مع تجدد الاشتباكات بين المتظاهرين اللبنانيين وقوات الأمن لمكافحة الشغب، مساء اليوم السبت، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي تضامنا مع المتظاهرين في بيروت.
وتصاعدت المواجهات بين المتظاهرين وعناصر قوة مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي أمام مجلس النواب وسط بيروت مما أسفر عن وقوع عشرات الإصابات.
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام "اللبنانية" أن "الشبان أطلقوا مفرقعات نارية بشكل كثيف، إضافة إلى قنبلة مولوتوف (...)، وردت القوى الأمنية بالقنابل المسيلة للدموع، وبخراطيم المياه التي ساهمت بتراجع المتظاهرين قليلا عن مدخل البرلمان".
وأفاد الصليب الأحمر اللبناني: "طواقمنا نقلوا 65 إصابة في مظاهرة وسط بيروت، حتى الآن، إلى مستشفيات المنطقة، كما تم إسعاف 100 إصابة في المكان".
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي احتل وسم #لبنان_ينتفض المركز الأول في قائمة أعلى الوسوم تداولا في لبنان وعدد من الدول العربية، منددين باعتداء الأمن على المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع وبالضرب.
اقرأ أيضا: اشتباك بين المتظاهرين والأمن ببيروت.. عون والحريري يعلقان
وشدد النشطاء على أن عنف قوات الأمن سيولد عنفا لدى المتظاهرين، وأن تجاهل الحكومة والسلطة لمطالب المتظاهرين سيولد أيضا عنفا، وأن ظلم الأحزاب والتيارات والكتل السياسية والفرق والكتائب وتشتت كل أولئك سيولد أيضا عنفا.
وأشار النشطاء إلى أن الانهيار الاقتصادي قد بدأ في لبنان منذ عامين، والسلطة لم تواجه ذلك ولم تحرك ساكنا، عدا بعض البيانات التسكينية الكاذبة، وفق وصف النشطاء، الذين أكدوا أن إجراء واحدا حقيقيا كان سيخفف من وطأة الأزمة.
وعلق النشطاء بأن التظاهرات قد خرجت للشوارع منذ ثلاثة أشهر لكن السلطة لم تقم بأي إجراء لطمأنة الشعب غير أنها تستمر في مسلسل قمعه فقط.
وأشار النشطاء إلى أن هذه الليلة بما شهدته من مواجهات بين الأمن والمتظاهرين، هي الأعنف والأطول منذ بدء التظاهرات في 17 تشرين الأول/ أكتوبر، واصفين إياها بأنها ليلة "سقوط الأقنعة" عن كثير من وسائل الإعلام اللبنانية التي أضحت أكثر إلتصاقا بالسلطات الأمنية والسياسية.
وندد النشطاء بردود فعل المسؤولين، والتي وصفت النشطاء بـ" الوقحة"، مؤكدين أنهم لا يهتمون بلبنان، وأن كل همهم اقتسام الحصص وثروات البلد حتى لو كان ذلك على أنقاضها.
وأعرب النشطاء عن ألمهم إزاء المشهد الحاصل الآن في لبنان، وخاصة وسط بيروت، متسائلين كيف للأحزاب السياسية لا تستطيع حتى الآن تشكيل الحكومة؟ وكيف لأبناء الصف الواحد لا يستطيعون التخلي عن مفهوم الحصص لصالح تأليف حكومة ربما تنجح في إيقاف انهيار البلاد؟
وتعجب عدد من النشطاء عن ردود فعل الحكومة المستنكرة لاشتباكات المتظاهرين مع الأمن، قائلين إن الوضع الاقتصادي أصبح مترديا للغاية، وأن الدولار أصبح 2500ليرة، وأن المواطنين أصبحوا لا يستطيعون سحب 100 دولار من البنوك، وأن السلع زادت بنسبة 30 بالمئة، متسائلين: ما الذي تتوقعه الحكومة بعدما لم يعد لدى المواطنين شيء يخسرونه؟ هل يوزعون الورود؟
وعقب اندلاع المظاهرات اللبنانية في الـ17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، دخلت البلاد في أزمة سياسية واقتصادية حادة، لا زالت تشهد على وقعها انسدادا في مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة عقب استقالة حكومة سعد الحريري السابقة أواخر تشرين الأول.
اشتباك بين المتظاهرين والأمن ببيروت.. عون والحريري يعلقان