ملفات وتقارير

ماذا يفعل رئيس الأركان العامة للقوات الإيرانية في دير الزور؟

تأتي الزيارة في وقت أكد فيه ناشطون لـ"عربي21" أن النشاط الإيراني يتصاعد في مناطق قوات الأسد- تسنيم

طرحت زيارة رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، إلى محافظة دير الزور شمال شرق سوريا، العديد من التساؤلات عن أسباب الزيارة وأهدافها في هذا التوقيت بالتحديد.


وتأتي الزيارة في وقت أكد فيه ناشطون لـ"عربي21" أن النشاط الإيراني يتصاعد في المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد، والمليشيات الموالية لها في شرق محافظة دير الزور.


وفي هذا الصدد، ذكر الصحفي السوري في شبكة فرات بوست صهيب الجابر، أن باقري قام بزيارة مناطق قوات الأسد في دير الزور، وصولا إلى بلدة الصالحية بريف البوكمال، وسط إجراءات أمنية مشددة.


وقال في حديثه لـ"عربي21" إن باقري "التقى المستشارين الإيرانيين في دير الزور، وقيادات ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وميليشيا لواء فاطميون الأفغاني وميليشيا حزب الله اللبناني، وميليشيا الحشد الشعبي العراقي، وبحث معهم التطورات الميدانية وآليات الدعم العسكري واللوجستي، كما زار منطقة عين علي في مدينة القورية، والتي قامت هيئة مزارات آل البيت الممولة إيرانيا مؤخرا ببناء مزار فيها".


من جانبه، أوضح الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد أن زيارة رئيس الأركان إلى دير الزور تحمل رسائل موجهة لأكثر من جهة، منها أمريكا وروسيا والدول العربية".

 

اقرأ أيضا: باقري من دمشق يطلب مغادرة القوات الأجنبية الأراضي السورية


وتابع حماد في حديثه لـ"عربي21": "الرسالة تؤكد أن إيران لن ترضخ للضغوط الخارجية، لأن دير الزور حاليا ملعب إيران في المنطقة، فمن خلال منظمة جهاد البناء سيطروا على بعض المناطق المهمة جدا من البوكمال إلى الميادين وريف منطقة الشامية كاملا".


وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "زيارة تأتي في وقت تتعرض فيه إيران لضغوط أمريكية عربية بسبب توسعها بسوريا، أن إيران تجد نفسها اليوم محاطة بالأعداء من كل جانب وخاصة بعد الخلافات مع الروس من أجل إعادة الإعمار ومد أنابيب الغاز والموانئ السورية ومد السكك الحديدية من إيران للعراق إلى سوريا وساحل البحر المتوسط".


ويرى أن "إيران تسعى إلى تعزيز نفوذها في ظل ضغوط خليجية على روسيا وأمريكا، لإخراجها من سورية نهائيا مع الميليشيات العراقية واللبنانية والأفغانية وحزب الله".


وأوضح الأسعد أن "دير الزور تمثل اليوم ثقل استراتيجي، لذلك هنالك صراع دولي عليها، حيث تعتبر اليوم البوابة التي تربط سوريا مع العراق إلى حلب وصولا إلى ساحل بحر الأبيض المتوسط، وبالتالي إيران لا تريد أن تكون خارج الساحة السورية تماما".


وأردف قائلا: "لذلك قامت إيران باستدعاء بشار الأسد إلى طهران من أجل عقد اتفاقيات استراتيجية بين إيران والعراق والنظام السوري، وهي اتفاقية عسكرية أمنية بحضور رؤساء راكان تلك الدول، لتعزيز تواجدهم في المناطق التي تحت سيطرتهم وخاصة ريف دير الزور".


يشار إلى أن ميليشيات إيران سواء السورية، والعراقية، والأفغانية، والباكستانية، تنتشر في الجنوب السوري، ومنطقة السيدة زينب بدمشق، وبريف حلب الجنوبي، وبريف حماة الشرقي، وفي دير الزور، حيث تسعى طهران لتأمين الطريق البري الواصل بين إيران ببيروت وضمان وصول الإمدادات العسكرية لها عن طريق معبر البوكمال- القائم، وكذلك تأمين حلمها في "الهلال الشيعي" الذي تسعى لإنشائه عن طريق نشر التشيع في جميع المناطق التي تسيطر عليها، وخاصة في الأرياف.