ملفات وتقارير

سمية الغنوشي ترد على دينيس روس: الربيع العربي لم ينته

دينيس روس وسمية الغنوشي - عربي 21
دينيس روس وسمية الغنوشي - عربي 21
كتبت سمية راشد الغنوشي مقالا في موقع "ذي هافينغتون بوست" ردت فيه على مقال الدبلوماسي الأمريكي السابق "دينيس روس" المعنون بـ"الإسلاميون ليسوا أصدقاءنا"، وهو المقال الذي أثار جدلا عند نشره بسبب تحريضه المباشر على الإسلاميين بأنواعهم المختلفة، وبسبب دعوته لتقوية التحالف مع الأنظمة التقليدية "الديكتاتورية" في المنطقة العربية.

وقالت الغنوشي في مقال لها بعنوان "وصفة دينيس روس الكارثية للشرق الأوسط" إن السياسيين في واشنطن وغيرها من العواصم العربية تنفسوا الصعداء بعد أن قام السيسي بالدوس على الربيع العربي بدباباته المصنوعة أمريكيا والمدعومة بأموال "مشيخات الخليج"، على حد قولها.

وأضافت الغنوشي إن الغرب تخلص بعد انقلاب السيسي من مصطلحاته التي اضطر لاستخدامها بعد الربيع العربي من قبيل "التغيير، التحول الديمقراطي، الإرادة الشعبية، الاحترام المتبادل"، وعاد للمصطلحات الشائعة منذ الحرب العالمية الثانية مثل "الاستقرار، الأمن، المصالح"، وغيرها من المصطلحات التي يلجأ إليها لإخفاء "الركود السياسي المفروض بالقوة" و"الإعاقة الفعالة للتغيير" و"الأمر الواقع المفروض قهرا"، حسب قولها.

وأشارت الغنوشي إلى بعض الأصوات التي خفتت "بعد الإطاحة بدكتاتوري مصر وتونس، ولكنها عادت من جديد للصياح"، مثل دينيس روس "الذي كتب مقالا في صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا حث فيه علانية الإدارة الأمريكية على العودة إلى دعم أصدقائها وشركائها في المنطقة على حد تعبيره"، مضيفة أن روس حدد أصدقاء الغرب بوضوح، وهم "الملكيات التقليدية، والحكومات الاستبدادية، والإصلاحيون العلمانيون الذين قد يكونون قلة من حيث العدد، ولكنهم لم يختفوا تماما من الساحة".

وأضافت الغنوشي إن روس تعامل مع الإسلاميين بصورة ضبابية، وجمع في مقاله بين "حركات إسلامية معتدلة من مثل النهضة التونسية، وآبيم الماليزية، والإصلاحيين في إيران وبين معتوهي القاعدة وداعش"، حسب تعبيرها، منوهة إلى أن هذا التعميم يعتبر مثالا صارخا على "الاختزال والتبسيط وعمى الألوان".

واتهمت الغنوشي روس و"أشباه الليبراليين" بالتناقض بين دعواتهم للديمقراطية التعددية، والحث على "دعم عتاة المستبدين"، واستخدام الديمقراطية والحريات كمجرد "واجهة مضللة تستخدم لإخفاء بشاعة الاستراتيجيات والسياسات المتبعة على الأرض".

واعتبرت الغنوشي أن الغربيين الذين يصرون على التعامل مع الإسلاميين باعتبارهم كتلة واحدة متجانسة هم خارج التاريخ، وهم "إما إنهم يجهلون الحركات والصراعات الفكرية والدينية التي يمور بها المشهد أو يدفنون رؤوسهم في التراب عمدا حتى لا يروها".

واستعرضت الغنوشي التباينات الفكرية والأيدولوجية بين ثلاثة تيارات إسلامية أساسية، وهي-من وجهة نظرها- المدرسة الإصلاحية، والمدرسة التي تتبناها "مشايخ الخليج"، إضافة للحركات العنفية مثل "داعش" والقاعدة.

وأضافت الغنوشي إن المدرسة الإصلاحية بشقيها السني والشيعي لا ترى تناقضا بين الإسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو الفهم الذي تتبناه حركات مثل حزب النهضة في تونس، وحزب العدالة والتنمية في المغرب وحزب العدالة والتنمية في تركيا.

وفي مقابل هذا الصنف، تقول الغنوشي: "يوجد نمط من الإسلام تتبناه مشيخات الخليج، برجال دينها ووعاظها الرسميين وشرطتها الدينية التي لا تعرف الرحمة، والذين تتلخص مهمتهم جميعا في إضفاء الشرعية على الوضع القائم وشرعنة الاستبداد والقمع باسم الدين والعادات"، مضيفة: "ويبدو أن هذا النمط من الإسلام هو الذي يفضله أصدقاء المستبدين والدكتاتوريين في العالم العربي من أمثال روس، وهو التوجه الذي يرغبون في رؤية الإدارة الأمريكية تدعمه وتشجعه".

 وتقول الغنوشي إن أنصار المدرسة الثالثة من الإسلاميين "يشتركون مع منتسبي التفسير الثاني في كثير من الخواص، وبشكل خاص في النزعة السلفية والظاهرية والقطعية، إلا أنهم ينهجون سياسة من نوع مختلف تماماً... إنهم فوضويون وهابيون، أبرز تجلياتهم القاعدة وداعش، التنظيمان اللذان عقدا العزم على الزج بالعالم الإسلامي في حرب عبثية لا تنتهي مع كفار الداخل والخارج. 

وتضيف الغنوشي: "هذه هي الخارطة الفكرية للعالم الإسلامي اليوم. وعلى الإدارة الأمريكية أن تقرر ما هو الإسلام الذي تريد: إسلام سلمي ديمقراطي، لا غنى عنه لتحقيق استقرار حقيقي بعيد المدى، أو إسلام فوضوي مدمر هو إسلام القاعدة وداعش بجذوره الوهابية السعودية".

واختتمت الغنوشي مقالها بالتأكيد إن انحسار الموجة الأولى من الربيع العربي بفضل "أصدقاء روس الخليجيين" لا يعني أن أحلام وتطلعات الشعوب التي قامت بالثورات قد انتهت، مضيفة أن "أصدقاء روس الذين رقصوا وصفقوا ابتهاجا بانزلاق مصر نحو هوة دموية من الانقلابات العسكرية، قد يفلحون في تأجيل التغيير، ولكن فقط إلى حين.. عاجلا أم آجلا، سيدركون هم وكفلاؤهم في واشنطن وأوروبا بأن مطالب الجماهير العربية بتقرير المصير من خلال الدساتير الديمقراطية والبرلمانات المنتخبة بحرية والحكومات الممثلة للشعوب والمسؤولة أمامها لن يكون من اليسير وأدها، وذلك لسبب بسيط جدا، وهو أنها مطالب حقيقية ومشروعة بالكامل".
التعليقات (2)
بشير عبيد
الأربعاء، 08-10-2014 07:51 م
مربع الخطر من الاهمية بمكان ان نستمع الى صوت العقل ونقرأ خارطة الفاعل السياسي في البلاد ونساهم في وضع القطار على السكة لان الامر جد خطير وان نجت السفينة نجونا جميعا وإن غرقت غرقنا جميعا وما مربع الخطر إلا مشروع ينبئ بالإفلاس والخراب وقد يؤدي للاستعمار . للسائل ان يسأل من المقصود بهذا العنوان وأين الخطر وكيف السبيل للنجاة في تصوري ؟ أولا المربع المقصود هم أربعة : النداء والنهضة والسلفية واليسار المتطرف فمن هو النداء و....وما هو سلاحه ومن أين يأتي خطره ؟ لا يخفى على أحد أن النداء هو داء أسس على نقيض ما حدث فالبعض منه مورط في الفساد يخاف المحاسبة بعد أن أغرته المرحلة السابقة من حكم التجمع المحلول وعاث في الأرض فسادا مستقويا بالسلطة وهذه الشريحة كبيرة لذلك تشكل هذا الداء وهو يمثل الثورة المضادة تتجمع فيه كل القطاعات (اعلام مريض وامن استعمل وقضاء تورط في محاكمات ظالمة .....) اضافة إلى بعض أصحاب المصالح الذين استغلوا المواطن ولا زالوا يتحكمون في مفاصل الاقتصاد وهم لا يستطيعون العيش إلا بالإقصاء والاستغلال والاستقواء بالخارج الى جانب فئة انتهازية تقرأ الخارطة ولا يهمها القادم فهي تتحالف مع من يكون المهم ان تؤمن مقعدها إلى جانب من له عداء ايديولوجي وجد نفسه مجبرا على التحالف مع من ثار عليه الشعب وبحكم طبيعته هذا الذي يعرف باليسار المتطرف الذي رفض القادم الذي اختاره الشعب وفي ظنه انه احسن صنعا او انه لا خيار له في تلك اللحظة إلا أن هذا الذي تستر بالدين فخدع الناس ولم يكن له بديل يقنع به الكل وهذا الذي خرج من تحت الانقاذ بيد مرتعشة ولم يقدر الواقع فدخل بيت الطاعة كما وصفه الناطق باسم من ثار عليه الشعب وأعاد له انفاسه فتشكل من جديد وأصبح محميا بحزمة الشر ممن تجندوا وأباحوا اليات الرعب والتعطيل ومعهم قوى الشر من الخارج ممن يعملون ضد مصلحة الشعوب من قوى امبريالية وأنظمة ديكتاتورية تخاف شعوبها ان نجحت الثورات في النهوض الاقتصادي والتحرر من التبعية وعرفت طريق الحرية وتقرير المصير فكان الصراع تحت عنوان محاربة الارهاب وقد شجعتهم في ذلك السلفية المتكونة من فئة اخلطت عمل صالح بأخر سيء وأخرى اخترقت الجماعة من اجل توريط النهضة ومن سمتهم قيادة النهضة بالحمقى لأنهم افسدوا عليها منامتها ولم تدخل بيت طاعة النهضة فانخرطت النهضة مع المشروع العالمي وتحالفت مع الشيطان خوفا من الاستهداف بدعوى تمويلها للإرهاب وجاء مشروع الخيانة ويسلم رأسي (ولمن رحم) فالتجمع افسد والنهضة فشلت واليسار غريب المشروع بحكم استهزائه بهوية الامة وخوف الاغلبية من محاربته لثوابت الامة رغم ما يعد به من مساواة وحرية فسقط عند اول امتحان فبارك الانقلابات وسكت عن كل التجاوزات الكارثة امام مرأى ومسمع العالم ورحب بإقصاء الاخوان المسلمين ولم يسكت إلا بعد ان سمع صوت الحق ممن تشجع من الاتحاد الاوروبي لسبب ما وفند هذا الادعاء بالحجة والدليل اما التيار السلفي فهذا المصيبة على نفسه وعلى امته اذ انه يقرأ قراءة خاطئة لشمولية الاسلام ومقاصده وهو لا يحترم الاختلاف ويريد ان يفرض ما يؤمن به بالقوة ويفتعل الازمات في كل مرة وقد استغل الاخر هذه الخاصية ليستغلها احسن استغلال والحل في اعتقادي هو في أوسط المربع حيث نفكر في بديل يجمع بين التجمعي الذي ندم على تورطه في منظومة اكتشف فيما بعد انها عصابة سراق ولم ينخرط من جديد في مشروع الثورة المضادة ويقبل بالتعايش السلمي والمحاسبة لكل من تخطى العقد الاجتماعي كما يتعامل مع الحداثة بمفهومها الايجابي وكذلك من البديل الاسلامي الوسطي الحداثي الذي رأى ان قيادة النهضة تلاعبت ببديله وأساءت اليه وفرطت في اهداف الثورة ورأت ان السكوت عن الظالم هو في الحقيقة تفريط في حق المظلوم وان اولى اولويات الحكم الرشيد هو ارجاع المظالم لأهلها وانه لا تزر وازرة وزر اخرى والمحاسبة فردية والعفو عند المقدرة كما ترى ان الاسلام اسهل مم يدعو اليه الكثير دون ان يفرض على الناس وهو اكبر من ان تحتكره جهة من الجهات وان الاختلاف رحمة بين المسلمين دون التفريط في ثوابته المتمثلة في قواعده الخمس والابتعاد عن الكبائر وانه جوهر في الايمان والسماحة والأخلاق والمعاملة الحسنة ولا يختزل في الشكل والمنابر الكلامية وكذلك اليسار الذي يقبل بحرية الفكر والمعتقد ويتبنى قضايا الامة رغم الاختلاف في المنهج والرؤية وهو بشقيه الليبرالي والعلماني او القومي العروبي اذ تختلف التسميات وتلتقي الاهداف والمقاصد ومن جرب تكن الممارسة والتعامل هو الاساس والفيصل والتاريخ لا يرحم قد يرى البعض اني استهدفه بالقول فأقول نحن بشر لسنا ملائكة وقد يخطئ الانسان لكن فرق بين ان يتعظ ويقلع ويعتذر ولما لا يدفع ثمن خطئه والكيس من اتعظ بغيره وفرق بين من اخذته العزة بالإثم وهو يجيش ويكذب ويستعمل كل الاساليب ليعيد سيطرته وظلمه وبشاعته دون حياء فأقول له لو دامت لغيرك لما وصلت اليك واتق يوما ترجع فيه الى الله وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض عبيد 18/5/2014 J’aime · Commenter 65
طارق الجبوري
الأربعاء، 08-10-2014 01:06 م
اتفق معك في الكثير الا في قضية السيسي وما اطلقت عليه الانقلاب العسكري لان الاخوان سرقوا الثورة واستعلوها لصالحهم ولم يؤمنوا بالديمقراطية

خبر عاجل