ملفات وتقارير

الجاليات العربية كلمة السر.. كيف تؤثر غزة على انتخابات البرلمان الأوروبي؟

البرلمان الأوروبي القادم سيؤثر على مجريات أمور كثير إقليمية - جيتي
البرلمان الأوروبي القادم سيؤثر على مجريات أمور كثير إقليمية - جيتي
يستعد الناخبون في دول الاتحاد الأوروبي المكون من 27 عضوا للانتخابات الأوروبية المزمع إجراؤها في الـ 8-9 من شهر حزيران/ يونيو المقبل لاختيار 720 عضوا في البرلمان الأوروبي.

وأطلقت الأحزاب السياسية الرئيسية حملتها وأعلنت عن رؤساء قائمتها، لاستقطاب الناخبين وإقناعهم بأهمية الموعد السياسي الذي يأتي في وقت تشهد الأحزاب اليمينية "المتطرفة" تقدما ملحوظا في العديد من الدول الأوروبية.

يعتبر البرلمان الأوروبي المؤسسة الوحيدة المنتخبة بشكل مباشر في الاتحاد الأوروبي وتجرى الانتخابات كل خمس سنوات، يخصصها البرلمان لصياغة تشريعات الاتحاد الأوروبي وسياساته وميزانياته، تعتمد انتخابات البرلمان الأوروبي على نظام التمثيل النسبي، حيث يتم تخصيص عدد معين من المقاعد لكل دولة عضو بحسب عدد سكانها.

وشهدت الغرفة الأوروبية زيادة مقاعدها من 705 إلى 720 مقعداً بسبب التغيرات الديموغرافية في الاتحاد الأوروبي، حيث يجري انتخاب أعضاء البرلمان الأوروبي بالاقتراع العام الذي يدشن عملية اختيار رؤساء المؤسسات الأوروبية الرئيسية، ويتضمن البرلمان والمفوضية والمجلس كل خمس سنوات ويشارك في الانتخابات أكثر من 400 مليون ناخب.

اظهار أخبار متعلقة


يقول 60% ممن لهم حق التصويت إنهم مهتمون بالتصويت في حزيران / يونيو و71% إنهم من المرجح أن يصوتوا، حيث تشير النتائج إلى أن مواطني الاتحاد الأوروبي يدركون أهمية الانتخابات في السياق الجيوسياسي الحالي، حيث وافق ثمانية من كل عشر مشاركا (81٪) على أن هذا يجعل التصويت أكثر أهمية. وتوافق الأغلبية العظمى من جميع الدول الأعضاء على هذا الإعلان.

وما بين صراع بين أحزاب اليسار وتصاعد أحزاب اليمين المتطرف على مقاعد البرلمان الأوروبي تأتي حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لتتصدر المشهد وتشعل الأجواء داخل القارة العجوز، وتحدث التفاف شعبي حول قضية فلسطين.

وتشكيلة البرلمان الأوروبي القادم ستؤثر على مجريات أمور كثير إقليمية، مثل الحرب في أوكرانيا، والعلاقة مع روسيا وعلى مستقبل سياسة الدفاع الأوروبي المشترك وحتى على مسألة إمكانية ضم دول جديدة للاتحاد كأوكرانيا ومولدافيا وتركيا

ورغم أن التكهنات بعدم تأثير الانتخابات على حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، خاصة وأن البرلمان صادق في 18 كانون الثاني/ يناير على قرار يدعو فيه إلى وقف إطلاق نار مشروط، إلا أن التوقعات تشير بتأثير الحرب على الانتخابات واختيارات النواب، خاصة مع انتشار الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية وخروج الفعاليات المؤيدة لفلسطين بشكل دائم، وأعلنت عدد من الدول الأوروبية استعدادها الاعتراف بدولة فلسطين على رأسهم إسبانيا.

اظهار أخبار متعلقة


ووسط حراك طلابي عالمي مؤيد لفلسطين ورافض الاحتلال الفلسطيني، حيث بدأ الحراك من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة في 18 نيسان/ أبريل الجاري، بإعلان الطلاب المؤيدين للفلسطينيين الاعتصام في حديقة الحرم الجامعي احتجاجا على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين و"الإبادة الجماعية" في غزة، فيما اتسعت رقعة التظاهرات ووصلت حمى التفاعل الطلابي إلى أوروبا حيث انضم إليهم طلاب جامعات ألمانية وفرنسية وأيرلندية

ويشير مدير مركز بروكسل للبحوث رمضان أبو جزر إلى أن هناك عدة متغيرات تتأثر بها الانتخابات الأوروبية تتسبب في تحول الناخب ورأيه بين فترة وأخرى، وتستبق الأنظمة الأوروبية هذه الانتخابات بالعديد من الإجراءات المتعلقة بهذه المتغيرات كمسألة قضية الهجرة التي تعد مسائل جوهرية في حسم هذه الانتخابات.

وتأتي قضايا الشرق الأوسط أيضا على ساحة الاختيارات في الانتخابات الأوروبية المقبلة، ولكن إلى أي مدى تأثر قضايا الشرق الأوسط وفي القلب منها قضية فلسطين على انتخابات البرلمان الأوروبي هذه المرة؟

وأكد منسق المجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية أحمد فراسيني في تصريحات خاصة ل، "عربي21" أن الحرب الدائرة على قطاع غزة ودخلت شهرها الثامن تؤثر بقوة على انتخابات البرلمان الأوروبي القادمة المزمع إقامتها يومي 9-8 حزيران / يونيو القادم.

وأضاف فراسيني أن أوروبا تمر بفجوة كبيرة سياسية وإنسانية، حيث إن قوانين الاتحاد الأوروبي تدعم حقوق الإنسان وترفض القتل والدماء وفي نفس الوقت لا تستطيع تنفيذ تلك القوانين أو الوقوف مع الآراء الجماهيرية، وأصبحت على المحك خاصة مع الدعم الأوروبي الحكومي للاحتلال، فيما تقع في مستنقع ازدواجية المعايير خاصة من الموقفين المتناقضين حرب أوكرانيا وحرب غزة.

وأشار منسق المجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية إلى أنه يجب إنقاذها حتى لا تصبح شريكا رسميا مع الاحتلال الإسرائيلي في ملف الإبادة الجماعية الذي تمارسه على أهالي غزة، خاصة وأن الأحزاب السياسية أصبحت بعيدة عن أراء القاعدة الجماهيرية.

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف فراسيني بما يخص انتخابات البرلمان الأوروبي، أن المجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية أقدم من اللحظات الأولى إلى إطلاق حملة "كن مؤثرا" التي تدعو إلى توعية الناخب للتصويت لداعمي حقوق الشعب الفلسطيني بانتخابات بأوروبا ٢٠٢٤، مشيرا إلى أن الحملة تسير في أكثر من محور منها من يعمل على زيادة الوعي لدى الناخب في الانتخابات، ومنها التحرك وسط المرشحين للتأكيد على دعمهم للقضية الفلسطينية ودعمهم وكذلك مواجهتهم في حالة عدم تنفيذ الوعود، مؤكدا أن الحملة كان معد لها سابقا قبل اندلاع الحرب، إلا أن الحرب أثبت أحقية انطلاق الحملة وانتشارها وساعدت على وجود أدلة أحيت القضية الفلسطينية من جديد.

وتابع منسق المجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية، أن أوروبا عليها أن تتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه القضية الفلسطينية كونها شريكة فيما يحدث للشعب الفلسطيني منذ البداية في طرف أصيل وإن أرادت الحياد فعليها أن ترفع يدها عن دعم الاحتلال الإسرائيلي وتترك القضية لأصحاب الأرض للتصدي لها.

وأضاف فراسيني أن هناك هيئات وكيانات داعمة للقضية الفلسطينية وستكون لها تأثير داخل البرلمان الأوروبي خاصة أحزاب اليسار على عكس تحركات أحزاب اليمين المتطرف التي تعلن حكومة الاحتلال علنا وسرا.

واختتم منسق المجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية، أن من أهم العوائق والمشاكل التي تواجه حملة دعم الداعمين للقضية الفلسطينية هو عزوف الجاليات العربية والإسلامية الذين لهم الحق في التصويت عن المشاركة في الانتخابات خاصة وأنهم أرقام لا يستهان به يتخطى الملايين وله القدرة على تغير مسار الانتخابات، مؤكده تكثيف الجهود للتواصل مع تلك الجالية للتحفيز على المشاركة في الانتخابات.

ومن ناحية أخرى، يقول عضو الأمانة العامة للجالية الفلسطينية في هولندا نور الدين عبد الرزاق في تصريحات خاصة لـ "عربي21" أن حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة أصبحت حاضرة وبقوة في كل المحافل العالمية والإقليمية، وليست كالسابق، ولكن تزايدت وارتفعت أسهم الوعي بها داخل القارة العجوز، وأصبح الحدث الفلسطيني حاضرا على الجانب السياسي والشعبي والبرلماني.

وأكد عبد الرزاق أن تفاعل الجاليات العربية خلال الفترات السابقة كان دون المستوى ودون الطموح نتيجة للإرث القديم للثقافة العربية، وعدم وجود قناعات كبيرة بأهمية المشاركة في الانتخابات، إلا أنه وبصفته عضوا في الجالية الفلسطينية بهولندا وعضو المبادرة التنسيقية للعمل الفلسطيني بأوروبا يسعى لتقديم جهد لتوعية الناخبين بحيث تكون القضية الفلسطينية حاضرة على مائدة انتخابات البرلمان الأوروبي.

اظهار أخبار متعلقة


وأشار عضو الأمانة العامة للجالية الفلسطينية في هولندا إلى أن عملهم الآن تحفيز المشاركين بالانتخابات والتنسيق المحلي، وكذلك انتقاء المرشحين الداعمين للقضية الفلسطينية، خاصة مع ارتفاع أسهم الوعي بقضية فلسطين بين أوساط الناخبين بعد اندلاع الحرب الأخيرة في قطاع غزة، مضيفا أن قضايا فلسطين واللجوء والإسلامفوبيا على رأس أولويات العمل خلال الأيام الأخيرة قبل انطلاق مارثون انتخابات البرلمان الأوروبي.

وتمنى عبد الرزاق أن تكون القضية الفلسطينية حاضر خلال الانتخابات من خلال اختيار أعضاء من الداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني، وضد مجازر الاحتلال الإسرائيلي، حتى تعود القضية الفلسطينية إلى قمة توهجها من جديد في نفوس المجتمع الدولي وتعود حقوق الشعب الفلسطيني.

التعليقات (0)