ملفات وتقارير

انقلاب السيسي الاستباقي.. ممنوع الاقتراب من الكرسي

السيسي هدد بأنه لن يسمح لأحد بالاقتراب من كرسي الرئاسة- جيتي

"إنه انقلاب استباقي".. هكذا علق المتابعون لتطور الأحداث في مصر خلال الـ24 ساعة الماضية.

 

فما بين بيان للقوات المسلحة بقيام رئيس الأركان الأسبق الفريق سامي عنان بالتزوير في المحررات الرسمية، وأنه خالف القواعد والنظم العسكرية بإعلانه الترشح للانتخابات المقبلة، وأنه سوف يخضع للإجراءات القانونية الخاصة بالمؤسسة العسكرية، ثم إعلان حملة الفريق اختطافه واعتقاله في مكان غير معلوم، وبعدها قرار من المدعي العام العسكري بحظر النشر في قضية عنان.. انتهى الأمر اليوم بقرار الهيئة الوطنية للانتخابات باستبعاد عنان من كشوف الناخبين وبالتالي عدم أحقيته في الترشح للانتخابات التي ستجرى في آذار/ مارس المقبل، وقد تزامن هذا كله مع نشر الآليات العسكرية في الشوارع والميادين العامة والرئيسية مثل التحرير ورمسيس ورابعة ومحيط نقابتي الصحفيين والمحامين.


هذه التحركات أرجعتها مصادر داخل القوات المسلحة لـ"عربي21" إلى أنها أوامر وصلت إلي مختلف الجيوش والفرق والإدارات المركزية برفع حالة الاستعداد القصوى من مساء الاثنين 22 كانون الأول/ يناير، مع تكليف المنطقة المركزية العسكرية وقوة الانتشار السريع المتواجدة أسفل المنصة بمدينة نصر بالانتشار في الشوارع والميادين الكبرى، والتصدي لأي تحركات عسكرية أو شعبية غير مصرح لها.

 

اقرأ أيضا: استبعاد الفريق سامي عنان من قاعدة الناخبين

التطورات المتسارعة التي عاشتها مصر أعادت للأذهان يوم 3 تموز/ يوليو 2013، وطبقا للمحلل والباحث السياسي أسامة أمجد فإن السيسي استخدم القوات المسلحة للمرة الثانية من أجل السلطة. الأولى كانت بانقلاب واضح علي الرئيس المنتخب محمد مرسي، والثانية بانقلاب استباقي على من كان يمكن أن يتم انتخابه وهو الفريق عنان.

 

وأضاف أمجد لـ"عربي21" أن ما حدث هو ترجمة واضحة لتهديدات السيسي السابقة بأنه لن يسمح لأحد الاقتراب من كرسي الرئاسة، بما يفضح كل دعاوى التغيير والديمقراطية والحرية والمنافسة التي يرددها، وبالتالي فمن لم يأت بالتهديد من الفضائح الجنسية مثل أحمد شفيق جاء معه بالاعتقال كما حدث مع عنان، أو بالتزوير المبكر كما يحدث الآن مع خالد علي.. وبالتالي فالرسالة واضحة لكل من يفكر في أن يرشح نفسه، أنه ليس هناك مكان له في دولة السيسي، ولذلك يجب على خالد علي أن يستجيب لدعوات المعارضة بالانسحاب من هذه المهزلة التي تديرها المخابرات الحربية دون أي اعتبار لمصر أو للمصريين.


أكبر من الانقلاب

 
ويرى الكاتب الصحفي صلاح بديوي أن العملية السياسية الراهنة فاسدة ومطعون في شرعيتها، لأنها في الأساس تعمل تحت حماية ورعاية الحلف الصهيوني الأمريكي، وما يحدث أن أهل الانقلاب يلتهم القوي منهم الضعيف، مشيرا في حديثه لـ"عربي21" إلى أن السيسي يقود شبكة تابعة لجهاز الموساد وتسيطر على مفاصل الدولة المصرية وتعمل الآن على تدميرها وضرب كل أحزمة مصر وأمنها القومي، بل وتدمير جيشها وتحويله إلى كتائب مرتزقة يتم تأجيرها لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، وبناء على ذلك، فإن تلك الشبكة تتكامل مع شبكات صهيونية أخرى في أبوظبي والرياض بقيادة المحمدين ابني زايد وسلمان من أجل تنفيذ صفقة القرن.


وأضاف أنه "في سبيل ذلك؛ سيتم  تجريف مصر والحياة السياسية فيها ولن يسمح الصهاينة أبدا لأي مرشح قوي مدني أو عسكري بالدخول في عملية انتخابية سلمية، كما جري مع الجنرالين شفيق وعنان".


وأوضح أن ما تعرض له سامي عنان ومن قبله أحمد شفيق أكبر من الانقلاب وسيترتب عليه نتائج غير محمودة على جيش مصر في المستقبل ما لم يسارع الشرفاء فيه بتوقيف الشبكة الصهيونية التي تحكم مصر بقيادة السيسي  والتي تغتصب إرادة شعبها.


تحركات مضادة

 
ويتساءل الكاتب الصحفي ساهر جاد عما حدث مع شفيق وعنان وهل له علاقات بالانتخابات فقط، أم أن الأمر قد يكون أكبر من ذلك، مشيرا إلي أنه كان يمكن منع عنان من السباق الرئاسي بعشرات الطرق بداية من الكشف الطبي ومرورا بعقبات جمع التوكيلات أو حتي رصد إعدادها وفرزها بما لا يجعلها مكتملة، كما حدث مع عمر سليمان، ووصولا إلي الرفض الرسمي من القوات المسلحة بالتصريح له. ويضيف جاد لـ"عربي21" أن ثلاثة أيام كاملة مرت علي إعلان عنان لترشحه، فهل كان نظام السيسي يحتاج لكل هذا الوقت من أجل الكشف عن جرائم المرشح المحتمل، أم إنه كان يتم ترتيب أمر ما؟ وهل حصل السيسي علي ضوء أخضر من جهات داخلية أو خارجية؟ وهل المؤسسة لم تكتشف أن عنان يمارس السياسة عندما تقدم للترشح في المرة السابقة، أو عندما أنشأ وترأس حزبا سياسيا معترفا به؟

 

اقرأ أيضا: نشطاء: اعتقال عنان وفاة للحياة السياسية في مصر

وقدم ساهر إجابة عن تساؤلاته السابقة مؤكدا أن ما جري مع عنان لابد أن يكون مرتبطا بتحرك مناهض داخل المؤسسة العسكرية ضد السيسي ولم يكن سهلا السيطرة عليه إلا بمثل هذه الإجراءات العنيفة، وربما تكون الساعات أو الأيام القادمة حبلى بمزيد من الأحداث المثيرة.