نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للصحافية ميسي ريان، تقول فيه إن التحالف الذي يحارب الحوثيين في اليمن، فشل في التحقيق بشكل صحيح في غارات جوية على أهداف مدنية، بحسب ما قالت منظمة لحقوق الإنسان يوم الجمعة، بالإضافة إلى أن الحملة كلها أصبحت محل تساؤل؛ لأنها تسببت بمعاناة إنسانية على مستوى كبير.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" قالت يوم الجمعة إنها وجدت في تحليل لها أن جهاز التحقيق الذي تشرف عليه السعودية، التي تقود تحالفا معظمه من الدول العربية في اليمن منذ عام ا2015، برأ السعودية من أي خطأ في أكثر 80 حادثة، تم التحقيق فيها على مدى العامين الماضيين.
وتورد الكاتبة نقلا عن تقرير "هيومان رايتس ووتش"، قوله إن المعلومات التي تم نشرها "تظهر فشلا عاما.. في توفير تحقيقات ذات مصداقية ومحايدة وشفافة في انتهاكات قواعد الحرب المدعاة".
وتذكر الصحيفة أن تقرير المنظمة وجد أن النتائج التي توصلت إليها تلك التحقيقات تختلف تماما عن الصورة التي عرضتها الوسائل الإعلامية وجمعيات المجتمع المدني في اليمن، حيث قامت طائرات التحالف مكررا بضرب مواقع مدنية، بما في ذلك المستشفيات وبيوت العزاء، مشيرة إلى آخر حادثة التي قتل فيها 40 طفلا على الأقل، في ضربة جوية لطائرات التحالف شمال اليمن، في 9 آب/ أغسطس.
ويفيد التقرير بأن فريق تقدير الحوادث المشترك (جيات)، الذي تم تشكيله بمساعدة أمريكية عام 2016، اعترف بعد قيامه بحوالي 80 تحقيقا، بوجود مشكلات في 11 حادثة، ووجد في واحدة فقط أن قوات التحالف خرقت قواعد الاشتباك، بحسب ما ذكرت منظمة "هيومان رايتس ووتش".
وتلفت ريان إلى أن(جيات) توصل في معظم التحقيقات إلى أن الغارات على المدنيين لم تكن متعمدة وناتجة عن عمليات عسكرية شرعية، بحسب تحليل المنظمة، "كما لا يبدو أنه أخذ في عين الاعتبار إن كان حجم الهجوم متناسبا قانونيا، أو إن كانت الاحتياطات المتخذة كافية".
وتنوه الصحيفة إلى أن فريق (جيات) طلب مساعدة من التحالف في 10 حالات، حيث كانت أخطاء فنية أو استخبارية أو عوامل أخرى، مثل الطقس، أدت إلى غارات ضد أهداف مدنية، مشيرة إلى أن فريق (جيات)، الذي يتألف من مسؤولين من بلدان التحالف، أوصى بالمزيد من التحقيق، أو القيام بخطوات تأديبية في حادثتين، بحسب تحليل المنظمة.
وبحسب التقرير، فإن منظمة "هيومان رايتس ووتش" اعتمدت في تحليلها على بيانات المتحدث باسم فريق (جيات) وتقارير وكالة الأنباء السعودية، لافتا إلى أن نشر هذا التقرير الحقوقي يأتي في وقت تواجه فيه إدارة ترامب ضغوطا متزايدة من أعضاء الكونغرس بسبب دعمها للتحالف، بما في ذلك بيع الأسلحة، ومشاركة المعلومات الاستخبارية، وتزويد طائرات التحالف التي تقصف اليمن بالوقود في الجو.
وتقول الكاتبة إن قانونا دفاعيا جديدا يشترط تزويد طائرات التحالف بالوقود في الجو بتحقق الإدارة من أن السعودية وحلفاءها يتخذون خطوات لحماية المدنيين وإنهاء الحرب، مشيرة إلى أن أعضاء كونغرس من الحزبين أعربوا عن سخطهم من الصراع وتأثيره على اليمنيين، من الحملة الجوية والتزايد الحاد في الفقر وسوء التغذية والمرض.
وتنقل الصحيفة عن الناقدين، قولهم إن أمريكا قد تعرض نفسها للمساءلة القانونية لهجماتها على المدنيين في اليمن، منوهة إلى أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" حثت السعودية وحلفاءها على تحسين إجراءات التحقيق، وتقديم الديات إن لزم، وأن "تحاكم بشكل مناسب المسؤولين عن جرائم الحرب".
ويشير التقرير إلى أن المنظمة دعت إلى تعليق بيع السلاح للسعودية، التي تعد زبونا رئيسيا للأسلحة الغربية، لافتا إلى أن الرئيس ترامب أعلن صفقات بيع أسلحة كبيرة للمملكة خلال زيارته الخارجية الأولى العام الماضي.
وتنقل ريان عن مديرة قسم الشرق الأوسط في منظمة "هيومان رايتس ووتش" سارة ليه وينستون، قولها: "يجب على الحكومات التي تبيع الأسلحة للسعودية أن تدرك بأن التحقيقات الصورية للتحالف لا تحميها من تهمة التواطؤ في الانتهاكات الفادحة في اليمن".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن أمريكا انتقدت أيضا للطريقة التي تعاملت فيها مع الوفيات المدنية، التي تسببت بها العمليات الجوية الأمريكية، فالأرقام الرسمية لعدد المدنيين الذين قتلوا في غارات جوية أمريكية خلال حملتها ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا هو جزء صغير من تقديرات منظمات الرصد.
سي أن أن: هل بدأ محمد بن سلمان يجني ثمار أفعاله؟
NYT: كيف كشف هجوم صعدة عن تورط أمريكا في حرب اليمن؟
"AP" تكشف تفاصيل علاقة "التحالف" مع القاعدة باليمن