سياسة عربية

سخرية واسعة بعد إشادة قناة تونسية بالمخلوع "بن علي" (فيديو)

دعا النشطاء مدير القناة الوطنية الثانية بالاستقالة بعد "هذا الخطأ الجسيم"، وفق تعبيرهم- جيتي

أثار بث القناة الوطنية التونسية الثانية، أمس الاثنين، لبرنامج ديني من الأرشيف قام خلاله الشيخ الذي يقدّم البرنامج بتهنئة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي "بدخول شهر رمضان" سخرية عارمة في مواقع التواصل الاجتماعي.


وقال الشيخ: "نسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا الشهر مباركا على سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وعلي حرمه السيدة الفاضلة ليلي بن علي".

وأضاف: "نرجو لبلادنا العزيزة أن تعيش الأمن والأمان والسلام في ظل قيادة ابنها البار والنزيه والمخلص والوفي سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي رأت بلادنا الخير على يديه".

 



اعتذار القناة
وبعد بث الخطبة الدينية من الأرشيف قدمت التلفزة التونسية اعتذارها للمشاهدين، في بلاغ نشرته على صفحتها بـ"فيسبوك"، وشاركته القناة الوطنية الثانية.

وقالت التلفزة التونسية في بلاغها: "نعتذر عن الخطأ البشري غير المقصود أثناء سحب الشريط من خزينة الأشرطة".


وأوضحت القناة، في البلاغ، أن الإدارة العامة اتخذت، حال بث الحصة، "الإجراءات الإدارية لتحميل من تسبب في هذا التهاون الذي مس من مشاعر التونسيين والذي لا تقبله المؤسسة بأي حال من الأحوال"..

وجددت القناة "اعتذارها من المشاهدين الكرام مع تعهدها بأن لا تتكرر مثل هذه الأخطاء مستقبلا".

وقد أثار البرنامج، وكذا اعتذار القناة، موجة من التعليقات الساخرة على موقع "فيسبوك"، ما دفع بالعديد من النشطاء إلى مطالبة مدير القناة بالاستقالة بعد "هذا الخطأ الجسيم"، وفق تعبيرهم.

 

أحد النشطاء تساءل عن مآل الأموال الطائلة التي تصرف على القناة العمومية قائلا: "أين هي المليارات التي يتقطعونها من الشعب وتذهب للتلفزة الوطنية؟ ألا يستطيعون عمل برنامج ديني جديد؟".


فيما قال ناشط آخر: "ضمير التلفزة اللاوطنية ميت منذ عهد المقبور الأول ولا زالت تعيش خارج التاريخ".


وعلّق ناشط ثالث على بلاغ اعتذار القناة بالقول: "أظن أن التبرير الذي قدمته التلفزة الوطنية ورطها أكثر، حيث يستشف من هذا أن التلفزة غير مهيكلة وغير منظمة بما فيه الكفاية"، متسائلا: "فكيف يعقل أن يتم خلط أرشيف ما قبل الثورة بالواقع الحالي".


وأضاف: "هنا نفهم أن المسؤولين على هاته المؤسسة الإعلامية القائمة بأموال العامة، لم تصلهم بعد نفحات الثورة، ولم يقتنعوا بعد أن أرشيف تلك المؤسسة من المفروض يحفظ في الذاكرة الوطنية، وأنه لا يرجع له إلا بأوامر إدارية داخلية خاصة عن طريق مديرها العام".


واستدرك: "لكن يبدو أنه لا السيد المدير العام على علم، ولا المخرج تثبت من عمله حتى لا نقول تعمد، ويعتبر هذا خطأ مهنيا جسيما يعاقب عليه إداريا المسؤول المباشر"، وفق تعبيره.


فيما قال ناشط رابع: "مؤسسة التلفزة التونسية التي تعيش خارج إطار التاريخ لا تقتنع أن الخطاب الديني بعد الثورة يجب أن يتطور كما تطور الخطاب السياسي...".

 

 

 

 

يذكر أن بن علي وزوجته هربا مع اثنين من أبنائهما يوم 14 كانون الثاني/ يناير 2011 إلى السعودية عقب اندلاع الثورة التونسية.


وأصدرت محاكم تونسية أحكاما غيابية بالسجن بحق بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي، وعدد من أصهاره في قضايا فساد، كما صدر حكم ضده بالسجن المؤبد بتهمة قتل متظاهرين خلال الثورة.