ملفات وتقارير

مستشرق إسرائيلي: هكذا سنمنع إيران من التمركز في سوريا

زيسر: عشرات آلاف المقاتلين من المليشيات الشيعية أحضرتها إيران إلى سوريا- تسنيم

شدد مستشرق وخبير إسرائيلي بارز، على ضرورة أن تغير إسرائيل الاتجاه، وتفكر خارج الصندوق بحذر، في تعاملها مع التواجد الإيراني في سوريا، وهو ما يتطلب معاقبة المضيف.

 وفي مقال له نشر بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أوضح أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، الخبير إيال زيسر، أن "قرار منع تمركز إيران في سوريا يتطلب تصميما، جرأة وقدرة استخبارية وعملياتية، وفي الوقت ذاته حذر لعدم جر المنطقة لمواجهة شاملة"، لافتا إلى أن "هذه المعركة استنفدت نفسها".

وتابع: "متحدثون إسرائيليون يواصلون الادعاء بأن حرية عمل إسرائيل لم تتضاءل، وأنها تواصل العمل ضد أهداف إيرانية بسوريا"، منوها بأن وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قال الأسبوع الماضي: "إسرائيل لن تتوقف عن مهاجمة سوريا، بل إن الهجمات لم يتم الإبلاغ عنها في وسائل الإعلام".

 وكذلك أكد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن "إسرائيل ستقوم بكل ما هو مطلوب لمنع إيران من التمركز في سوريا"، وفق ما أورده زيسر الذي نوه بأنه "على الأرض بدأت تتشكل فجوة بين البلاغة الكلامية الإسرائيلية وبين الواقع".

وأضاف: "بدلا من تقارير عن هجمات سلاح الجو الإسرائيلي، يمكن قراءة تقارير عن استكمال نشر صواريخ إس300 من قبل الروس في أرجاء سوريا".

وزعم أن "مصطفى مغنية، ابن عماد مغنية، رئيس أركان حزب الله، الذي صفي في 2008 (تتهم إسرائيل باغتياله)، يقيم بنى تحتية للمنظمة على طول الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان، استمرارا لأعمال شقيقه جهاد مغنية، الذي صفته إسرائيل في كانون الأول/ ديسمبر 2014 قرب القنيطرة".

وقدر أن "نافذة الفرص التي فتحت أمام إسرائيل للعمل في سوريا كانت ستغلق حتى دون حادثة إسقاط الطائرة الروسية قبل نحو شهر"، موضحا أن "روسيا تريد ضمان الهدوء والاستقرار في سوريا؛ كي تعطي استثماراتها ثمارها".

وإلى جانب ذلك، "روسيا لا تعتبر إيران تهديدا، وأصلا لا ترى في وجودها بسوريا مشكلة روسية، كما أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا"، وفق الخبير الذي شكك في قدرة الهجمات الإسرائيلية الجوية على "طرد الإيرانيين من سوريا".

وقال: "هذه الهجمات يمكنها ربما منع سيطرة إيران على هذا الموضع أو ذاك، وربما حتى منع نشر أسراب قتالية أو أنظمة سلاح متطور (الذي يسهل تشخيصه)، ولكن كل هذا هو قطرة في بحر بالنسبة لوجود عشرات آلاف المقاتلين من المليشيات الشيعية التي أحضرتها إيران إلى سوريا، إضافة إلى آلاف المقاتلين الإيرانيين ومقاتلي حزب الله".

ومن الجدير ذكره، وفق الخبير، أن "المواجهة بين إسرائيل وإيران في سوريا أيار/ مايو الماضي، لم تنته بالضرورة بنجاح كبير، حيث رسمت فيها خطوط حمراء واضحة تحرص عليها إسرائيل، وهدفها هو منع قتل الجنود الإيرانيين"، مؤكدا أن هذا الأمر "يقيد قدرة إسرائيل على العمل".


وإزاء هذا الواقع، "على إسرائيل أن تفكر خارج الصندوق وفي اتجاه جديد، عن طريق عملية محتملة؛ وهي العودة إلى سياسة الماضي، التي جربت بنجاح مع منظمة التحرير الفلسطينية في الأردن بداية السبعينيات، وكان هدفها؛ جني ثمن ليس فقط من الضيف (إيران)، بل من المضيف أيضا (بشار الأسد)".

ونبه زيسر، أن "إسرائيل لا تأخذ الأسد في الحسبان، وهي تعتقد خطأ أنه بني على أيدي الإيرانيين، وفي الواقع هو آخذ في تعزيز مكانته"، معتبرا أنه "إذا فهم هو وأسياده الروس بأنه يوجد ثمن لوجود الإيرانيين بسوريا، فإنه سيعمل على تقييد هذا التوجه".

ورأى أن "إسرائيل فوتت فرصة كهذه عندما سمحت للأسد بالعودة دون أي مقابل لجنوب سوريا"، منوها بأن "الوقت ما زال غير متأخر".

وقدر الخبير الإسرائيلي أن "تغيير الاتجاه يجب القيام به بحذر وحساسية، لعدم الوصول إلى مواجهة شاملة، ولكن ليس هناك أفضل من هذا الوقت كي يتم تنفيذ ذلك من الآن مع دخول ساكن جديد إلى مكتب رئيس الأركان"، في تلميح لاختيار أفيف كوخافي رئيسا جديدا لهيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي.