ملفات وتقارير

مؤسسة "راند": المغرب بعيد عن الخطر "الإرهابي"

"راند كورب" تستبعد المغرب من أخطار "الإرهاب" لتماسك النظام- أرشيفية
صنفت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة "راند كورب الأمريكية- الرائدة في مجال الأبحاث Research And Development"، المغرب ضمن الدول الأقل تهديدا من طرف التنظيمات الجهادية، مع قدرات مقدرة للحكومة في مواجهة التهديدات المحدقة، مسجلة ارتفاع عدد الجماعات الراديكالية الإسلامية التي تعمل في شتى أنحاء العالم، بشكل كبير منذ عام 2010.

وشملت الدراسة، الصادرة مساء الأربعاء، عن مؤسسة "راند كورب" المحسوبة على اليمين المحافظ الأمريكي الذي يمثله الحزب الجمهوري، آلاف الوثائق المنشورة من المصدر الرئيس، بما في ذلك التصريحات العامة والمذكرات الداخلية التي كتبها كبار أعضاء تنظيم القاعدة وغيرهم من الجماعات الإرهابية".

وخلصت "راند كورب" إلى احتمال زيادة قدرها 60 بالمائة في أعداد الجماعات الإسلامية الراديكالية على مدى السنوات الأربع الماضية، وزيادة بنسبة 300 في المائة في عدد الهجمات التي ارتكبها تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له.

ووفقا للدراسة، فإن الجماعات الراديكالية الإسلامية شنت ما يقرب من 950 هجوما في أنحاء العالم عام 2013.
 
وأوضح محمد مصباح الباحث في "المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية" في برلين، في تصريح لـ"عربي21"، أن "الدراسة التي صدرت الأربعاء في واشنطن، تبين أن السبب في وجود المغرب في منطقة بعيدة عن دائرة الخطر، راجع أساسا إلى توفر الحكومة على قدرات معتبرة في مواجهة هذه التهديدات المحدقة".

وأضاف الخبير الاستراتيجي والأمني محمد مصباح، أن "النظام في المغرب قوي، والحكومة المحلية تتحكم في الحدود، ولا توجد مناطق غير خاضعة للسيطرة كما هو في الدول الهشة، مثل ليبيا واليمن وسوريا".

واعتبر أن الدراسة تعكس الموقف "شبه الأكاديمي شبه الرسمي" لوزارة الدفاع الأمريكية، بخصوص تطورات التنظيمات الجهادية خلال السنوات الأخيرة، وتعكس أيضا التخوفات الأمنية من تنامي نفوذ وقوة هذه التنظيمات.

وتابع مصباح، بأن أهمية الدراسة تكمن في أن "مؤسسة راند هي مؤسسة بحثية يمولها الجيش الأمريكي، بميزانية سنوية تناهز 250 مليون دولار، كما سبق لصاحب الدراسة سيت جونز Seth Jones، الاشتغال ممثلا لقائد العمليات الخاصة للولايات المتحدة، ومستشارا لقائد العمليات العسكرية في أفغانستان.

وأضاف الباحث أن الدراسة تؤكد "ضمنيا" فشل السياسات الأمريكية في مكافحة ما يسمى "الإرهاب"؛ "فمنذ أكثر من عقد على غزو أفغانستان والعراق، لم تتمكن القوة العسكرية التقليدية من القضاء على تنظيم القاعدة وشبكاتها، بل ازدادت التنظيمات الجهادية قوة وانتشارا".

وتوقعت الدراسة "رجوع طالبان للحكم إذا ما انسحبت القوات الأمريكية من أفغانستان، كما أنها أكدت انتشار شبكات القاعدة في سوريا وليبيا واليمن بشكل بارز"، وفقا للباحث في "المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية" في برلين.

ورصد مصباح، ثلات استراتيجيات، دعت الدراسة إلى اعتمادها للتعامل مع التيارات الجهادية: الأولى تقتضي "المتابعة المشاركة" في المناطق التي تشكل خطرا على المصالح الأمريكية وحكوماتها ضعيفة، عبر استعمال العمليات الخاصة والاستخباراتية لتنفيذ استهدافات دقيقة لهذه المجموعات بما فيها استعمال الطائرات بدون طيار المثيرة للجدل. والثانية تتطلب "الشراكة المتقدمة"، عبر نشر عدد صغير من القوات العسكرية الأمريكية والعمليات الاستخباراتية وتدريب قوات الأمن المحلية. وأما الاستراتيجية الثالثة، فتتضمن "التوكيل المتوازن"، ويقصد به الاعتماد على الحلفاء المحليين والحكومات المحلية لمواجهة الحركات الجهادية، وتستعمل في المناطق التي لا تشكل خطرا على المصالح الأمريكية والحكومات القوية نسبيا.

وشدد على أن الدراسة توصلت إلى مجموعة من النتائج والخلاصات الدالة، أبرزها توسع نطاق وقوة التنظيمات الجهادية منذ 2010، وارتفاع عدد التنظيمات الجهادية، وكذا المقاتلين المرتبطين بها. وارتفع عدد التنظيمات الجهادية بنسبة 58 في المائة، وتضاعف عدد المقاتلين مرتين وثلاثة أضعاف عدد الهجمات، من طرف القاعدة والشبكات التابعة لها.

ويرى منتقدو الدراسة، أن العديد من الهجمات التي شملتها الدراسة ذات تركيز إقليمى، ورد جونز بالقول "إن الأيديولوجية المشتركة بين هذه الجماعات الراديكالية لا تزال قائمة ونشطة، ما يمثل تهديدا كبيرا للولايات المتحدة".