اعتبرت حركة طالبان أن هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان "درس كبير للغزاة الآخرين ولجيلنا المستقبلي، ودرس للعالم"، فيما أعلنت واشنطن تعليق عمل سفارتها لدى كابول.
وجاء تصريح الحركة على لسان المتحدث باسمها، ذبيح الله مجاهد، من على مدرج مطار كابول، بعد ساعات من سحب الولايات المتحدة آخر جنودها من أفغانستان.
وهنأ "مجاهد" الأفغان بانتصارهم بعد ساعات من مغادرة آخر القوات الأمريكية البلاد بعد تدخل عسكري دام عشرين عاما.
وقال: "نهنئ أفغانستان... إنه نصر لنا جميعا".
"علاقات جيدة مع أمريكا"
وقال مجاهد في كلمته إن الحركة "تريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والعالم، ونرحب بعلاقات دبلوماسية جيدة معهم جميعا".
وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ليل الاثنين الثلاثاء بعيد إنجاز قوات بلاده انسحابها من أفغانستان، أن الولايات المتحدة "ستعمل" مع حركة طالبان إذا "وفت بتعهّداتها".
اقرأ أيضا: أمريكا تسحب آخر جنودها من أفغانستان.. وطالبان تعلن الاستقلال
وقال بلينكن للصحفيين إن "كل خطوة سنتخذها لن تستند إلى ما تقوله حكومة طالبان وإنما إلى ما تفعله للوفاء بتعهداتها"، مشددا على أن ما تطلبه الحركة من المجتمع الدولي من اعتراف ودعم يجب أن "تكتسبه" عن جدارة واستحقاق.
تعليق عمل السفارة
وذكرت السفارة الأمريكية في العاصمة الأفغانية كابول، عبر موقعها الإلكتروني، أنها علقت عملياتها اعتبارا من اليوم الثلاثاء 31 آب/ أغسطس 2021.
وقالت السفارة: "في حين سحبت الحكومة الأمريكية جنودها من كابول، فسنواصل مساعدة المواطنين الأمريكيين وأسرهم في أفغانستان من الدوحة".
وأتمت الولايات المتحدة سحب قواتها من أفغانستان مساء أمس الاثنين، منهية حربا دامت 20 عاما وتوجت بعودة حركة طالبان إلى السلطة.
قرار لمجلس الأمن
وبالتزامن مع خروج آخر الجنود الأمريكيين، تبنى مجلس الأمن قرارا يدعو حركة طالبان إلى احترام "التزاماتها" من أجل خروج "آمن" لكل الذين يردون مغادرة أفغانستان، بدون المطالبة بمنطقة آمنة دعت فرنسا إلى إقامتها لمواصلة العمليات الإنسانية.
وصوتت 13 من الدول 15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي مع القرار الذي وضعته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بينما امتنعت الصين وروسيا عن التصويت.
وقالت الصين إن الوضع الحالي في أفغانستان هو "نتيجة مباشرة لانسحاب متسرع وغير منظم" للقوات الغربية.
أما روسيا فقد أعربت عن أسفها لأن واضعي القرار لم يأخذوا في الاعتبار تحفظاتها على "هجرة العقول" الناجمة عن عمليات إجلاء ورحيل الأفغان الذين عملوا مع دول أجنبية أو مع الحكومة السابقة الموالية للغرب.
كما أشارت إلى "الآثار الضارة" لتجميد الأصول المالية لأفغانستان الذي قرره الغرب بعد استيلاء طالبان على السلطة.
وقال مجلس الأمن في قراره إنه "يتوقع" من طالبان أن تفي بكل "التزاماتها"، لا سيما في ما يتعلق بـ"المغادرة الآمنة" و"المنظمة" من أفغانستان "لمواطنين أفغان ورعايا أجانب" بعد انسحاب الولايات المتحدة الذي أجز الثلاثاء.
اقرأ أيضا: FA: أمريكا خسرت أفغانستان مبكرا والهزيمة كانت محتومة
في المقابل لا يشير القرار إلى "منطقة آمنة" أو محمية أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد أن باريس ولندن ستدعوان في الأمم المتحدة إلى إنشائها في كابول للسماح خصوصا بمواصلة "العمليات الإنسانية".
وقال ماكرون إن انشاء هذه المنطقة "سيوفر إطارا للأمم المتحدة للتحرك بشكل عاجل وسيسمح خصوصا بوضع كل منا أمام مسؤولياته وسيتيح للأسرة الدولية مواصلة الضغط على طالبان".
مع ذلك رحب الإليزيه بالقرار. وقالت الرئاسة الفرنسية: "حصلنا على ما طلبناه وهو ما يلزم لجعل المطار مكانا آمنا لمن يريدون مغادرة كابول"، معربا عن أسفه لامتناع روسيا والصين عن التصويت.
مئات البريطانيين لا يزالون عالقين
والثلاثاء، أعلنت الحكومة البريطانية، أن عدد رعايا البلاد الذين لم يتسنّ إجلاؤهم من أفغانستان قبل نهاية عملية الإجلاء يصل إلى "بضع مئات"، وسط انتقادات وُجهت إليها على خلفية إدارتها للأزمة الأفغانية.
وأنهت المملكة المتحدة السبت عمليات إجلاء البريطانيين والأفغان المعرضين للخطر أو أولئك الذين كانوا يعملون معها، قبيل انسحاب الولايات المتحدة ليل الاثنين/ الثلاثاء، لتنتهي بذلك حرب استمرت عشرين عاما.
لكن لندن انتقدت لأنها تركت في أفغانستان عددا كبيرا من المرشحين للمغادرة.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب لشبكة "سكاي نيوز": "نأسف لأن أشخاصا تُركوا في المكان".
وأشار إلى أن "بضع مئات" من البريطانيين ما زالوا في أفغانستان. واعتبر عبر شبكة "بي بي سي" أن العدد الذي أوردته صحيفة "ذي غارديان" ليس واقعياً.
وكانت تلك الصحيفة قد قالت إن نوابا بريطانيين تلقوا الكثير من طلبات المساعدة ويحاولون إنقاذ أكثر من سبعة آلاف أفغاني مع أقربائهم ما زالوا عالقين في البلاد.
واعتبر راب أنه "من الصعب جدا إعطاء عدد محدد" لافتا إلى أنه تم إجلاء خمسة آلاف بريطاني منذ نيسان/أبريل.
وأُجلي حوالى 15 ألف شخص بينهم أفغان، في الأسبوعين اللذين تليا سيطرة طالبان على الحكم منتصف آب/أغسطس.
واعتبر وزير الدفاع بين والايس الجمعة أنه لم يكن بالإمكان إجلاء ما يصل إلى 150 مواطنا بريطانيا إضافة إلى ما بين 800 و1100 أفغاني مؤهلين للإجلاء.
وبالنسبة للأشخاص الذين ظلوا في أفغانستان، أكد وزير الخارجية أنه يجري محادثات مع الدول المجاورة لأفغانستان لتسهيل إخراجهم من البلاد وأن بريطانيا ستحرص على جعل طالبان تحترم التزامها بتأمين ممر آمن لهؤلاء الأشخاص.
أبرز المناطق التي سيطرت عليها طالبان بأفغانستان (إنفوغرافيك)
طالبان تنتزع عاصمة ولاية خامسة وتواصل تقدمها السريع (شاهد)
طالبان تتبنى قتل طيار حربي أفغاني في تفجير بكابول