صحافة دولية

NYT: حملة جمهورية لشيطنة الديمقراطيين.. هذه أدواتها

نيويورك تايمز: الجمهوريون يقودون حملة لشيطنة الديمقراطيين- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للكاتبة شيرلي ستولبيرغ، تقول فيه إن الجمهوريين يقودون حملة لشيطنة الديمقراطيين.

 

ويتم ذلك برأي الصحيفة عبر وصفهم بأنهم اشتراكيون و"قتلة الأطفال"، وذلك قبل انتخابات عام 2020.

وتقول ستولبيرغ: "في الكونغرس 116 فإما أن تكون اشتراكيا أو معاديا للسامية، هذا على الأقل ما يريد الجمهوريون من الناخب التفكير فيه، حيث يحاولون شيطنة الديمقراطيين قبل انتخابات عام 2020، وتصويرهم بأنهم مجموعة من اليساريين المجانين الذين سيدمرون أمريكا ويقتلون الأجنة، ويحرفون النظر عن التعصب ضد اليهود".

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الحملة العدوانية، التي قام المسؤولون الجمهوريون، من خلال تظليلها في مقابلات في الأسبوع الماضي، تهدف إلى قتل الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب في مهدها. 

وتلفت الصحيفة إلى أن هذه الحملة بدأت في خطاب الرئيس دونالد ترامب عن حالة الاتحاد، الذي هاجم فيه البعض ممن يريدون "تبني الاشتراكية في بلادنا"، ووصف التشريعات التي دعمها الديمقراطيون في نيويورك وفرجينيا بأنها تسمح "بتمزيق الطفل من رحم أمه قبل ولادته بقليل"، مشيرة إلى أن الجمهوريين زادوا في الأسبوع الماضي من الحملة، واستغلوا تغريدة كتبتها النائبة الجديدة إلهان عمر، التي شجبها بعض الديمقراطيين باعتبارها معاداة للسامية، وسخروا من "الصفقة الخضراء الجديدة"، التي أعلنت عنها النائبة عن نيويورك ألكسندريا أوكاسيو – كورتيز.  

وتقول الكاتبة إنه حتى النواب الديمقراطيين اليهود أصبحوا مساعدين لعداء السامية، وحتى الديمقراطيين المعتدلين في المناطق الجمهورية ستالينيين وتروتسكيين، مشيرة إلى قول رئيس اللجنة القومية الجمهورية توم إيمر من مينسوتا: "الاشتراكية هي أكبر ضعف لمجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون"، وأضاف أنه طلب من فريقه البحث عن "أي أفكار متطرفة يؤمن بها الديمقراطيون.. على قاعدة يومية وفي الساعة والدقيقة لو كان هذا متوفرا". 

 

ويفيد التقرير بأن الجمهوريين في مجلس النواب حددوا 55 ديمقراطيا يعدونهم ضعافا، بينهم النواب الجدد، وبعضهم يمثل مقاعد كانت مع الجمهوريين، وآخرون من مناطق صوتت لترامب في عام 2016، وبعضهم في مناطق تحولت ضد الجمهوريين، لافتا إلى أنه نظرا للضربة التي تلقاها الجمهوريون فإنهم صمموا على الضرب مبكرا وفي حملة عدوانية قبل انتخابات عام 2020، ويأملون في استغلال علاقة الديمقراطيين باليسار.

وتقول الصحيفة إن الجمهوريين يعملون على حملة دعائية، فقد بدأ صندوق القيادة في الكونغرس، وهو لجنة مرتبطة مع الجمهوريين في مجلس النواب، بحملة إعلانات رقمية، ربطوا فيها نائبين فازا بمناطق تحولت عن الجمهوريين، وهما كولين أليرد عن تكساس وأنطونيو ديلاغادو عن نيويورك إلى أوكاسيو – كورتيز وصفتها الجديدة، التي اعتبروها هجوما على الديمقراطية الأمريكية. 

وتنقل ستولبيرغ عن المتحدث باسم الصندوق زاك هانتر، قوله إن الحملات الأولية هي جزء من حملة قومية، مشيرة إلى أن صورة قاتمة لأوكاسيو – كورتيز ظهرت في الإعلانات، بالطريقة ذاتها التي شيطن فيها الجمهوريون نانسي بيلوسي وصوروها بأنها راديكالية من سان فرانسيسكو.

وينوه التقرير إلى أن الديمقراطيين يرون أن هناك جهودا خبيثة لاستخدام النساء والأقليات، خاصة النساء الملونات، رمزا للراديكالية "الآخر"، وهم يصفون الجمهوريين بالمنافقين، فقالوا إن ترامب وغيره من الجمهوريين طالما استخدموا الاستعارات المعادية للسامية والعنصرية قبل أن يلاحظ أحد ما كتبته عمر على "تويتر". 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن أوكاسيو – كيرتيز، قولها: "أعتقد أنهم استخدموا الكلام ذاته لأعلى حد، ولهذا عليهم البحث عن جدال جديد.. من يستخدمون إلا من هم مثلي والنائبات الجديدات في الكونغرس؟". 

وتستدرك الكاتبة بأن الجمهوريين مثل إيمر يقولون إنهم يكررون كلمات الديمقراطيين، وساعدتهم العثرات التي ارتكبها هؤلاء، فعندما نشر فريق أوكاسيو- كورتيز مسودة عن الصفقة الخضراء الجديدة، التي دعمها عدد كبير من قادة الديمقراطيين، فإنها شملت على عبارات لم يوافق عليها هؤلاء المرشحون، مثل الدعوة إلى الأمن الاقتصادي "للجميع من الذين لا يستطيعون أو لا يريدون العمل"، وحذفت أوكاسيو- كورتيز المسودة من الإنترنت لكن الجمهوريين نقلوها ونشروها. 

وبحسب التقرير، فإن النائبة ليز تشيني من وايومنغ، رئيسة لجنة مجموعة الجمهوريين، وصفتها بأنها "فنتازيا"، فيما وصفها شين هانتيتي من "فوكس نيوز" بأنها "شكل من الجنون"، مشيرا إلى أن اللجنة القومية للجمهوريين أصدرت رسالة مختصرة تحت عنوان "حب الجمهوريين المستمر مع الاشتراكية".

وتذكر الصحيفة أن خمسة من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ أعلنوا الترشح لمنصب الرئيس، وقال ميتش ماكونيل إنه سيدفع لإجراء التصويت، ما أدى إلى شجب هذه الخطوة من زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك تشومر، ووصفها بأنها محاولة لخدمة الذات تهدف للتركيز على المرشحين الديمقراطيين، لافتة إلى أن تصويتا على الصفقة الخضراء الجديدة قد يؤدي إلى دعم المرشحين التقدميين في الانتخابات الأولية، لكنه قد يؤثر على الانتخابات العامة.

وتورد ستولبيرغ نقلا عن المخطط الاستراتيجي الجمهوري أندي سورابيان، قوله: "لقد سلم الديمقراطيون هذا للجمهوريين على طبق من فضة"، مشيرة إلى أن الديمقراطيين رفضوا هذا الأمر، وقال السيناتور ريتشارد جي ديربين من إلينوي: "لن نتخلى عن السياسات الاشتراكية مثل الأمن الاجتماعي أو الأمن الاشتراكي، أو كما يطلقون عليها"، وأضاف أن "الرئيس في مزاج حملة رئاسية، وهو دائما في مزاج الحملة، وأتوقع أن يرموا علينا كلاما مثل هذا". 

وينقل التقرير عن الديمقراطيين، قولهم إنهم سيردون على الهجوم من خلال التركيز على القضايا التي وعدوا الناخبين بها، وانتخبوا بناء عليها، مثل تخفيض ثمن الوصفة الطبية، والقضاء على الفساد في واشنطن. 

وتورد الصحيفة نقلا عن النائبة تشيري باستوس، من إلينوي ورئيسة الحملة الانتخابية للديمقراطيين في الكونغرس، قولها: "لدينا أجندة ولدينا أفكار"، وأضافت أن "الجمهوريين في واشنطن يريدون وقف هذا من خلال اللعب على الخوف". 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالقول إنه يجب على الديمقراطيين أن يكونوا حذرين من جعل المبالغة تتجذر.


لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)