ملفات وتقارير

ما حقيقة اندلاع مواجهة بين تركيا وإيران في عفرين السورية؟

منذ بدء العملية العسكرية التركية في عفرين أخذت وسائل الإعلام الإيرانية تشن هجوما شرسا على أنقرة- جيتي

طرحت تصريحات المسؤولين الأتراك في الأيام الأخيرة حول تأكيد بلادهم أن كل دولة أو قوة تدعم الوحدات الكردية المسلحة في عفرين تعتبر متساوية مع التنظيم في الإرهاب وستلقى نفس المعاملة؛ تساؤلا حول حقيقة اندلاع مواجهة تركية إيرانية على الأراضي السورية.


وجاء على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن جيشه "أجبر مليشيات شيعية موالية للنظام السوري الثلاثاء الماضي على التراجع من عفرين بعد تقدمها صوبها".


في المقابل، كشف موقع إيراني مقرب من الحرس الثوري، عن اتفاق كردي إيراني ضد تركيا، يقضي بسماح الأكراد لجيش نظام بشار الأسد بدخول عفرين، وتسليم جميع المكاتب والمباني الحكومية بناء على مقترح إيراني، لافتا إلى أن الوحدات لكردية غير قادرة على مقاومة الجيش التركي.

 

واعتبر الموقع الإيراني أنه "مهم جدا بالنسبة لإيران ألّا تسقط مدينة عفرين بيد تركيا"، مشددا على أن "سقوط عفرين يعني سقوط منطقتي النبل والزهراء الشيعيتين بسهولة"، منوها في الوقت ذاته إلى أن "المساعدات التي ترسل إلى عفرين تتم عن طريق منطقتي النبل والزهراء، وجرحى الأكراد يتم إرسالهم إلى هاتين المنطقتين، وتتم معالجتهما فيهما".

 

اقرأ أيضا: موقع إيراني: الوحدات الكردية بعفرين طلبت دعم الحرس الثوري


المختص بالشأن الإيراني طلال عتريسي، اتفق مع ما ورد في الموقع الإيراني حول أن سقوط عفرين في يد الجيش التركي، يعد خطا أحمر بالنسبة لطهران، ولن تسمح به بكل ما تمتلك من نفوذ في سوريا.


ويقول عتريسي في حديث خاص لـ"عربي21"، إن "هدف توجه المجموعات الموالية للنظام السوري لعفرين هو منع التدخل التركي وعدم تمكن تركيا وحلفائها من السيطرة على المدينة بشكل كامل"، معللا ذلك بأنه "يعود للخوف من إعادة تغيير المعادلات الميدانية للقوى الإقليمية والدولية، في حال سقطت عفرين في يد الجيش التركي".


ويستبعد عتريسي أن تكون هناك مواجهة حالية أو محتملة بين تركيا وإيران، معتقدا أنه "على المستوى الاستراتيجي لا يوجد أي تصور لهذه المواجهة".


ومنذ إطلاق الجيش التركي لعمليته العسكرية في عفرين، شنت وسائل الإعلام الإيرانية هجوما شرسا ضد أنقرة، واعتبرت أن هذه العملية تهدد المصالح الإيرانية بسوريا.

 

 

ويرى المختص بالشأن الإيراني أن "تركيا ستبحث عن تسويات في هذا المجال، أكثر من أن تتوجه إلى الصدام المباشر مع إيران"، بحسب تقديره.


ويشدد عتريسي على أنه "لا أحد يرغب من الجهتين التركية والإيرانية في الصدام المباشر، الذي يمكن أن يعرقل الأمور أكثر"، لافتا إلى إمكانية وقف العملية التركية ضمن مشروع روسي في مجلس الأمن مقابل ضمانات لتركيا بإزالة تهديد الأكراد.


ويتوقع عتريسي أن يتمثل الحل لمنطقة عفرين، بعودة النظام السوري وبسط سيطرته على المنطقة، وفي هذه الحالة "لن تكون مشكلة لدى تركيا إذا تأكدت من وضع حد للمشروع الكردي".


في المقابل، يرى الباحث السوري ماهر علوش، أن "دخول القوات الموالية للنظام السوري إلى منطقة عفرين، ما هو إلا لعبة إيرانية هدفها خلط الأوراق في المنطقة وتمرير رسالة للسوريين، والثورة، وتركيا".


ويوضح علوش في مقال اطلعت عليه "عربي21"، أن المقصود بـ"القوات الشعبية" هو المليشيات الإيرانية والمتحالفة معها في نبل والزهراء المتصلتين بعفرين، مشيرا إلى أن "الإعلام الموالي لإيران وعلى رأسه قناة الميادين، يتبنى الترويج لدخول تلك القوات".

 

 

ويفسر علوش تهديدات وزير الخارجية التركي الذي قال فيها إننا "سنقضي على قوات النظام إذا حاولت حماية تنظيم بي ي دي"، بأن هذه التهديدات موجهة لإيران، وبالتحديد القوات الإيرانية الموالية للنظام السوري.


ويؤكد الباحث السوري أن "الهدف من هذه التحركات، هو خلط الأوراق"، مضيفا أن "ذلك أيضا يهدف إلى إشعال حرب طائفية مذهبية"، معتبرا في الوقت ذاته أن "النظام السوري وإيران ترسل رسائل أن أمامها خيارات أخرى أكثر تمزيقا للمجتمع"، بحسب تعبيره.