نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلتها لشؤون التعليم سالي ويل، تقول فيه إن الطلاب والأكاديميين في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية "
ساواس"، التابعة لجامعة لندن، عبروا عن قلقهم من أن زيارة مزمعة للسفير
الإسرائيلي مارك ريغيف، إلى الجامعة هذا الأسبوع قد تتسبب بتوتر خطير وضرر بالغ في حرم الجامعة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه تمت دعوة ريغيف من جمعيتين طلابيتين للحديث يوم الخميس حول الشرق الأوسط وآفاق السلام، مستدركا بأنه تم انتقاد زيارته التي وصفها الطلاب والموظفون الآخرون، الذين يخططون للاحتجاج، بأنها استفزازية.
وتذكر الكاتبة أن أكثر من 150 أكاديميا من جامعة ساواس ومن جامعة أخرى في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى 40 جمعية طلابية، وجهوا رسالة إلى رئيسة الجامعة فاليري أموس، داعين إياها للتدخل، ومنع النشاط الذي سيتحدث فيه ريغيف يوم الخميس.
وتورد الصحيفة نقلا عن رسالة وقعها أكثر من مئة موظف في جامعة ساواس، قولها: "نخشى إن سمح لهذا النشاط الاستفزازي بأن يتم كما هو مخطط، فإنه سيتسبب بألم وضرر بالغين لكثير من طلابنا وموظفينا، الذين تأثروا، أو سيتأثرون بأفعال ما وصفه تقرير للأمم المتحدة بـ(نظام الأبارتايد) الإسرائيلي.. وقد يتسبب هذا النشاط أيضا بتوتر خطير في حرم الجامعة، ويؤدي إلى جو مشحون سيكون ضارا للأقسام والموظفين والطلاب كلهم".
ويلفت التقرير إلى أن الجمعية اليهودية وجمعية "الأمم المتحدة" دعتا ريغيف، حيث سيجري معه المتخصص في شؤون القانون والدراسات الإنسانية من جامعة كوين ماري في لندن الأستاذ إريك هاينز، مقابلة قبل أن يقوم بتلقي الأسئلة من الجمهور.
وتفيد ويل بأن اتحاد الطلاب تحدى إدارة الجامعة بخصوص النشاط، وأشار إلى المخاطر المتعلقة بالأمن والسلامة التي تتسبب بها زيارة السفير، و"عدم تمكن الطلاب والموظفين، خاصة الطلاب
الفلسطينيين، من المشاركة في النقاش بشكل مفتوح؛ بسبب احتمال حصول تداعيات بخصوص تمكنهم من دخول إسرائيل/ فلسطين".
وتنوه الصحيفة إلى أن جامعة ساواس، التي تعد رائدة في العالم في دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، شكلت محورا لتغطية نقاشات مشحونة حول السياسة الفلسطينية الإسرائيلية في
الجامعات، "تشعر بسببه الأقلية اليهودية في الجامعة بعدم الارتياح، وعدم المقدرة على التعبير عن نفسه".
وينقل التقرير عن البروفيسور جوناثان روزنهيد، أحد منظمي الاحتجاج الأكاديمي، وأحد الموقعين على الرسالة المرسلة لرئيسة الجامعة أموس، قوله: "إن تنظيم هذا النشاط في (ساواس)، حيث صوّت الموظفون والطلاب بأغلبية كبيرة للمقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات ضد إسرائيل، ودعما لحقوق الفلسطينيين، يبدو وكأنه تحد متعمد".
وقال بيان نشر على صفحة اتحاد الطلاب على "فيسبوك": "نقف مع مجتمع (ساواس) في التعبير عن قلقنا من وجود ريغيف في حرم الجامعة، كما نرفض أن تستخدم المساحة الخاصة بدراستنا لترويج دعاية لدولة عن طريق مسؤوليها".
وتورد الكاتبة نقلا عن المتحدث باسم "ساواس"، قوله إن الجامعة حريصة على تشجيع حرية النقاش، ولديها تقليد تراثي باستضافة متحدثين من أنحاء العالم كله، وأنها أحيانا تواجه انتقادات الناس وضغط الحكومة، وأضاف المتحدث: "ندعم حق الجمعيات الطلابية في (ساواس) دعوة المتحدثين واستضافة النقاشات في القضايا الشائكة والصعبة، لكن ما لا نفعله هو المصادقة على الآراء المطروحة أو دعمها، ونفتخر بالتنوع لدينا، ونعلم أن هذا التنوع يخلق توترا وخلافات".
وتكشف الصحيفة عن أن الطلاب والاتحادات يعتزمون الاحتجاج على زيارة ريغيف للجامعة، حيث يخططون لتنظيم يوم أنشطة "الفصل العنصري خارج حرم الجامعة" يوم الخميس، يتم فيه استعراض الوضع في فلسطين وعلاقته بالمملكة المتحدة.
ويفيد التقرير بأن ريغيف زار منذ بداية العام الدراسي حوالي 20 جامعة بريطانية، بما في ذلك أكسفورد وكامبريدج ومانشستر ومانشستر متروبوليتان وكنغز ويو سي أل وكوين ماري وإمبيريال وباث وبريستول وبرمنغهام، لافتا إلى أنه لم يزر "ساواس" دبلوماسي أو سفير منذ عام 2005.
وتذكر ويل أن المتحدثة باسم اتحاد الطلاب اليهود رحبت بهذا النشاط، قائلة: "يسعدنا أن نرى السفير الإسرائيلي يتحدث إلى الجمعية اليهودية وجمعية الأمم المتحدة، بالرغم من المحاولات الخبيثة لمنع هذا النشاط، ومن المهم أن يتمكن الطلاب اليهود من استضافة أشخاص يحملون آراء متباينة في جامعاتهم دون تهديد لهم، وذلك ليكون هناك نقاش متفاعل ومطلع حول إسرائيل وفلسطين".
وبحسب الصحيفة، فإن 18 طالبا فلسطينيا في جامعة ساواس كتبوا لرئيسة الجامعة، رسالة يعبرون فيها عن قلقهم، حيث قالوا: "إن البيئة التي سينتجها ريغيف في جامعتنا لهذا النشاط غير آمنة لنا بصفتنا طلابا فلسطينيين، عانى الكثير منا على أيدي الأمن الإسرائيلي مباشرة".
ويبين التقرير أن رسالة من 50 أكاديميا
بريطانيا من مؤسسات أخرى وافقت على أن الجميع يستفيد من الحوار والنقاش المفتوح حول السياسات الإسرائيلية، إن كان يمكن الاستماع للحديث والرد عليه، مستدركا بأن الرسالة قالت إن "هناك عاملين يجعلان هذا الاجتماع مخالفا لهذه القاعدة، الأول هو أن صيغة الاجتماع لا تسمح لطرح ريغيف بأن يعرض لأي تفحص دقيق".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول الرسالة إن "العامل الثاني والأهم من ذلك، هو أن ريغيف نفسه يمثل رسميا حكومة تنتهك عددا كبيرا من قرارات الأمم المتحدة، وتقوم بشكل روتيني، وعلى مدى 50 عاما، بحرمان الفلسطينيين من حقوقهم، بما في ذلك حقهم في تقرير مصيرهم".