سياسة عربية

رغم وعود الحكومة.. الاحتجاجات متواصلة بمدينة جرادة المغربية

احتجاجات جرادة - ا ف ب

للأسبوع الثاني على التوالي تتواصل الاحتجاجات بمدينة جرادة (شرق المغرب) على خلفية مصرع شابين في أحد مناجم الفحم الحجري، بالرغم من وعود الحكومة المغربية بالتجاوب مع مطالب سكان المدينة الاقتصادية والاجتماعية.

وبحسب منابر إعلامية محلية، فقد نظم سكان المدينة الذين حجوا بالآلاف لوقفة احتجاجية وسط المدينة، أمس الجمعة، رفعوا خلالها شعارات تعبر عن رفضهم لمخرجات الحوار الذي تم بين ممثلي شباب "حراك المدينة" ووزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، عزيز الرباح، الذي التقى مع ممثلي الأحزاب، والنقابات، للاستماع لمطالب السكان، والتوصل لحل لتهدئة الأوضاع بالمدينة.

 

وأكد المحتجون، من خلال شعاراتهم، أن وضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية كارثية ولا تستحمل التأجيل، مطالبين الحكومة بإيجاد حل ملموس وعملي لمطالبهم وبشكل عاجل.

 

وشوهد خلال الاحتجاج العديد من عناصر الأمن الذين كانوا يراقبون المحتجين تحسبا لأي انفلات أمني.


وكان الوزير الرباح، قال في بيان رسمي بعد لقائه مع رؤساء وأعضاء المجالس المنتخبة وممثلي الأحزاب السياسية وشباب الحراك إنه "سيتم بلورة مخطط عمل دقيق يعد بمثابة التزام حقيقي لتحديد ما ينبغي إنجازه بغية النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للإقليم".

 

 



وأضاف الوزير، أن الإقليم يحتاج إلى "عناية خاصة"، موضحا أن الإجراءات التي "سيتم اتخاذها تتوزع بين تدابير آنية يمكن التعاطي معها في حينه، وأخرى تتطلب وقتا من أجل التشاور مع مختلف الأطراف لإيجاد الحلول الملائمة".

وكشف الوزير عن إطلاق دراسة حول شروط السلامة في المناجم، والعمل على "مناقشة الطريقة المثلى لاستغلالها".
 
ووعد الوزير أهالي المدينة الذين رفعوا مطلب مجانية الكهرباء بالمدينة خاصة وأنها تضم معامل توليد الطاقة بأن الحكومة ستعمل على "إمكانية إعادة جدولة الديون" المترتبة على من لم يدفع فواتير الكهرباء من سكان المنطقة، وتقديم تسهيلات في طريقة جبايتها، كما وعد بتوظيف أبناء المدينة ضمن خطة لزيادة طاقم موظفي معاينة عدادات استهلاك الماء والكهرباء، والتزامه بتسهيل أداء قيمة الفواتير على المستهلكين الذين تراكمت عليهم ديونها، إلا أن المحتجين رفضوا العرض وواجهوه بشعار "ما مخلصينش.. ما مخلصينش" (لن ندفع.. لن ندفع).

وشهدت مدينة جرادة منذ الـ22 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي تجمعات سلمية شارك فيها آلاف السكان تنديدا بأوضاعهم المعيشية، وجاءت الاحتجاجات إثر وفاة شقيقين حين كانا يسعيان بشكل غير قانوني لجمع الفحم من بئر مهجورة.

اقرأ أيضا: موت شابين ببئر للفحم الحجري يخرج آلاف المغاربة للشارع (شاهد)

وكان رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، قال في كلمته لافتتاح أشغال مجلس الحكومة، أول أمس الخميس، في معرض حديثه عن نتاج الحوار مع ممثلي ساكنة مدينة جرادة المحتجين: "يجب أن نعترف بأن هناك مناطق، بحكم ظروف تاريخية وبحكم ظروف أخرى، لا تعيش تطورا اقتصاديا على غرار مناطق أخرى". 

وأضاف رئيس الحكومة: "وهذه أمور نقولها وواعون بها، وهي مناطق تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، وهذا ما سيتم في جرادة من خلال العمل على تنفيذ وعود تنموية سابقة لم تجد طريقها كاملة إلى الواقع". 

اقرأ أيضا: بعد 10 أيام من الاحتجاج.. حكومة المغرب تعد "جرادة" بالتنمية