هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت مشاهد العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، وصور المجازر اليومية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي هناك، بدمويتها ووحشيتها وتدميرها المرعب، موجة احتجاجات واسعة في أمريكا وبريطانيا ودول أوروبية عديدة، للتنديد بالعدوان والمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار..
الصهيونية العربية أخطر من الصهيونية اليهودية لأنها تتحرك داخل الجسد المحتل وتحاول إقناع خلاياه الحية بالانتحار والموت وهو ما يجعل منها أخطر مكونات الطابور الخامس. إن مقاومة الصهيونية العربية مُقدم على محاربة الجيش الصهيوني نفسه فلولا الصهاينة العرب لهُزمت جيوشه منذ 1948 كما هزم جيشه الأسطوري هزيمة نكراء بالأمس في غزة..
يشير الباحث الأمريكي البارز، جون سميث، إلى أن هناك اعتقادًا شائعًا بين بعض النقاد حول أن الديمقراطية الغربية، قد تحولت إلى أداة للطبقة السياسية والاقتصادية الحاكمة. يقول سميث: "على الرغم من الأفكار الجميلة حول تمثيل الشعب والحكم الشامل، إلا أن هناك مستويات عالية من الفساد والتحيز في هذه النظم، تجعل بعض الناس يشككون في فعالية الديمقراطية"..
إننا بعد وقف إطلاق النار أمام مرحلة جديدة ابتعد فيها أي حل سياسي، كما كان بعيداً منذ النكبة 1948-1949 حتى اليوم. فنحن أمام تشكل حالة فلسطينية جديدة لاستمرار الصراع مع الكيان الصهيوني، تختلف عن كل الحالات السابقة التي عرفها الصراع: حرب وجود..
أضحت التحولات المتسارعة تدفع في اتجاه الطلب على نموذج قيمي أكثر إنسانية لاسيما بعد الإفلاس الذي أصاب النموذج الليبرالي الغربي، من حيث كونه نموذجا قيميا قائما على مقولة حقوق الإنسان..
قال مستشار الرئيس اليمني عبد الملك المخلافي: "إن معركة "طوفان الأقصى"، والعدوان الصهيوني غير المسبوق في شراسته وحجمه ومداه على غزّة والشعب الفلسطيني، تسبب في مأزق وجودي للنظام الرسمي العربي ومن الصعب توقّع نتائج هذا المأزق على المدى القريب والبعيد، خاصة أنّ هذا النظام الرسمي العربي لم يكن في أفضل حالاته وإنما كان في وضع الموت السريري، ولم يتبقّ إلا مظاهر وجوده كنظام للتضامن والأمن الجماعي العربي".
يتصاعد الجدل في الساحات السياسية والإعلامية الإسرائيلية في ظل أجواء الهدنة المؤقتة بين الاحتلال وحركة "حماس"، حول مستقبل الشرق الأوسط بعد الحرب على قطاع غزة..
قد يرى البعض أن إسرائيل مجبولة على الاستخفاف بالقانون الدولي، وأن راهن الحال يفيد بأنها تتمتع بحصانة ضد المساءلة القانونية بسند من القوى التي تتولى تطبيق القانون الدولي، عبر مجلس الأمن الدولي، ولكن الأمر الذي لا شك فيه هو أن حرب إسرائيل على غزة جعلت من حماس أيقونة للثورة..
من أهم المكاسب التي ربحتها المقاومة في هذه المعركة، هو ما يطلق عليه: القوة الناعمة، والتي تنوعت مجالاتها، ما بين الفن، والخطاب الديني الداعم، أو من تكفل بالرد على الشبهات التي تثار، من باب التشتيت، أو التخذيل، لكنهم كانوا لها بالمرصاد، فأتوا عليها، وكل هذه المجالات كانت دعما قويا لأهل غزة.
مرة أخرى تعود القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن حاولت عبثا الصهيونية العالمية والقوى الدولية الداعمة لها وأدها بكل وسائل الاعتداء والقمع والإرهاب وبكل طرق المكر والخداع والخبث والدهاء السياسي عبر المفاوضات ومزيد المفاوضات والاتفاقيات والتسويات والتطبيع..
العالم يحتاج لنموذج متفوق أخلاقيا وقيميا، يجلب إليه الشعوب الأخرى المتشوفة لقيم العدل والكرامة والرحمة والإنسانية. وهي بدون شك ستكون المعركة القادمة التي ينبغي أن يتم الإعداد لها، فالتزاحم على استعمال منطق القوة، لن يقدم إلا نماذج وحشية تقترب قليلا أو كثيرا من النموذج الأمريكي الصهيوني.
لا شك أن ما بعد السابع من تشرين أول/ أوكتوبر 2023 سيكون تاريخًا فارقًا في السياق الفلسطيني بل والمنطقة ككل. فهناك أبعاد كثيرة سوف تساهم في خلق واقع جديد سواء من ناحية النظر والتعامل مع إسرائيل كقوة إقليمية متفوقة في الشرق الأوسط، أو من ناحية إعادة إنتاج نظرة الإنسان العربي إلى نفسه..
اتضح للعالم أيضا، أنّ إرادة أصحاب الأرض، وعنفوان الفكرة، وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها، ليست مجرد لوائح أو مبادئ في الأمم المتحدة، وفي لجانها الحقوقية المتفرعة عنها، إنما هي ثوابت عقدية، بالمعنى السياسي والقيمي والديني والتاريخي للكلمة..
هل يفكر نتنياهو باستغلال الدعم الهائل الذي يحظى به حاليا من المجتمع الدولي في تنفيذ حملته ضد غزة؟ من أجل تحقيق شيء أكبر، كما فعل بوش في 2001؟ ولقد أومأ زعيم المعارضة الإسرائيلية، بيني غانتز، هو الآخر إلى شيء أكبر، حين قال: "سوف ننتصر ونغير الواقع الأمني والاستراتيجي في المنطقة."
أثبتت حماس بأنه يمكن هزيمة إسرائيل، ما أحدث صدمة عميقة لدى الجميع، ليس لدى الاحتلال وداعميه فحسب، وإنما في وعي الأمّة العربية والإسلامية المشوّشة والمتشكّكة بإمكانية هزيمة المحتل الذي هو انعكاس لقوة الولايات المتحدة الأمريكية والمنظومة الغربية المهيمنة على السياسة الدولية.
الآن بإعلان "إسرائيل" الرسمي القضاء على حماس أوراق كثيرة ومهمة تداخلت، ومفاجآت لا تعرفها الأطراف ستكون وليدة الميدان الهائج والقرار المصيري غير الطبيعي في الصراع.