كشفت صحيفة تركية، الأربعاء، تفاصيل الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأمس الثلاثاء، ذكرت الرئاسة التركية، أن أردوغان أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الفرنسي ماكرون؛ بناء على طلب من الأخير.
ويأتي طلب ماكرون، بالوقت الذي صعدت فيه فرنسا ضد تركيا في محاور عدة بالمنطقة منها ليبيا وشرق المتوسط، واتهامات تركيا لها بأنها تسعى لتأجيج التوترات بالمنطقة.
وقالت صحيفة "حرييت"، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن طلب ماكرون إجراء اتصال هاتفي بالرئيس التركي، كان صباح أمس، قبل القمة الثلاثية (بين أردوغان ورئيس المجلس شارل ميشيل، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل).
ولفتت إلى أن ماكرون الذي استنفد كافة محاولاته ضد تركيا بالمنطقة، أراد أيضا أن يتحدث مع أردوغان قبل قمة الاتحاد الأوروبي المزمع عقدها بداية الشهر المقبل بشأن التوتر في شرق المتوسط.
ونقلت الصحيفة، عن مصادر بأنقرة في قراءتها للاتصال، بأن موقف المستشارة الألمانية الثابت بشأن العقوبات على تركيا يقف خلف اتخاذ ماكرون خطوة إلى الوراء.
اقرأ أيضا: أردوغان وماكرون يناقشان مسائل حول شرق المتوسط وأوروبا
ورأت المصادر، أن ماكرون يشعر بأنه أصبح وحيدا بعد فشله في تحريض الدول الأوروبية كافة باستثناء اليونان وقبرص اليونانية، ضد تركيا، لاسيما بعد قمة مجموعة "ميد 7" الأوروبية المطلة على المتوسط، ولم يتمكن من الحصول على دعم إيطاليا وإسبانيا والبرتغال ومالطا.
وأشارت إلى أن ماكرون فضّل طلب إجراء مباحثات مع أردوغان بدلا من المجادلة مع ميركل في قمة الاتحاد الأوروبي.
ونقلت الصحيفة عن وزير شارك في الاتصال بين أردوغان وماكرون، أن الرئيس التركي قال لنظيره الفرنسي: "ماكرون أنت شاب لا تعرف، ولكن لا تنسى ماضيكم الاستعماري في أفريقيا".
وأشار الوزير الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، إلى أن حديث أردوغان، تضمن لماكرون أيضا بالقول: "اذهب وتعرّف على المذابح التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر ورواندا (..) أنت جديد في السياسة تعرّف على تاريخك".
وبشأن إمكانية فرض عقوبات على تركيا، أضافت الصحيفة، أنه طالما لم تتخل اليونان عنها، فإنها لا تزال مطروحة في قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة.
واستدركت الصحيفة، أن هناك إشارات قوية منذ أمس، على أن القمة الأوروبية قد لا تخرج بقرارات ضد تركيا، إذا لم تخلق اليونان أزمة جديدة.
يشار إلى أن الرئاسة التركية قالت في بيانها إن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية، وعلاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، والتطورات الإقليمية وعلى رأسها شرق المتوسط.
اقرأ أيضا: تقدم بالمباحثات الفنية بين تركيا واليونان.. وترحيب أوروبي
وأكد أردوغان لماكرون أن "تركيا لا تطمع في حقوق أحد، لكنها لن تسمح بهضم حقوقها، وتؤيد الحوار لحل المشاكل الراهنة".
وشدد الرئيس التركي على أن "سبب التوتر شرق المتوسط هو تجاهل الحقوق المشروعة لأنقرة والقبارصة الأتراك في المنطقة".
وأعرب عن استغرابه من دعم فرنسا للادعاءات والخطوات المتطرفة من قبل اليونان وقبرص الرومية، والتي تصعد التوتر.
وأضاف أن بلاده تنتظر من فرنسا خلال هذه المرحلة اتخاذ مواقف حكيمة وبنّاءة، لافتا إلى أهمية تفعيل قنوات الاستشارة والتواصل بين أنقرة وباريس.
هذا هدف باريس من "تحالف متوسطي".. ما المطلوب من أنقرة؟
أقطاي يتناول صدى لقائه مع "عربي21" حول العلاقة مع مصر
صحيفة: سحب "أوروتش رئيس" استجابة لميركل وتحييد لماكرون