صحافة دولية

ابن سلمان لـ"تايم": الإخوان أخطر من تنظيمي الدولة والقاعدة

ابن سلمان لـ"تايم": الإخوان أخطر من تنظيمي القاعدة والدولة- جيتي
ابن سلمان لـ"تايم": الإخوان أخطر من تنظيمي القاعدة والدولة- جيتي

قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة أجراها معه كارل فيك، ستنشر في العدد المقبل من مجلة "تايم"، الذي سيصدر في 16 نيسان/ أبريل، إنه يحاول تحسين صورة بلده بين الأمريكيين، الذين تبلغ نسبة من لا تثق منهم في السعودية 55%، بحسب آخر استطلاع لمؤسسة "غالوب". 

 

وتشير المقابلة، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن ابن سلمان في الولايات المتحدة ليسوق للأمريكيين المتشككين خطة طموحة لتحديث السعودية، وتعزيز أولويتها في منطقة الشرق الأوسط. 

 

ويكشف فيك عن أن ابن سلمان دافع في المقابلة عن الطريقة أدار فيها ملف الشؤون الخارجية، وحث الرئيس الأمريكي على البقاء في سوريا، وأكد "حق إسرائيل في الوجود والتعايش" إلى جانب دولة فلسطينية، وقدم خطته التي يريد تطبيقها، وصور نفسه بأنه رجل في عجلة من أمره "ليس لدي وقت لأضيعه.. فأنا شاب"، وقال إنه خطط للزيارة مع فريق من مساعديه لأهمية العلاقة الأمريكية السعودية. 

 

وتنقل المجلة عن ابن سلمان، قوله: "لدينا علاقات مع الرئيس ترامب وفريقه وعائلته والشخصيات البارزة في الإدارة كلها"، بالإضافة إلى أعضاء في الكونغرس من الحزبين، مؤكدا أن السعودية لم تختلف مع إدارة باراك أوباما إلا في بعض القضايا، خاصة إيران، "ففي بداية عام 2016، كانت لدينا المواقف ذاتها من إيران, وخطر النظام الإيراني, والخلاف الوحيد كان في الأساليب, وكيفية مواجهة رواية النظام الإيراني الشريرة". 

 

وتلفت المقابلة إلى أن ابن سلمان تحدث عن تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي، وتأثير ذلك على الملف الإيراني، قائلا إن بلاده تتعاون مع الولايات المتحدة ومن يمثلها، بعيدا عن مواقفه الشخصية؛ "لأنه عندما عين فإنه سيمثل مواقف أمريكا، وسنتعاون معه... وبالطبع سندعمه".

 

ويفيد الكاتب بأن ابن سلمان أشار إلى خطته للتغيير، وبأن السعودية في المرحلة الثالثة، والدور الذي أداه فريق الملك فيصل "خالد وفهد وعبدالله وسلمان وسلطان" في تحويل السعودية، وجعلها واحدة من مجموعة الدول العشرين، مستدركا بأن السعودية لم تستخدم سوى 10% من طاقتها، وخطته تقوم على الـ90%  الباقية، قائلا: "شكلنا خطتنا بناء على قوتنا.. ولا نحاول استنساخ تجارب الآخرين وبناء وادي سيلكون في السعودية". 

 

وتذكر المجلة أن ابن سلمان تحدث عن أهمية الاستثمار في المجالات الصحيحة، وتغيير التعليم والتوقعات الثقافية في البلاد، قائلا: "أولا نظامنا التعليمي ليس سيئا، بل هو جيد، ونحن في المرتبة 41 ضمن الأنظمة التعليمية في العالم، فرنسا في المرتبة 40، لكن هذا لا يعني التوقف عند هذه المرتبة"، مشيرة إلى أنه فيما يتعلق بالملامح الثقافية والاجتماعية فإنه أكد أهمية توفير المعايير الثقافية لأفضل المواهب في البلاد، قائلا: "أعتقد أن السعودية في الثلاث سنوات الماضية حققت أكثر مما حققته خلال ثلاثين عاما". 

 

وبحسب المقابلة، فإن ابن سلمان كرر القول إن الإسلام الذي عرفته الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة يختلف عن الممارسات التي جلبها المتشددون بعد عام 1979، والمختلفة حتى عن ممارسات الرسول نفسه، ورأى أن الوهابية هي غريبة على السعودية، "وهي من الأفكار التي جلبها المتطرفون بعد عام 1979، لوضع الوهابية، وجعل السعوديين جزءا في شيء لا يمت إليهم". 

 

ويؤكد فيك أن ما قاله ابن سلمان لـ "التايم" لا يختلف بشيء عما ورد في "ذا أتلانتك"، وقال عن أمنه الخاص إنه لا يخاف "فنحن نفعل الصواب، ولا عاقل يمكنه مناقشة الحق وما هو صحيح ويصب في المصلحة"، مضيفا أن ما يقوم به هو من أجل الصالح العام، "وأضرب لك مثلا، في اليوم الوطني الأخير، وكما تعلم فالسعوديون لم يتعودوا على الاحتفال باليوم الوطني، وقال لهم الكثير من المتطرفين إنه حرام، وعندما قرر المسؤولون برامج الاحتفال في كل مدينة هاجمه المتطرفون، وقالوا إن هذا مخالف للإسلام" ومع ذلك خرج الناس واحتفلوا. 

 

وتنوه المجلة إلى أن ابن سلمان رفض فكرة أنه يحكم عبر ملكية مطلقة، مشيرا إلى أنه انتخب من مجلس البيعة، حيث حصل على أعلى صوت في تاريخ السعودية 31 من 34 صوتا من أصوات مجلس البيعة، وهذا دليل على شرعيته، كما يقول: "تاريخيا لقد حصلت على رقم قياسي في الدعم بين العائلة المالكة"، وأضاف أنه لا يعمل وحده، فهناك 13 أميرا من جيله يعملون في 31 منطقة. 

 

وتبين المقابلة أن ابن سلمان كرر كلامه عن عدم التساوي بين بلده وإيران، وأن الأخيرة ليست تهديدا لبلاده، مع أنها سبب المشكلات في الشرق الأوسط كلها، فـ"اقتصاد الإمارات أكبر من اقتصاد إيران، ولا يقارن الأخير باقتصاد مصر أو تركيا، والأمر ذاته ينطبق على جيشها، رغم أنها -أي إيران- تنتظر ظهور المهدي لتحكم العالم"، وقال إن "كل مشكلة في المنطقة وراءها إيران"، وزعم أن بلاده أخرجت إيران من 95% من أفريقيا، والأمر ذاته ينسحب على آسيا واليمن، وفي العراق وقف 70 ألف عراقي وسعودي لحضور مباراة كرة قدم بين البلدين. 

 

ويفيد الكاتب بأن ابن سلمان تحدث عن اليمن، قائلا إن ما يجري فيه هو حرب بين حكومة شرعية ومتمردين، وبأن السعودية مستعدة لتوفير أي شيء للحكومة الشرعية، إلا أنها لم تطلب قوات برية، فيما اعترف في حديثه عن الكارثة الإنسانية بوقوع أخطاء في الحرب، وقتل مدنيين، لكنه شدد على أن السعودية هي أكبر مانح لليمن في تاريخه، وكرر كلامه بأن الكارثة الإنسانية بدأت عام 2014، باحتلال الحوثيين صنعاء، وأن الخيار في اليمن ليس سيئ وجيد، بل بين سيئ وأسوأ. 

 

وتذكر المجلة أن ولي العهد السعودي أكد أن مصالح السعودية وإسرائيل المشتركة نابعة من وجود عدو مشترك، مستدركا بأن لا علاقة معها دون حل القضية الفلسطينية؛ "لأن الطرفين لهما الحق في الوجود والتعايش"، ونفى أن يكون دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الرياض لفرض حل عليه، وقال إن عباس نفى الأمر، واستشهد بمثل "أهل مكة أدرى بشعابها"، مؤكدا أن السعوديين يبلغون ما يسمعونه من حلفائهم، ويتركون للفلسطينيين القرار، فهم أدرى. 

 

وبحسب المقابلة، فإنه راوغ في السؤال عن قرار ترامب بشأن القدس، وأكد أن رئيس النظام السوري بشار الأسد سيظل في مكانه، وقال: "أصبحت سوريا جزءا من التأثير الروسي في الشرق الأوسط، وأعتقد أنه ليس من مصلحة سوريا بقاؤها في يد الإيرانيين"، ويرى أن تقوية النظام وتعزيز دور الروس به مهمان وأفضل من إيران، حيث قال: "في الوقت الحالي سيظل الأسد، ولن يخرج دون حرب، ولا أعتقد أن أحدا يريد شنها، وستؤدي إلى حرب بين الولايات المتحدة وروسيا".

 

ويلفت فيك إلى أن ابن سلمان هاجم بشدة الإخوان المسلمين، حيث قال: "في الحقيقة لو رأيت إرهابيا لوجدت أنه كان في الإخوان المسلمين"، وحذر من وجودهم في دول أوروبا لنشر التشدد بين الشبان، "فهم ليسوا موجودين في الشرق الأوسط؛ لأنهم يعرفون أن لديه استراتيجية جيدة ضدهم في السعودية ومصر والإمارات والأردن وعدد كبير من الدول، فهدفهم الرئيسي هو أوروبا لنشر التشدد بين المسلمين، ويأملون أن تتحول أوروبا خلال 30 عاما إلى  قارة الإخوان المسلمين، ويريدون السيطرة على المسلمين في أوروبا، وسيكونون أخطر من الحرب الباردة، وأكثر من تنظيمي الدولة والقاعدة، بل أخطر مما شاهدناه من المئة عام الماضية". 

 

وقال ابن سلمان إن بلاده صنفت الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وأضاف: "لدينا إخوان مسلمون، بمن فيهم السروريون، وتصف الكثير من الأفلام الوثائقية السروريين بالوهابيين، وفي الحقيقة نطلق عليهم السروريين السعوديين".

التعليقات (1)
عربي مسلم
الجمعة، 06-04-2018 09:55 م
فعلاً انك تستحق عن جدارة لقب البعير ابن سلمان