ملفات وتقارير

خبراء: إطاحة السيسي بـ"عباس كامل" مسألة وقت

أيمن نور: أعتقد أن عباس كامل تمت الإطاحة به جزئيا من خلال إبعاده عن مؤسسة الرئاسة- جيتي

قال سياسيون وبرلمانيون مصريون إن مسالة الإطاحة بمدير المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، بعد إزاحة رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، جميع رفاق الانقلاب في تموز/ يوليو 2013، من مناصبهم، باتت مسألة وقت، خاصة بعد أن أصبح ابنه محمود السيسي على بعد خطوة واحدة من منصبه.

وأكدوا في تصريحات لـ"عربي21" أن حركة تنقلات وتغييرات السيسي هي بمثابة سياسة جديدة في إدارة المؤسسة العسكرية في مصر، صاحبة القرار الأول والأخير في مصير البلاد على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية أيضا.

وقام السيسي، الأحد، بحركة تغييرات وتنقلات في قيادات القوات المسلحة المصرية، وشملت حركة التغييرات تعيين اللواء خالد مجاور، مديراً لإدارة المخابرات الحربية، خلفا للواء محمد الشحات، وتعيين اللواء صلاح سرايا قائدا للمنطقة الغربية العسكرية التي تتولى تأمين الصحراء المتاخمة للحدود مع ليبيا.

 

اقرأ أيضا: 2018.. هكذا أحكمت المخابرات المصرية قبضتها على الإعلام

الإطاحة بالرفاق

وفي حزيران/ يونيو الماضي، أقال السيسي وزير دفاعه وشريكه الفريق صدقي صبحي، ووزير داخليته اللواء مجدي عبد الغفار، في خطوة غير متوقعة أثارت العديد من التكهنات بشأن حقيقة صراع الأجهزة الأمنية والعسكرية، ورغبة السيسي في حماية نفسه حتى من مقربيه.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2017، أقال السيسي، في خطوة مفاجئة أيضا، صهره المقرب منه الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وكلف الفريق محمد فريد حجازي بدلا منه، بعد أيام من عودته من اجتماع رؤساء الأركان في أمريكا.

ومن أجل تمهيد الطريق أمام ترقي محمود السيسي في سلم قيادة المخابرات العامة، أقال السيسي عشرات وكلاء الجهاز الأمني في مصر، حيث شهدت الفترة ما بين حزيران/ يونيو 2015 وتموز/ يوليو 2016 إحالة 39 وكيلا في عام واحد.


إطاحة عباس من الرئاسة

وعلق السياسي المصري، زعيم حزب غد الثورة، أيمن نور بالقول: "أعتقد أن عباس كامل تمت الإطاحة به جزئيا من خلال إبعاده عن مؤسسة الرئاسة، ومكتب الرئيس؛ لأن نفوذه كان الأقوى وهو مدير مكتب الرئيس؛ لأنه كان يلعب دور الرجل الثاني، حتى مع توليه مدير المخابرات العامة لم يكن بحجم النفوذ الذي كان يحظى به في رئاسة الجمهورية".

وأضاف لـ"عربي21": "نستطيع أن نقول إن عباس كامل اقترب من منتصف الطريق نحو الخروج من السلطة أسوة بمن كانوا حول السيسي وخرجوا من السلطة، إما بشكل مباشر من خلال الإقالات، أو الخروج على مراحل مثل ترقية بعض الشخصيات إلى مناطق إن كانت تبدو أعلى ولكنها أبعد عن دائرة التأثير واتخاذ القرار".

 

اقرأ أيضا: القناة الـ10: لهذا السبب رفضت تل أبيب دخول عباس كامل لغزة

رقعة الشطرنج

بدوره، أعرب البرلماني المصري السابق، ياسر عبدالعاطي، عن اعتقاده أن السيسي لن يستطيع أن يحكم مصر بأبنائه فقط حتى يحكم جميع الأماكن الحساسة والمهمة في الدولة المصرية، لكنه يستخدم فيها، خاصة العسكرية كالدفاع والمخابرات والداخلية وغيرها، رجاله (كلابه) الأوفياء"، مشيرا إلى أن بعض التسريبات الماضية من مكتب السيسي أظهرت مدى خضوع وخنوع عباس كامل للسيسي".

مضيفا لـ"عربي21" أن السيسي لا يستطيع أن يستغني عن مثل هؤلاء الخدم المطيعين، الذين لا يريدون من الدولة إلا ملء البطون والخزائن، وهذا ينسحب على عباس كامل؛ فهو شخصية تفكر فيما يخدم مصالح السيسي فقط، وليست لديه القدرة على أبعد من ذلك، وجيء به للمخابرات العامة من أجل الانتقام ممن ظنوا أنهم وراء التسريبات التي حدثت في الفترة الماضية".

حماية الكرسي

وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى السابق، رضا فهمي، لـ"عربي21": إنه "في ظل الوضع المتردي في مصر سياسيا واقتصاديا، وسياسة ترامب المضطربة وغير الآمنة والتي برهن عليها بانسحابه المفاجئ من سوريا يحاول السيسي تأمين نفسه داخليا، وحماية نفسه من أي تقلبات  بقدر ما يستطيع".

وأعرب عن اعتقاده أن يكون عباس كامل بالفعل في ذيل قائمة الإطاحات، والتي صعدت به على رأس القائمة بعد الإطاحة بجميع الرفاق السابقين، قائلا: "لن نستغرب قيام السيسي خلال الفترة المقبلة الإطاحة بمدير المخابرات العامة، عباس كامل، وتصعيد ابنه محمود لرئاسة الجهاز، حتى تصبح جميع المؤسسة العسكرية تحت سيطرته بالكامل".