ملفات وتقارير

ما رسائل إغلاق واشنطن لقنصليتها في البصرة العراقية؟

أمريكا أمرت رعاياها في البصرة بمغادرة المحافظة بعد قرار بإعلاق قنصليتها- تويتر

دفعت خطوة الولايات المتحدة الأمريكية بإغلاق قنصليتها في مدينة البصرة، جهات سياسية عراقية إلى إطلاق تحذيرات من تداعيات القرار الأمريكي على العراق والمنطقة.


وحذر محافظ البصرة العراقية، أسعد العيداني، السبت الماضي، من تأثيرات سلبية على المحافظة، مرجعا قرار الإغلاق إلى "التداعيات الإقليمية".


وأوضح العيداني: "تداعيات ما يجري بين الدول الإقليمية لاسيما بين إيران والإمارات من تهديدات متبادلة رافقها تهديدات أخرى من قبل الولايات المتحدة للجانب الإيراني وبالعكس، أدت إلى إغلاق واشنطن لقنصليتها في البصرة".

 

اقرأ أيضا: أمريكا تغلق قنصليتها في مدينة البصرة العراقية.. وبغداد تعلق

من جهته، علق محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي على الموضوع قائلا: "غلق القنصلية الأمريكية في البصرة مؤشر على خطورة استقرار البصرة وأمنها في الأيام القادمة".


وأعرب النجيفي في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر" عن تمنياته بأن "تفهم الحكومة العراقية خطورة هذا الإجراء وتسعى لمعالجة مبرراته".


ما تداعيات القرار؟


وبخصوص التداعيات، قال المحلل السياسي العراقي عدنان السراج إن "غلق واشنطن لقنصليتها والدعوة لرعاياها بمغادرة البصرة، إنما يشكل جانبا تصعيديا من الولايات المتحدة، باتجاه الموقف العراقي من إيران، ومن الأحداث التي يمكن أن تحصل نتيجة للانتخابات ومسألة ترشيح رئيس الوزراء".


ورأى السراح في حديث لـ"عربي21" أن "الأمريكان بموقفهم هذا يريدون تصعيد الموقف على أي توجه سياسي أو تشكيل الحكومة المقبلة، وهو جزء من الضغط على السياسيين العراقيين، بعد أن فشل بيرت ماكغورك مبعوث ترامب في الضغط على الكتل السياسية لترشيح رئيس وزراء خارج الجهات السياسية التي ترتبط بإيران".


وأضاف أن "أمريكا بهذا القرار، تضغط على العراق لتفعيل العقوبات على إيران، وتشديد الخناق عليها وهذا ينقل الصراع إلى داخل العراق، ودليل على ذلك تصريحات المسؤولين الأمريكان بأن إيران لها نفوذ في العراق وسنحاربه".


وأوضح السراج أن "إسرائيل قالت إنها تريد ضرب المصالح الإيرانية داخل العراق، وهذا تصعيد وتدخل في الشأن العراقي الداخلي، وانتهاك لاتفاقيات التعاون ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة".


وأشار إلى أن "القرار سيكون له تداعيات في جميع مدن العراق والمنطقة جراء هذا الصراع، وبالتالي فإن على الولايات المتحدة أن تكون أكثر حكمة وأن تبدأ بعلاقات جيدة مع القوى السياسية العراقية وحتى مع درجة قربهم من إيران". 


"تقليم أظافر إيران"


من جهته، رأى مستشار مؤسسة أبعاد للأبحاث وسام الكبيسي أن "القرار يأتي في إطار التجاذبات بين أمريكا وإيران في العراق والمنطقة، وأن هناك عوامل عدة يستخدمها كل طرف على الآخر، للحصول على مكاسب أو الضغط عليه".


وأضاف لـ"عربي21" أن "ما حصل في الآونة الأخيرة، أن أمريكا تقدم رسائل متعددة، وهذه الرسالة يمكن أن تقرأ بأنها مرتبطة بالشأن العراقي تحديدا وما يجره عن علاقتها مع إيران والسيناريوهات المتوقعة ولا سيما أننا أمام تشكيل حكومة عراقية جديدة".


وتابع الكبيسي: "القرار جاء أيضا بعد صدور قرار من الكونغرس الأمريكي ضد فصائل مسلحة عراقية مرتبطة بإيران، فهي رسالة للقول إننا ماضون بما بدأنا به من تحجيم دور إيران في المنطقة وإنهاء أحلام توسعها بالمنطقة".


وأردف: أمريكا معنية بـ"تقليم أظافر" إيران في العراق، وهذا يقودنا إلى أن أمريكا تحاول تقليص وجودها في العراق إلى أماكن تكون قادرة على حماية مصالحها وأفرادها فيها.


ولفت الكبيسي إلى أن الأمر أيضا يرتبط بالمعطيات التي تتشكل بها الحكومة العراقية، فإذا تشكلت حكومة على غير الهوى الأمريكي، فإنها قد تحرك هذه الملفات على أرض الواقع".


وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة الماضي، إغلاق قنصليتها في مدينة البصرة بعد ساعات من حديث واشنطن عن "تزايد التهديدات التي يتعرض لها موظفو المرافق الأمريكية في العراق من قِبل حكومة إيران".

 

اقرأ أيضا: تحذيرات عراقية من "خطورة" إغلاق قنصلية واشنطن بالبصرة

وعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد محجوب، على القرار قائلا إن "الخارجية تأسف لقرار وزير الخارجية الأمريكي سحب موظفي القنصلية الأمريكية في البصرة وتحذير المواطنين الأميركيين من السفر إلى العراق".


وأكد في بيان أن "العراق ملتزم بحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية المقيمة على أراضيه وتأمينها".


وأشار محجوب إلى أن "الحكومة العراقية عازمة على مواجهة أي تهديدات تستهدف البعثات الدبلوماسية أو أي زائر وافد باعتبار أمنهم جزءا من أمن العراق والتزاما قانونيا وأخلاقيا".


وتشهد البصرة ومحافظات وسط وجنوب البلاد ذات الغالبية الشيعية، احتجاجات شعبية متأرجحة الحدة، منذ 9 تموز/ يوليو الماضي، على تردي الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء فضلا عن قلة فرص العمل.