سياسة عربية

المغرب.. حركة سياسية جديدة لإعادة الثقة بالعمل الحزبي

حركة سياسية جديدة في المغرب لإعادة ثقة الشباب بالعمل السياسي (موقع معا)

شهدت المغرب ميلاد حرحة سياسية جديدة، حملت اسم "معا"، عرفت نفسها بأنها عبارة عن تجمع لعدد من الكوادر والإطارات متعددة المشارب الفكرية والسياسية، وأنها تقدم نفسها كبديل ديمقراطي، تتماهى مع كل المغاربة وتجمعهم، بصورة تمثل قطيعة مع الأشكال التقليدية، كنها وممارسة، من خلال قوة اقتراحية بناءة وعقلانية دونما انزلاق نحو الأحكام الجاهزة أو العداوات المسبقة.

وأوضح زكريا كارتي أحد منسقي حركة "معا" في حديث مع "عربي21"، أن "الأمر يتعلق بحركة سياسية جامعة تسعى لملء الفراغ السياسي الذي يعيشه المغرب منذ عدة سنوات".

 



وقال: "لقد اخترنا يوم 21 آذار (مارس) للإعلان عن تأسيس الحركة، وهو بالمناسبة أول أيام الربيع من كل سنة، لأننا ننسب أنفسنا إلى الربيع بكل ما يحمله من معاني الأمل والتغيير، ونعتبر أنفسنا جزءا من ثمار الربيع العربي الذي أوجد دستور 2011، وأعاد الحياة للمشهد السياسي".

وذكر كارتي، "أن حركة معا هي عبارة عن تيار عام يجمع عددا من الإطارات الشبابية من مختلف الأعمار والاختصاصات، وأن القاسم المشترك بينهم هو الإيمان بالعمل الديمقراطي، والحب في إعادة الثقة في مؤسسات الدولة، من خلال حث الشباب على المشاركة السياسية الفاعلة".

وأضاف: "هناك 21 مليون مغربي يفوق سنه 18 سنة، وهؤلاء كلهم مؤهلون للتصويت في أي انتخابات، لكن للأسف الشديد من يصوت من هؤلاء لا يتجاوز 7 ملايين في أحسن الأحوال، أي بنسبة 30% تقريبا، مع الإشارة إلى أن جزءا من هذه النسبة ملغاة، وهو ما يثير علامات استفهام كبرى عن سبب غياب هذه النسبة المهمة من المجتمع في تقرير مصير المغرب".

وأكد "أن مهمة حركة معا، هي أن تعيد بناء جسور الثقة بين المواطن والمؤسسات بما يقطع مع السلبية السياسية أولا، ثم يسهم في خلق مناخ سياسي جديد مختلف عما هو قائم".

وأضاف: "نحن لسنا في خصومة مع أي تيار سياسي موجود، إسلاميا كان أو ليبراليا، وإنما نريد أن نكون إضافة نوعية، همها خدمة المواطن، وتمتين الفعل الديمقراطي في البلاد".

وعما إذا كان للحركة طموح سياسي للمنافسة في انتخابات العام 2021، قال كارتي: "نحن حركة مجتمعية تطمح لأن تكون التيار الشبابي الأكبر، منشغلة بالهم السياسي بالتأكيد، لكنها تريد أن يكون ذلك من مدخل معالجة التحديات الاقتصادية والتنموية التي يعيشها المجتمع".

وأضاف: "نطمح بفعلنا الجماعي إلى تشكيل منظومة قيم تتمحور حول مشروع مجتمعي متناغم، يتيح للمواطنين التمتع بكل حقوق المواطنة والكرامة، ينشر التفاؤل والإيمان بغد مشترك واعد ومشرق".

وبالنسبة للشأن التنظيمي، أكد كارتي، "أن الحركة تديرها منسقية من خمسة أشخاص، وهم بالإضافة إليه كل من: صلاح الدين نابغة، سارة السباعي، ياسين اعليا وحمزة الهراوي. وذكر أنهم بصدد صياغة برنامج سياسي للحركة، والإعداد لمؤتمر خلال عام من الآن لاختيار قيادات الحركة".

وأشار كارتي إلى أن "حركة معا ستتخذ مواقف حول ما يحدث في الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلد"، وفق تعبيره.

وكان القائمون على حركة "معا" قد عقدوا مؤتمرا صحفيا الخميس الماضي في مدينة الدار البيضاء، ووزعوا ما أسموه بـ "ميثاق" الحركة، أعنوا فيه هويتهم وأنهم "مستاؤون ومحبطون من بعض الممارسات السياسية، وأنهم عازمون على الإسهام في خلاص أمتهم، ويرفضون التخلي عن حاضرهم ومستقبل أبنائهم".

وأكد الميثاق أنه ومن أجل ذلك اختار المشاركون في بناء حركة "معا" توحيد إراداتهم، واختاروا أن يخوضوا "معا" درب العمل السياسي...

وأضاف الميثاق: "إننا مثلكم، مؤمنون بضرورة إعادة نسج روابط الثقة بين المواطنين حاكمين ومحكومين، بل إننا على قناعة تامة بضرورة جعل المواطن المغربي في قلب القرار السياسي. ولعل بلوغ هذه الغاية مستحيل، ما لم توجه بوصلة ممارسة السلطة نحو الصالح العام، وما لم تكن مبادئ الشفافية والاستقلالية والمساءلة أسس ممارسة الفعل السياسي".