ملفات وتقارير

هيئة التفاوض السورية تناقش مشاركتها في "اللجنة الدستورية"

هيئة التفاوض السورية منبثقة عن مؤتمر الرياض2- جيتي

تعقد "هيئة التفاوض السورية" المنبثقة عن مؤتمر"الرياض2"، والتي يشكل "الائتلاف" المعارض نواتها الصلبة، الاثنين، اجتماعا في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة آخر التطورات السياسية وعلى رأسها بحث المشاركة في "اللجنة الدستورية" السورية.

وفيما لا يزال الغموض يلف موقف الهيئة من المشاركة، أكد المستشار الإعلامي والناطق باسم "هيئة التفاوض السورية"، الدكتور يحيى العريضي، أن الهيئة تنتظر الإجابة على بعض التوضيحات الإجرائية المتعلقة بعمل ومرجعية "اللجنة الدستورية"، قبل إعلان المشاركة أو الرفض.

وأوضح العريضي لـ"عربي21"، أن الهيئة لا تنتظر التوضيحات فقط " بل تعهدات من الأمم المتحدة متعلقة بعمل اللجنة ومخرجاتها"، وقال "لسنا مستعجلين على اتخاذ القرار، ولا شأن لأحد بقرارنا وتوقيته"، وذلك في رد واضح على روسيا التي طالبت المعارضة بالتعجل في تسليم أسماء 50 مرشحا للمبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا.

و"اللجنة الدستورية" هي أحد أبرز مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في "سوتشي" الروسية، حيث من المنتظر أن تتساوى مشاركة المعارضة والنظام والمستقلين فيها (50 عضوا لكل منهما).

وتنظر المعارضة بعين الريبة والقلق إلى "اللجنة الدستورية"، وما يقلقها الغموض الذي يلف عمل هذه اللجنة المخولة بإعادة صياغة وكتابة دستور سوري جديد.

وفي هذا الصدد، اعتبر الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، أن ما يبعث على القلق هو "هيمنة روسيا وتفردها بالإعداد والتحضير لعمل اللجنة الدستورية، وتحديدها بشكل مسبق أطر محددة تكفل إعادة تأهيل النظام السوري".

ورأى السعيد في تصريح لـ"عربي21"، أن لدى روسيا رغبة بوضع دستور يضمن مصالحها في سوريا، من خلال إعادة إنتاج النظام السوري، وإرغام المعارضة على القبول بهذا الشيء الذي ستسميه دستورا جديدا.

واعتبر الباحث أن "المعارضة في موقف صعب للغاية، فهي من جهة غير قادرة على رفض المشاركة بسبب اعتماد الأمم المتحدة للجنة الدستورية، وهي غير قادرة على المشاركة لأنها ستكون حينها قد شرعنت ما تريده روسيا".

وأشار السعيد في هذا السياق إلى دفع روسيا ببعض المنصات الممثلة في "هيئة التفاوض السورية" إلى القفز عن قرار الهيئة، وتسليم قائمة بأسماء مرشحيها.

وكانت ما تسمى بـ"اللجنة الثلاثية" المكونة من "مؤتمر الحوار الوطني الديمقراطي" و"منصّة موسكو" و"تيار الغد السوري" سلمت في وقت سابق أسماء مرشحيها إلى اللجنة الدستورية، للأمم المتحدة، وسط حديث عن اعتراض "تركي" على قائمة الأسماء.

 

اقرأ أيضا: دي ميستورا يبحث مع ثلاثي "أستانا" لجنة "دستور سوريا"

ويتهم ناشطون "اللجنة الثلاثية" بأنها أقرب في مواقفها إلى النظام من المعارضة، وتحديدا "منصة موسكو" التي يديرها قدري جميل من موسكو.

وفي هذا الإطار، رأى الباحث بالشأن السوري سنان حتاحت، أن "اعتراض تركيا على أسماء الشخصيات المرشحة من التكتلات السياسية لا علاقة له بالأسماء المطروحة بشكل مباشر، بقدر ما يتعلق بتنفيذ الإجراء المتفق عليه، أي إشرافها على ثلث أعضاء اللجنة الدستورية كضامن عن المعارضة".

وأضاف لـ"عربي21" أن "تركيا تكافح لتحسين شروط المعارضة، وهي تتحفظ على كثير من النقاط التي تطرحها روسيا حول اللجنة الدستورية".

يذكر أن النظام السوري قدم في وقت سابق قائمة مرشحيه للجنة، إلى إيران وروسيا، بصفتيهما ضامنين لمسار أستانا عنه، فيما تعتبر تركيا ضامنا عن المعارضة.