ملفات وتقارير

سياسيون مصريون للسودانيين: وساطة أبو الغيط فيها سم قاتل

يرى سياسيون مصريون أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من أكثر الكارهين للثورات الشعبية العربية- جيتي

حذر سياسيون ومعارضون مصريون قوي الحرية والتغيير في السودان من الوساطة التي أعلنت جامعة الدول العربية عنها بين المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة السودانية، مؤكدين أن الجامعة العربية ليست إلا وجها لمحور الشر العربي، الذي يريد إفشال الوساطة الإثيوبية التي بدأت مؤخرا.


وحسب السياسيين الذين تحدثوا لـ"عربي21"، فإن الجامعة العربية لها موقف سلبي من الربيع العربي، ومن الثورات الأخرى التي جرت في السودان والجزائر، كما أن تحركها بعد الوساطة الإثيوبية وإعلان الولايات المتحدة إرسال مبعوث خاص للسودان يؤكد أن نواياها ليست جيدة.

 

ويري السياسيون المصريون أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من أكثر الكارهين للثورات الشعبية العربية، وبالتالي لن يكون وسيطا نزيها على الإطلاق، بل داعما للمجلس العسكري السوداني، الذي فقد كثيرا من الدعم الدولي بعد مجزرة فض اعتصام القيادة العامة.

 

وكان أبو الغيط أعلن عن وجود وفد من الجامعة العربية بالخرطوم منذ عدة أيام، للوساطة بين الأطراف السودانية، وأنه سوف يقوم بزيارة الخرطوم لإتمام هذه الوساطة، بعد إجراء مباحثات مع المجلس العسكري الانتقالي، والأحزاب السياسية وقوى الحرية والتغيير التي تقود المظاهرات بالخرطوم وباقي الولايات السودانية.

 

وتعد الزيارة التي يبدأها أبو الغيط، اليوم الأحد، الأولي له للخرطوم منذ المظاهرات التي أدت للإطاحة بالرئيس السوداني عمر حسن البشير في نيسان/ أبريل الماضي.

 

وأكد المتحدث الرسمي باسم الجامعة العربية، محمود عفيفي، في بيان رسمي وصل "عربي21"، أن أبو الغيط سيلتقي رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول عبدالرحمن البرهان، وعددا من قيادات قوى الحرية والتغيير وممثلي القوى والحركات والأحزاب السياسية.

 

وأشار عفيفي إلى أن أبو الغيط يسعى من خلال الزيارة لتأكيد التزام الأطراف السودانية بالمسار السلمي لتحقيق الانتقال السياسي الديمقراطي في السودان، الذي يتطلع إليه أبناء الشعب السوداني في إطار سياق وطني خالص، وتجنب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تأزيم أو تأجيج الموقف وتصعيده.

 

محور الشر

 

وفي تعليقه على وساطة جامعة الدول العربية، يؤكد رئيس المكتب السياسي بالمجلس الثوري المصري عمرو عادل لـ"عربي21"، أن قيادة الجامعة العربية الحالية لها مواقف ضد الثورات الشعبية العربية، "بل إن أمينها العام أبو الغيط كان وزيرا لخارجية نظام مبارك، الذي ثار عليه الشعب المصري، ومواقفه الرسمية والشخصية من الربيع العربي سيئة، وليس فيها لبس على الإطلاق، ما يؤكد أن تحركه في السودان سيكون ضد الثورة الشعبية، ولدعم المجلس العسكري".

 

ويشير عادل إلى أن الجامعة العربية التزمت الصمت منذ بداية الأحداث، "كما أن تحكم محور الشر العربي، الذي يتكون من مصر والسعودية والإمارات، في شؤونها يدعم كل المخاوف من أن يكون تحركها هو لإفشال التحركات الإثيوبية، التي لاقت قبولا لدى قوى الحرية والتغيير في السودان".

 

ودعا رئيس المكتب السياسي بالمجلس الثوري المصري قوى الحرية والتغيير السودانية للحذر من "التحركات المشبوهة لكل من القاهرة والرياض وأبو ظبي، التي تريد إفشال كل التحركات الداعمة للتغيير وإنهاء الحكم العسكري بالسودان"، موضحا أن "المجلس العسكري لن يكون خالص النية في تسليم السلطة للمدنيين، ومن غير المستبعد أن يكون هو الذي طلب العون من هذه الأنظمة العربية الكريهة، حتى يكون هناك توزان ودعم سياسي له بعد مجزرة فض اعتصام القيادة العامة".

 

"دور مشبوه"

 

وعن أسباب استخدام الجامعة على وجه التحديد للوساطة العربية، يؤكد القيادي بجماعة الإخوان المسلمين ووكيل لجنة العلاقات الخارجية السابق بالبرلمان المصري، محمد جمال حشمت، لـ"عربي21"، أن "قوى الحرية والتغيير بالسودان لن تقبل بالوساطة المصرية أو السعودية أو الإماراتية، وبالتالي تم استدعاء الجامعة للقيام بهذا الدور المشبوه، لإفشال أي تحركات يمكن أن تدعم الموقف الثوري بالسودان".

 

ويؤكد حشمت أن الجامعة العربية "داخل غرفة الإنعاش العربي منذ سنوات، ومواقفها من الثورات العربية لم يتحسن إلا في ظل سيطرة المشهد الثوري على العالم العربي خلال الفترة من كانون الثاني/ يناير 2011، وحتى تموز/ يوليو 2013، الذي شهد الانقلاب العسكري في مصر، واكتمل المشهد بتولي واحد من أبرز رموز نظام مبارك لأمانة الجامعة العربية، ما يعني في النهاية أن ما يقوم به أبو الغيط هو محاولة لدعم المجلس العسكري، وليس من أجل تسليم السلطة وإنهاء الحكم العسكري".

 

ويشير حشمت إلى أن ثوار السودان يعلمون جيدا ما تخفيه الوجوه العربية الرسمية من "قبح وكره لحركة الشعوب الحرة الثائرة، ويعرفون جيدا أن أبو الغيط ما هو إلا واجهة لعبد الفتاح السيسي ومحمد بن زايد ومحمد بن سلمان، وعليهم أن يكونوا حذرين من تحركاته، ومحاولة إحداث فرقة داخل الصف الثوري لإفشال الوساطة الإثيوبية، التي تعدّ أكثر نزاهة من الوساطات العربية".