رياضة دولية

كأس أمم آسيا لكرة القدم.. حقائق وأرقام

ارتبطت هذه البطولة بتأسيس الاتحاد الآسيوي للعبة في عام 1954
ارتبطت هذه البطولة بتأسيس الاتحاد الآسيوي للعبة في عام 1954
تعد بطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم هي الحدث الرياضي الأبرز والأهم في القارة، حيث ستتجه الأنظار صوب الملاعب الأسترالية بداية من 9 كانون الثاني/ يناير الجاري، لمتابعة النسخة السادسة عشرة للمسابقة.
 
وعلى مدار 59 عاما، مرت كأس الأمم الآسيوية بالعديد من المحطات البارزة، حيث شهدت تطورا هائلا في مستواها لتتحول من بطولة قاصرة على أربعة منتخبات فقط إلى منافسة شرسة بين 16 منتخبا.

ارتبطت هذه البطولة بتأسيس الاتحاد الآسيوي للعبة في عام 1954 واجتماع الدول المؤسسة للاتحاد في العاصمة الفلبينية مانيلا، حيث كانت إقامة كأس الأمم الآسيوية من بين أبرز الأفكار التي طرحت لتطوير اللعب في القارة.

ولم يستغرق تنفيذ الفكرة وخروجها إلى أرض الواقع وقتا طويلا، حيث انطلقت النسخة الأولى من البطولة في هونج كونج عام 1956، لتصبح ثاني أقدم بطولة قارية، حيث لم يسبقها سوى بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا- أمريكا)، التي انطلقت قبلها بأربعة عقود، فيما بدأت بطولات كأس الأمم الأفريقية عام 1957 وكأس الأمم الأوروبية عام 1960.

ولم تكن البطولة، في نسخها الأولى، بالقدر المطلوب من القوة والاهتمام، حيث اقتصرت مثل غيرها من البطولات الجديدة، على عدد محدد من المنتخبات، فشاركت أربعة منتخبات فقط، هي هونج كونج وكوريا الجنوبية وإسرائيل وفيتنام الجنوبية. وتوّج باللقب المنتخب الكوري الجنوبي.

وفي النسخة الثانية عام 1960، شارك المنتخب التايواني في البطولة، بجانب كوريا الجنوبية وإسرائيل وفيتنام الجنوبية، ليتوّج المنتخب الكوري الجنوبي باللقب أيضا.

والأمر نفسه، انطبق على النسخة الثالثة من البطولة التي أقيمت عام 1964، حيث شاركت فيها منتخبات إسرائيل وهونج كونج وكوريا الجنوبية والهند. وتوّج المنتخب الإسرائيلي بلقبها.

وفي عام 1968، زاد عدد المنتخبات المشاركة في البطولة القارية، ليصل إلى خمس دول هي إسرائيل وهونج كونج وإيران وميانمار وتايوان، لينتزع المنتخب الإيراني لقبها.

وبعد البداية المتواضعة للبطولة، جاءت مشاركة المنتخبات الخليجية في بطولات كأس آسيا منذ النسخة الخامسة في تايلاند عام 1972 لتغير ملامح البطولة وتضاعف من قوتها والاهتمام بها، بعدما نجحت الاتحادات العربية في إقصاء إسرائيل من عضوية الاتحاد الآسيوي.

وزاد عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى ستة، تم تقسيمها إلى مجموعتين بدلا من مجموعة واحدة كما جرت العادة في البطولات السابقة.

وكان في تلك البطولة المنتخبان العراقي والكويتي، لكنهما فشلا في إثبات الحضور الخليجي وودّعا البطولة مبكرا، لينتزع المنتخب الإيراني اللقب للمرة الثانية على التوالي.

ولم تستغرق منتخبات الخليج وقتا طويلا لتأكيد حضورها القوي في البطولة، حيث بلغ المنتخبان الكويتي والعراقي المربع الذهبي في النسخة التالية (السادسة) عام 1976 في إيران، واحتل الأزرق الكويتي المركز الثاني اثر هزيمته (1-0) فقط في المباراة النهائية أمام المنتخب الإيراني الذي أحرز لقبه الثالث على التوالي.

وبذلك، أصبح المنتخب الإيراني أول منتخب يتوّج باللقب الآسيوي ثلاث مرات متتالية، فيما أحرز المنتخب العراقي المركز الرابع بهزيمته بهدف نظيف أمام نظيره الصيني في مباراة تحديد المركز الثالث.

وشهدت النسخة السابعة من البطولة في 1980 زيادة كبيرة في عدد المنتخبات المشاركة وصلت إلى عشرة فرق تم تقسيمها إلى مجموعتين، كما أنها شهدت أول لقب عربي.

فقد أحرز المنتخب الكويتي لقب البطولة التي استضافتها بلاده، ليصبح أول منتخب عربي يحرز اللقب الآسيوي، ويفتح الطريق أمام هيمنة خليجية تامة على اللقب، حيث توج المنتخب السعودي باللقب في النسختين التاليتين، في عامي 1984 في سنغافورة (النسخة الثامنة) و1988 في قطر (النسخة التاسعة).

واستغل المنتخب الياباني الملقب بـ"الساموراي" إقامة البطولة في بلادهم عام 1992 (النسخة العاشرة)، وتوج بلقبه الأول في أول ظهور له في نهائي البطولة، علما بأنه تغلب في النهائي على نظيره السعودي الذي ظهر في النهائي للمرة الثالثة على التوالي بهدف دون رد.

وفي أمم آسيا 1996 (النسخة الحادية عشرة)، ارتفع عدد الفرق المشاركة إلى 12 فريقا تم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات.

واستعاد الأخضر السعودي اللقب في تلك النسخة، التي شهدت أول نهائي عربي خالص للبطولة بين السعودية والإمارات، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي قبل أن تمنح ركلات الترجيح اللقب للمنتخب السعودي بنتيجة 4-2.

وظهر المنتخب السعودي في النهائي للمرة الخامسة على التوالي في نهائي البطولة، لكنه خسر لقب النسخة الثانية عشرة عام 2000 في لبنان، وذلك أمام المنتخب الياباني، أيضا، وبالنتيجة نفسها التي خسر بها في نهائي 1992 وهي 1-صفر.

وفي عام 2004 (النسخة الثالثة عشرة)، تغيرت الأمور كثيرا بعد أن وصل إجمالي الفرق المشاركة في البطولة القارية إلى 16 فريقا تم تقسيمها إلى أربع مجموعات، وهو النظام المعمول به من قبل الاتحاد القاري للعبة حتى الآن.

وفي تلك البطولة، كرر المنتخب الياباني الإنجاز، وتوج بلقبها بعد عامين من استضافة بلاده بطولة كأس العالم 2002، بالتنظيم المشترك مع جارتها كوريا الجنوبية.

وأحرز " الساموراي" اللقب بالتغلب على "التنين" الصيني (3-1) في المباراة النهائية للبطولة.

وشهدت النسخة التالية (الرابعة عشرة) عام 2007 المشاركة الأولى للمنتخب الأسترالي في البطولة، إثر انضمام الاتحاد الأسترالي إلى الاتحاد الآسيوي للعبة في 2006.

ورغم إقامة هذه النسخة في جنوب شرق آسيا، حيث استضافتها أندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام بالتنظيم المشترك، عادت هيمنة غرب القارة على اللقب وشهدت البطولة النهائي العربي الثاني في تاريخها ببلوغ المنتخبين العراقي والسعودي المباراة النهائية.

وتغلب المنتخب العراقي (أسود الرافدين) على المصاعب التي واجهته قبل البطولة بسبب الأوضاع السياسية والأمنية في بلاده بعد الغزو الأمريكي، وتوّج بلقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه بالفوز 1-صفر، في النهائي على نظيره السعودي الذي ظهر في النهائي للمرة السادسة.

وانقلبت الأوضاع إلى النقيض تماما في النسخة الخامسة عشر التي استضافتها قطر في 2011، حيث لم تشهد تأهل أي منتخب عربي في المربع الذهبي للبطولة، وذلك للمرة الأولى منذ نسخة 1976.

وتوج المنتخب الياباني بلقب البطولة لينفرد بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب، برصيد أربعة ألقاب.

وجاء تتويج الفريق الياباني باللقب إثر تغلبه على المنتخب الأسترالي العنيد بهدف نظيف، في الوقت الإضافي للمباراة النهائية التي شهدت أول ظهور للمنتخب الأسترالي في نهائي البطولة، وذلك في مشاركته الثانية فقط بكأس آسيا.
التعليقات (0)

خبر عاجل