التمويه، ما يعني قيام "السيسي" بالتدليس في بيانات هويته، وتقديمه بيانات غير حقيقية إلى اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات.
 
فقد "انفردت" جريدة "الوطن" الصادرة الأربعاء، وهي جريدة تمثل ذراعا إعلامية للترويج للانقلاب، بتأكيد أن مشروع البرنامج الانتخابى للسيسي، الذى استغرق إعداده أربعة أشهر فى سرية تامة، واجه رفضاً شديداً من المسؤولين عن الحملة، بعد أن أبدى أعضاء اللجنة الاستشارية تحفظات عدة على رؤية ومحاور البرنامج، التى ركزت على جانب الأعمال أكثر من تنمية الدولة والمجتمع.
 
ونقلت "الوطن" عن مصدر بارز فى الحملة، كشف لها أن اللجنة الاستشارية وقيادات حملة السيسى يواجهون مأزقاً لقصر الفترة التى ينبغى إعداد برنامج انتخابى بديل خلالها، لطرحه على المواطنين تزامناً مع تقديم المشير أوراق ترشحه للجنة العليا للانتخابات.
 
وطبقا للجريدة أشار المصدر إلى أن الأسبوعين الماضيين شهدا مناقشات وخلافات واضحة بين أعضاء اللجنة ومعدي البرنامج أثناء اجتماعات عرض تفاصيله بحضور الفريق محمود حجازي، الذي تقلد منذ أيام موقع رئيس أركان القوات المسلحة، موضحاً أن اللجنة تحفظت على تركيز البرنامج الانتخابي على جلب موارد مالية للدولة من بيع أراض لشركات ومستثمرين، دون تحقيق العدالة الاجتماعية، وحل مشكلات الطبقات الفقيرة والمعدمة.
 
وتتشكل اللجنة الاستشارية لحملة السيسي من كل من: عمرو موسى، وعمرو الشوبكي، وعبدالجليل مصطفى، وخالد يوسف، وياسر عبدالعزيز، وهاني سرى الدين، وعبلة عبداللطيف. وتتولى تحديد التوجهات والرؤى الاستراتيجية لحملة السيسي.
 
ورداً على سؤال لـ"الوطن" قال عضو آخر فى اللجنة إن أشخاصاً تولوا إعداد البرنامج على مدى الأشهر الأربعة الماضية دون علم قيادات وأعضاء اللجنة والمسؤولين البارزين عن الحملة، مضيفاً أنه تمت دعوتهم منذ أيام لحضور عرض تفصيلي للبرنامج فى اجتماعات متتالية، حضرها الفريق حجازي.
 
وأشار إلى أن الاجتماعات شهدت اعتراضات حادة على البرنامج المقترح، وطلب أعضاء اللجنة إبلاغ السيسى بذلك، مما أدى إلى الإسراع فى إعداد برنامج بديل.
 
وأكد عضو اللجنة أن الفترة المحددة لإعداد البرنامج الجديد لا تتجاوز الستة أيام، وهو ما دفع الأعضاء وقيادات الحملة إلى تكثيف الاجتماعات للانتهاء من البرنامج، وعرضه على السيسي، الذى استجاب لأعضاء اللجنة الاستشارية، ورفض البرنامج الانتخابي، ووافق على إعداد برنامج جديد.
 
لم يستدل على العنوان
 
في سياق متصل، أكدت صحيفة "المصري اليوم" الصادرة الأربعاء أنه لم يستدل على عنوان عبدالفتاح السيسي، المذكور فى بطاقته محلا لسكنه.
 
وقالت الصحيفة: "لم يستدل على العنوان".. نتيجة الزيارة التى قامت بها المصري اليوم، الثلاثاء، للعقار رقم 6 بشارع الخليفة المأمون فى مصر الجديدة، المدون بخانة العنوان بالبطاقة الشخصية للسيسي، التي تم تداولها فى عدد من الصحف والمواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، قبيل توثيق توكيلات للمرشحين بمكاتب الشهر العقارى، ونشرت فيها المعلومات الشخصية للمرشح المحتمل السيسي، بما فيها خانة الوظيفة التى جاء فيها: وزير الدفاع والإنتاج الحربي سابقاً، وهى كلها معلومات صحيحة باستثناء خانة العنوان.
 
وأضافت الصحيفة: حسب البطاقة المنشورة فإن محل السكن هو 6 شارع الخليفة المأمون مصر الجديدة، وهو الشارع نفسه الذى يوجد به قبر الرئيس الراحل عبدالناصر بالجهة المقابلة للعقار، وهو عبارة عن مبنى قديم مكون من 5 طوابق ملك ورثة نشأت صبحي، صاحب شركة استيراد وتصدير ما زال مقرها أسفل العقار.
 
ونقلت الصحيفة عن عماد منير، صاحب محل "ترزي ميري" لصناعة الملابس الخاصة بالجيش، وهو أحد سكان العمارة، قوله: "المشير السيسي ليس له علاقة بالعمارة من قريب أو بعيد، وأنا ورثت المحل أباً عن جد، وأسرتي كلها موجودة منذ أكثر من 60 عاماً، وليس للمشير أي قريب فى العمارة، ولم تكن له شقة تمليك أو إيجار فى أى مكان بها".
 
وأضاف: فوجئت بالبطاقة منشورا بها العنوان محل عملي فى الجرائد، وعلى الإنترنت، وقلت: (أكيد بطاقة مضروبة)، إلا أننى فوجئت بأنها صحيحة. رقم 6 أ هو رقم 6، حسب منير، العقار الوحيد الموجود بالشارع، ولا يوجد أي رقم مكرر آخر.
 
وتابع: كل ما أعرفه أن المشير السيسي كان يسكن فى المكان المخصص لسكن وزير الدفاع في إدارة التجنيد فى حلمية الزيتون، ولكنه الآن انتقل منه بحكم أنه ترك منصبه.
 
واختتمت الصحيفة التقرير بالقول: "فى الطابق الخامس بالعقار قابلنا الحاج مصطفى، أقدم ساكن فى العقار، الذى أكد أنه لم ير فى الشارع كله الذى يسكن فيه منذ أكثر من 60 عاما أي شخص له علاقة بالمشير السيسى أو أسرته أو أقاربه".