سياسة عربية

تجدد القتال بين تحرير الشام وتحرير سوريا.. كيف علق الطرفان؟

صقور الشام تقاتل إلى جانب أحرار الشام والزنكي ضد هيئة تحرير الشام- تويتر

تجددت المعارك في الشمال السوري، بين هيئة تحرير الشام من جهة، وجبهة تحرير سوريا، ولواء صقور الشام من جهة أخرى، بعد هدوء استمر لأيام.

 

المعركة التي اندلعت منذ نحو شهرين، تجددت الأحد، في  مناطق بريف إدلب الجنوبي، إذ هاجمت هيئة تحرير الشام، بلدتي الهبيط، وعابدين، اللتين يوجد أحرار الشام فيهما.

 

وجبهة تحرير سوريا تشكلت في شباط/ فبراير الماضي، بعد اندماج جزئي بين أحرار الشام، ونور الدين زنكي، بهدف قتال هيئة تحرير الشام.

 

فيما هاجمت أحرار الشام منطقتي تل عاس وأم زيتونة جنوبي معرة النعمان، إضافة إلى منطقة بسيدا، لتحرز تقدما فيها بعد سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

 

الشرعي في فيلق الشام، عمر حذيفة، أحد أبرز الوسطاء بين طرفي القتال، كشف في منشور مطول عبر "تليجرام"، أن هيئة تحرير الشام هي من نقضت بنود الاتفاق الأخير.

 

وأوضح أن "صقور الشام وجبهة تحرير سوريا تنازلتا، واستجابتا للصلح، وحقن الدماء، فيما لم تتنازل تحرير الشام، وتفاجأنا بهجومهم على معرة النعمان، ضاربين عرض الحائط جميعَ الاتفاقات التي تمَّت مناقشتها في الجلسة الأخيرة ليتحمَّلوا مسؤولية الدماء وما ستؤول إليه الساحة".

 

وقالت "تحرير سوريا"، في بيان لها، إنها "لن تتقاعس" في الدفاع عن نفسها، وعن "الثورة"، ولن تسمح لـ"أصحاب المطامع والأهواء وعشاق السلطة" في السيطرة على الثورة، ومصادرة قرارها.

 

وجاء في بيان "صقور الشام"، أنه "بعد أن بذلنا وسعنا في مساعي الصلح، وأنخنا رقابنا لجهود المصلحين، وخفضنا جناح الذل للمصلحة الثورية، فلم يبق أمامنا إلا بذل الوسع في رد عادية القوم، وكسر شوكتهم".

 

بدورها، أصدرت هيئة تحرير الشام، بيانا جديدا أوضحت من خلاله أسباب رفضها الوساطات الشعبية وغيرها من أجل إيقاف الاقتتال مع تحرير سوريا.

 

وقالت عبر بيان صادر عنها، إنه بعد الاتفاق مع أحرار الشام على إدارة المعابر وغيرها من الأمور الخلافية، في ثاني جولات المباحثات بين الطرفين، طرحت الزنكي مطالب جديدة عرقلت سير الاتفاق.

 

ونوهت تحرير الشام إلى رغبتها بعقد اتفاقين منفصلين مع أحرار الشام، والزنكي، كون المناطق المتنازع عليها يوجد بها الزنكي في شمالي إدلب، والأحرار في الجنوب.

 

وبحسب تحرير الشام، فإنها لا تزال منفتحة على التفاوض والمصالحة مع تحرير سوريا، مع نفيها أن تكون الأخيرة وافقت على الدخول في حكومة الإنقاذ، المتهمة دوما بالانحياز لصالح الهيئة التي يقودها "أبو محمد الجولاني".

 

وأصدرت هيئات مدنية وثورية وشرعيون، بيانات وتصريحات تدين "اعتداء" هيئة تحرير الشام على مواقع جبهة تحرير سوريا، قائلين إن ذلك يعد "خرقا" للهدنة.

 

يذكر أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في معارك الطرفين التي اندلعت في شباط/ فبراير الماضي.