سياسة دولية

تخريب منحوتة مقاوم جزائري بفرنسا قبل تدشينها

أثارت الحادثة سخط المسؤولين الفرنسيين وسفير الجزائر لدى باريس- جيتي
أثارت الحادثة سخط المسؤولين الفرنسيين وسفير الجزائر لدى باريس- جيتي

تعرضت منحوتة لتخليد ذكرى المقاوم الجزائري الأمير عبد القادر، للتخريب بشكل كبير في جزئها السفلي قبل حفل تدشينها بقليل، السبت، في فرنسا، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.

 

ويذكر أن المنحوتة عرضت واكتشف المارة والحاضرون أن اللوحة الفنية للأمير المنحوتة على صفيحة حديدية من إنجاز الفنان ميشال أوديار، تعرضت للتخريب وأصيب الجزء السفلي منها بأضرار كبيرة، فيما كانت معروضة في بلدة أمبواز، وسط فرنسا، حيث تم اعتقال الأمير عبد القادر الجزائري مع عدد من أفراد عائلته في الفترة 1848- 1852.

 

اقرأ أيضا: احتجاج جزائري على صحيفة اعتبرت "شهداء" حرب التحرير "قتلى"

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوله: "لنتذكر ما يوحدنا، فالجمهورية لن تمحو أي اسم أو أثر من تاريخها ولن تنسى أيا من إنجازاتها. لن تزيل أي تمثال". 

 

ورغم التخريب فإنه لم يتم تغيير موعد تدشين المنحوتة، فيما أعرب تياري بوتار رئيس بلدية أمبواز عن "سخطه" بسبب الحادثة. 


وقال بوتار: "شعرت بالعار للتعامل مع قطعة فنية وفنان على هذا النحو. والشعور الثاني بالطبع هو السخط. إنه يوم توافق من شأنه التوحيد ومثل هذا السلوك لا يوصف".


بدوره، دعا سفير الجزائر في فرنسا محمد عنتر داود، إلى "مزيد من الحوار والتفاهم".


وصرح رئيس فرقة الدرك هوج لويز، بأن "اللوحة كانت في حالة جيدة منذ وضعها قبل عشرة أيام. وعاينت الشرطة هذا الصباح التخريب من دون تسجيل أي تبن للعملية". وأشار إلى أن شرطة البلدية لاحظت الضرر بعد الساعة السابعة بتوقيت غرينتش.


وأعلن النائب العام لمدينة تور غريغوار دولان، عن فتح تحقيق من أجل "تخريب خطير لملك المصلحة العامة وملكية شخص عمومي".


واقترح المؤرخ بنجامان ستورا هذه المنحوتة بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر في تقريره عن "تنقية الذاكرة المتعلقة بالاستعمار والحرب في الجزائر" الذي سلم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كانون الثاني/ يناير 2021.


ويعد الأمير عبد القادر بن محي الدين الجزائري (1808- 1883) شخصية بارزة ومحورية في تاريخ الجزائر. ولعب الرجل الملقب بـ"أفضل عدو لفرنسا" دورا كبيرا في رفض الوجود الاستعماري الفرنسي في الجزائر. وهو من مؤسسي الجزائر الحديثة.


وبعد استسلامه، سجن في تولون وبو ثم في شاتو دامبواز من 1848 حتى إطلاق سراحه في 1852. 


وبعد خروجه من السجن، نُفي الأمير عبد القادر إلى دمشق، وتُوفي في 26 أيار/ مايو 1883 عن عمر ناهز الـ76 عاما، ودفن بجوار الشيخ ابن العربي في الصالحية بذات المدينة بعد وصية تركها، ليتم نقل جثمانه بعد الاستقلال إلى الجزائر عام 1966، ليعاد دفنه في مربع الشهداء، بمقبرة العالية.


التعليقات (0)