صحافة دولية

ما التحديات التي ستواجه ملك المغرب بعد عودته من رحلة علاج؟

أوردت الصحيفة أن أهم تحد أمام محمد السادس هو السياسة الخارجية - ا ف ب

نشرت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" الناطقة بالألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن ملك المغرب، محمد السادس، الذي عاد إلى بلاده بعد أن غاب شهرين بسبب خضوعه لعملية جراحية على مستوى القلب في فرنسا. 

وبعد عودته من رحلة العلاج، سيجد الملك المغربي نفسه أمام جملة من التحديات خاصة وأن المملكة المغربية تعاني من العديد من المشاكل في الوقت الراهن.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الملك المغربي، محمد السادس، عاد إلى بلاده في كنف السرية بعد غياب دام شهرين. وقد غادر ملك المغرب في أواخر شهر شباط/فبراير الماضي، بلاده في اتجاه فرنسا لإجراء عملية جراحية على القلب. ولعل الأمر المثير للاستغراب هو أن الديوان الملكي يتكتم عن سر هذه العودة المفاجئة للملك.

 

اقرأ أيضاملك المغرب يدشن عودته من النقاهة برئاسة مجلس للوزراء

وأكدت الصحيفة أن السلطات المغربية تكتمت خلال الشهرين الأخيرين عن حقيقة مرض الملك المغربي وعن أسباب غيابه المفاجئ عن البلاد. وعلى الرغم من أن العاهل المغربي محمد السادس يعتبر من أغنى الملوك في العالم بثروة تناهز 2.5 مليار يورو، إلا أنه يلقب "بملك الفقراء"، حيث يحظى بشعبية واسعة لدى الطبقة الفقيرة من الشعب المغربي.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الشباب القاطن في كل من الرباط والدار البيضاء ومراكش يرى أن الملك المغربي يحب فرنسا ويعيش في الكثير من الأحيان في فيلا على ملكه بباريس. ولعل الأمر الذي خلق جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي هو الدعوة، التي وجهها الملك المغربي لأهالي بلدية بيتز لزيارة بلاده.
 
وأوضحت الصحيفة أن الملك المغربي عاد إلى بلده، الذي يعاني من عدة مشاكل، حيث سيواجه خلال الفترة المقبلة، جملة من التحديات، لعل من أهمها الاضطرابات، التي يشهدها الريف. فبعد أن انفرجت الأوضاع في مدينة الحسيمة، انتفض العاطلون عن العمل في مدينة جرادة في وجه الحكومة مطالبين إياها بإعادة إحياء قطاع المناجم ومكافحة الفساد، الذي استشرى في صفوف الطبقة الحاكمة.

 

اقرأ أيضاهيئات مغربية: ما يقع بجرادة ينذر بـ"العودة لسنوات الرصاص"

وأضافت الصحيفة أن السياسة القمعية، التي انتهجتها الحكومة المغربية برئاسة سعد الدين العثماني، ساهمت في مزيد تأجيج نيران الاحتجاجات. والجدير بالذكر أن العثماني لا يتمتع بنفوذ واسع في دائرة القرار المغربي مقارنة بمستشار الديوان الملكي، فؤاد عالي الهمة، الذي يُعتبر صديقا مقربا من الملك المغربي، فضلا عن أنه مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة.
 
وأوردت الصحيفة أن أهم تحد أمام محمد السادس هو السياسة الخارجية. ففي الآونة الأخيرة، طفت أزمة الصحراء على السطح مجددا. في هذا السياق، اتهم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، جبهة البوليساريو بانتهاك اتفاقية إطلاق النار، التي أبرمت في سنة 1991، والتي أنهت الصراع المسلح بين المغرب وجبهة البوليساريو، في العديد من المناطق وخاصة في منطقة بئر الحلو.
 
وتابعت الصحيفة أن بوريطة وجه لجبهة البوليساريو تهمة التوغل في المنطقة العازلة بالقرب من كركارات. في هذا الصدد، أورد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، أن "نقل المنشآت المدنية والعسكرية إلى منطقة بئر الحلو يُعتبر بمثابة استفزاز لنا، الأمر الذي لن نسمح به".
 
وأردفت الصحيفة أن الأنشطة المشبوهة، التي قامت بها جبهة البوليساريو، لا تشكل العامل الوحيد، الذي استفز وزارة الدفاع المغربية، بل لعبت حادثة سقوط الطائرة العسكرية الجزائرية بتاريخ 11 نيسان/أبريل الجاري دورا في ذلك أيضا. ومباشرة بعد سقوط الطائرة، صرح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية، جمال ولد عباس، أن "حادثة سقوط الطائرة العسكرية أسفرت عن مقتل 257 شخصا من بينهم 26 عنصرا من جبهة البوليساريو".

 

اقرأ أيضاالمغرب محذرا: سنتعامل بحزم مع الاستفزازات بالمنطقة العازلة

وذكرت الصحيفة أن الجزائر ترغب في النأي بنفسها عن الصراع حول الصحراء. من هذا المنطلق، ترى الجزائر أن حل الصراع حول الصحراء يرزح تحت عاتق كل من المغرب وجبهة البوليساريو. وفي رسالة وجهها، محمد السادس، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أورد العاهل المغربي أن الجزائر تساند جبهة البوليساريو وتزودها بالأسلحة، علاوة على أنها تؤوي بعض عناصرها.
 
وفي الختام، بينت الصحيفة أن الجزائريين اتهموا ولد عباس بالخيانة على خلفية تصريحاته الطائشة، في حين أثارت قلق الأمم المتحدة. في الأثناء، يعمل المبعوث الأممي المكلف بقضية الصحراء، الرئيس الألماني الأسبق، هورست كولر، على إيجاد حل دبلوماسي لأزمة الصحراء.